نتانياهو يرفض أن تتخلّى حكومة برئاسته عن الجولان
أولمرت عقد اجتماعات سرية في لندن تتعلق بالمسار السوري
جيران سوريا يدفعونها إلى الجنة.. أو النار! |
القدس، تل أبيب،الوكالات: قال زعيم حزب الليكود المعارض بنيامين نتانياهو ومسؤولون سياسيون من مختلف الاتجاهات إنَّ حكومة برئاسته لن تقدم على إتخاذ قرار بالتخلي عن هضبة الجولان ولن تكون ملزمة بأى تنازلات قد يقدمها رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبى ليفنى لسوريا. واكد نتانياهو الذي ترجح استطلاعات الرأي توليه رئاسة الحكومة بعد الانتخابات التشريعية التي ستجرى في شباط (فبراير) المقبل ان أولمرت لا يملك حق التفاوض حول اتفاق سلام مع سوريا، وذلك خلال اجتماعه مع الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى فى باريس الليلة الماضية.في سياق متّصل، كشفت يديعوت أحرونوت أن زيارة أولمرت الخاطفة إلى بريطانيا قبل أيام شملت اجتماعات سرية مع جهات ذات علاقة بالمفاوضات بين إسرائيل وسورية.
وحول التهدئة فى قطاع غزة، قال نتانياهو إنه من الضرورى استعادة إسرائيل قوتها الرادعة دون التسليم باستمرار إطلاق القذائف الصاروخية على قراها المتاخمة للقطاع .
اجتماعات سريّة لأولمرت في لندن
وقالت يديعوت أحرونوت اليوم إنَّ quot;أولمرت أجرى مباحثات سرية مع هذه الجهات التي لم تكشف عن أسمائها وجنسياتهاquot;. وأضافت quot;أن ثلاث شخصيات إسرائيلية فقط كانت قد علمت بأمر اللقاء بينها رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) مئير داغانquot;. وأشارت إلى quot;أن مكتب أولمرت رفض تأكيد الخبر أو نفيهquot; موضحة أنها quot;حصلت على معلوماتها هذه بشأن هذا اللقاء من مصادر وثيقة في مكتب رئيس الحكومةquot;.
ورفض مكتب أولمرت تأكيد أو نفي انعقاد هذه الاجتماعات السرية في لندن التي توجه إليها أولمرت بادعاء أنه تمت دعوته لإجراء محادثات مع نظيره البريطاني غوردون براون. رغم ذلك فإن مصادر مطلعة على الاجتماعات السرية أبلغت الصحيفة بأن أولمرت والأسد تبادلا في الأيام الأخيرة رسائل مفصلة.
تقدّم في الاتصالات غير المباشرة
من جهة أخرى، أشار المراسل السياسي لموقع يديعوت أحرونوت الالكتروني روني سوفير، اليوم، إلى أن سفر أولمرت إلى تركيا يأتي في أعقاب تقدم كبير طرأ في الأيام الأخيرة على الاتصالات غير المباشرة بين إسرائيل وسورية. وأضاف سوفير، المقرب من مكتب أولمرت، إنه ليس مستبعدا أن الحديث يدور عن وجود استعداد لدى الأسد بالإعلان عن رغبته بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل حول استعادة هضبة الجولان واحتمال موافقته على تأجيره لإسرائيل بعد ذلك.
وذكر سوفير أن مبعوثا تركيا سيصل اليوم إلى دمشق لكن لا يوجد تأكيد رسمي لهذا النبأ، لكنه أضاف أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن هذا يأتي في إطار مبادرة سورية لربط الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما بمسار المفاوضات الإسرائيلي ndash; السوري. ونقل سوفير عن مصادر في مكتب أولمرت نفيهم للأنباء التي ترددت الأسبوع الحالي حول رسالة سورية إلى إسرائيل تتضمن المطالبة بالانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وأن هذه الرسالة لم تؤد إلى حدوث انطلاقة في المحادثات.
وقال مصدر رفيع المستوى في مكتب أولمرت إن quot;شخصا مطلعا على التفاصيل (التي تضمنتها الرسالة السورية) يقول إن الأنباء حول فحواها ليست صحيحةquot;. وأشار سوفير إلى أن المصادر في مكتب أولمرت ترفض التحدث عن quot;انطلاقةquot; في المفاوضات لكنهم يتحدثون في المقابل عن أجواء تفاؤل أعقبت سلسلة اتصالات من وراء الكواليس.
وذكرت المصادر ذاتها ضلوع كل من وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليبند في الاتصالات، والذي كان قد زار سورية وإسرائيل مؤخرا، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والاتصالات الحثيثة التي يجريها ملك الأردن عبد الله الثاني مع الرئيس السوري ومسؤولين إسرائيليين كبار.
سوريا لا ترى مشكلة باستئناف المفاوضات
وفي تعليق على تصريحات أولمرت بأن هناك إمكانية لتحقيق اتفاقية سلام مع سورية، أوضحت مصادر سورية مطلعة لـquot;الشرق الأوسطquot;، إنه quot;لا توجد مشكلة لدى سورية لاستئناف عملية المفاوضات غير المباشرة، التي كانت جارية عبر الوسيط التركيquot;. ولفتت المصادر إلى أن سورية quot;ما تزال تنتظر الرد الإسرائيلي على الوثيقة، التي ارسلتها سورية في آب الماضي عبر الوسيط التركيquot;، والتي تتضمن quot;الترسيم السوري لخط الرابع من حزيرانquot;.
وأكدت المصادر أن quot;موافقة إسرائيل على هذه الوثيقة أمر جوهري وأساسي للانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرةquot;. وتساءلت المصادر عما quot;إذا كانت إسرائيل مستعدة لإعطاء رد على هذه الوثيقة قبل الانتخاباتquot;، قبل أن تلفت إلى استبعاد السوريين أن يكون هناك أي شيء عملي على هذا المسار قبل الانتخابات الإسرائيلية، ووضعت المصادر كلام أولمرت ضمن quot;إطار التحركات السياسية الداخلية الهادفة لتهيئة الأجواء والرأي العام قبل الانتخاباتquot;. ونفت المصادر وجود أي تحرك أو تطور جديد على سير المفاوضات غير المباشرة منذ آخر جولة تمت في اب الماضي، حيث تم تأجيل الجولة الخامسة بناء على طلب إسرائيل.
وكان أولمرت قد اعلن امس انه سيزور الاثنين المقبل العاصمة التركية انقرة وهي التي تتوسط بين اسرائيل وسوريا للتوصل الى اتفاق سلام.واستبق اولمرت هذه الزيارة بالاعلان quot;ان التوصل الى اتفاق سلام مع سوريا اصبح في متناول اليد وان اخراجها مما اسماه (محور الشر) صار امرا قابلا للتحقيقquot; . وحسب الصحيفة quot;فان زيارة اولمرت لانقرة الاسبوع المقبل تهدف الى تهيئة الارضية لمفاوضات مباشرة بين اسرائيل وسورية وهو الذي اعلن امس ان سلاما مع سورية في متناول اليدquot;.
وذكرت ان اولمرت كان قد اجرى امس الخميس اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان للمرة الثالثة خلال الاسابيع الاخيرة وتم الاتفاق في نهايته على اللقاء في تركيا . وقالت quot;ان اولمرت واردوغان سيجريان نقاشا حول موضوع المفاوضات بين اسرائيل وسورية وامكانيات التقدم في المفاوضات قبل انتخابات الكنيست التي ستجرى في شهر فبراير المقبلquot;.
التعليقات