دارفور: كشفت دراسة أعدتها quot;جمعية دارفورquot; وهي منظمة أهلية تعنى بشؤون دارفور ان هناك أدلة قوية على أن آلاف الأطفال والكبار قد أجبروا على التحول الى عبيد في دارفور. وقد أجبر رجال جرى اختطافهم على العمل في مزارع يسيطر عليها رجال ميليشيا الجنجويد، حسب الدراسة.

وقال شهود عيان ان الجيش السوداني أيضا شارك في عمليات خطف نساء وأطفال لاستعبادهم جنسيا واجبارهم على القيام بأعمال منزلية للجنود في الخرطوم. يذكر ان حوالي 300 ألف شخص فقدوا حياتهم وشرد ما لا يقل عن 2،7 مليون شخص من دارفور منذ بدء النزاع في الإقليم عام 2003.

ولم تعلق الحكومة السودانية حتى الآن على ما ورد في الدراسة المذكورة. وتقول quot;جمعية دارفورquot; ان لديها افادات لحوالي مئة شاهد عيان من بين مختطفين سابقين. وورد في التقارير ان عمليات الاختطاف استهدفت الالاف من الناطقين بغير العربية.

وكان رجال الجنجويد والجيش السوداني يجمعون المختطفين خلال عمليات الاغارة على القرى، ثم يقومون بقتل بعض المدنيين أثناء الهجوم على قراهم غي عمليات تطهير عرقي، ثم يجلبون سكانا ناطقين بالعربية للاقامة في تلك القرى، بينهم أفراد قبائل من تشاد والنيجر ومالي والكاميرون، كما ورد في التقرير. ومعظم المختطفين هم من النساء والفتيات ولكن هناك أدلة على استهداف الرجال والفتيان أيضا لاستخدامهم في الأعمال الزراعية، حسب الدراسة.

وتتضمن الدراسة افادات أطفال أجبروا على الخدمة المنزلية، وقال أحد الفتيان إنه تعرض للضرب بشكل منتظم من قبل خاطفيه وهم من ميليشيا الجنجويد. وقالت امرأة إنها تعرضت للاختطاف من مخيم للاجئين وأضافت قائلة quot;ان خاطفينا استخدمونا كزوجاتهم في الليل وفي النهار كنا نعمل طوال الوقت. أما الرجال الذين اختطفوا معنا فكانوا يهتمون بالمواشي. لقد عملنا كل يوم من أيام الأسبوع، بدون أي راحةquot;.

يذكر أن الحكومة السودانية أنكرت دائما وجود العبودية فيها الا أن الخرطوم اعترفت بحدوث حالات خطف خلال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب بين عامي 1983-2005 ، حيث خطف ما يقرب من 14 ألف شخص. وأكد مسؤول سوداني رفض الكشف عن اسمه أن حالات خطف وقعت في دارفور مؤخرا.

وحث التقرير الحكومة السودانية على نزع سلاح الجنجويد والميليشيات الأخرى والتعاون مع الامم المتحدة والإتحاد الافريقي. وقال ديسماس نكوندا نائب رئيس جمعية دارفور ان هناك ضرورة لاتخاذ خطوات عاجلة لمنع عمليات خطف أخرى. ودعا التقرير الى تمديد صلاحيات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي حتى تتضمن صلاحية استخدام القوة لحماية المدنيين.