قلق من هجمات إسرائيلية قريبة
التهدئة انتهت... غزة على أعتاب المجهول
خلف خلف من رام الله:
يحبس أهالي قطاع غزة أنفاسهم تحسبًا من هجمات عسكرية إسرائيلية واسعة في ظل انتهاء التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل صباح اليوم الجمعة الموافق 19/12/2008. وبررت الفصائل قراراها بعدم تجديد التهدئة، مشيرة إلى إنه لم يتم احترام شروطها، إذ قتل أكثر من 20 مواطنًا فلسطينيًا خلال الشهور الستة الماضية أغلبهم من المقاتلين، كما اعتقل العشرات من السكان، نسبة كبيرة منهم يعملون في مهنة الصيد. أما إسرائيل التي فضلت رسميا الصمت، مكتفية بتحميل حماس المسؤولية عن تفجر الأوضاع، فقدرت عدد الصواريخ المحلية التي أطلقت من القطاع على بلداتها الجنوبية بنحو 2800 صاروخ.
وتبادل الاتهامات بين الجانبين، وتحميل كل طرف المسؤولية للآخر، يأتي متزامنًا مع جهود إنعاش تبذلها جهات عربية وفلسطينية، لمنع تجدد القتال في غزة، لا سيما أن القطاع متهالك أصلا بفعل الحصار الذي يعيشه منذ أكثر من عامين، ويعتقد الكثيرون أن غزة لن تستطيع quot;إنسانيًاquot; على الأقل تحمل أي هجوم بري عسكري واسع في الوقت الراهن.
ويرى مراقبون فلسطينيون أن حركة حماس رفضت تجديد التهدئة كونها لم تحقق مصالحها، المتمثلة بتخفيف الحصار الذي تعيشه غزة. ونقل عن ضابط إسرائيلي في قيادة المنطقة الجنوبية قوله أمس: quot;حماس معنية بتحسين الموقع من الوضع الذي توجد فيه الآن. وهي تحلم بممر حر للفلسطينيين من غزة إلى الضفة، فتح المعابر والازدهار الاقتصادي. أما عمليا فهذا لم يحصل وهي ملزمة بالتفسير للشارع الفلسطينيquot;.
هذا في وقت تحشد إسرائيل قواتها على الحدود مع عزة، ونقلت صحيفة يديعوت الصادرة اليوم عن ضباط في فرقة غزة اعترافهم بأنه منذ زمن بعيد لم تكن حالة تأهب كهذه في الجبهة. وشرح ضابط في الفرقة، يقول: quot;تلقينا تعليمات بان نكون جاهزين للتدهور في غضون دقائق في الجبهةquot;.
ووصفت يديعوت حدود القطاع، بالقول: quot;يوجد توتر شديد في الهواء. إحساس حقيقي بأننا على شفا الانفجار. قائد اللواء يتحرك هنا من مكان إلى مكان لفحص أهلية المقاتلين. تماما أجواء حربquot;.
أما الفصائل الفلسطينية فتراهن بدورها على وضع إسرائيل غير المستقر سياسيا لتحقيق شروطها، وتحسين واقع القطاع، حيث ترى حركة quot;حماسquot; إن إسرائيل غير قادرة على الشروع بعملية عسكرية كبيرة ضدها، لجملة أسباب، أهمها، وجود الجندي جلعاد شاليت في الآسر، وكذلك خشية الجيش الإسرائيلي من دفع فاتورة كبيرة من أرواح جنوده، كما أن عملية بحجم كبير تعني سقوط المئات من الفلسطينيين قتلى وجرحى وهذا يحتاج إلى تبرير أمام العالم.
ويشير المحلل العسكري لصحيفة يديعوت في تقدير نشر أمس أن الوقت الآن بات متأخرًا للانقضاض على غزة، ويقول: quot; فالخيول فرت من الإسطبل برعاية التهدئة. حماس استكملت تشكيل الذراع الاستراتيجي طويل المدى، أقامت منظومات دفاعية في غزة ورسخت منظومة الأنفاق كـ quot;ذراع تتجاوز المعابرquot;. كل quot;الخطوط الحمراءquot; في أنه محظور السماح للفلسطينيين في القطاع تجاوزها ndash; قد تم تجاوزها.
ويتابع: quot;فضلا عن ذلك نحن عشية الانتخابات، الوضع السياسي عندنا حساس، إدارة جديدة في أمريكا، الشتاء المقترب، الوحل والسحب. فاتنا القطار. الآن لا يوجد إلى أين يمكن الركض. يجب الانتظار إلى أن تقوم حكومة، على أمل أن تعرف كيف تتخذ القرارات. حتى ذلك الحين سيستمر السلوك الإسرائيلي حيال القطاع في صيغة إطفاء حرائقquot;.
وبدوره يرى الكاتب الإسرائيلي الوف بن، أن تل أبيب فضلت ضرب حماس اقتصاديا، ولكن حريتها في العمل ستتقلص في عهد اوباما وستعزز المؤيدين لـquot;عملية كبرىquot; في غزة في الأوساط الإسرائيلية، وأضاف يقول في صحيفة هآرتس، تحت عنوان: quot;رهان باراكquot; quot;الخلاف في إسرائيل على quot;العملية الكبيرة في غزةquot; يدفع إلى الصدام بمفهومين للأمن: الحرب الوقائية حيال تأجيل الحرب. مؤيدو اجتياح غزة ادعوا كل الوقت بان من الأفضل ضرب حماس قبل أن تتعاظم وتتمترس وهكذا يكون اقل قتلى في الجانبينquot;.

وتابع: quot;وزير الدفاع، أيهود باراك، عرض نهجا مضادا، بموجبه، حتى لو كانت المواجهة مع حماس محتمة، من الأفضل الانتظار. فلعله في هذه الإثناء يتغير شيء في الجانب الفلسطيني أو في الدول العربية، وإذا ما حصل تصعيد، سيكون من الأسهل تجنيد التأييد الداخلي والدولي لعملية إسرائيليةquot;.