تل ابيب: قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت في اجتماع الحكومة الأسبوعي اليوم الأحد إن إسرائيل غير مسرعة لشن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة بعد انتهاء التهدئة فيما قرر تصعيد الهجمات ضد المسلحين الفلسطينيين الذين يطلقون صواريخ القسام باتجاه جنوب إسرائيل.

وقال أولمرت quot;إنني أعي أننا نعيش في فترة حساسة (بسبب الانتخابات العامة) ولا نية لدي في منافسة أي من الذين يطلقون التصريحات المنفلتة والمثيرة للحماسquot; في إشارة إلى الوزراء الإسرائيليين الذين يدعون على شن عملية عسكرية واسعة.
وأضاف أنه أجرى مداولات مطولة مع وزير الدفاع ايهود باراك، الذي يتحفظ من شن عملية واسعة، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، التي تؤيد بتصعيد القتال في قطاع غزة وأن quot;حكومة مسؤولة لا تبتهج بالتوجه للقتال لكنها لا تتهرب منه، ولذلك فإننا سننفذ الخطوات المطلوبة بموجب المسؤولية المطلوبة من دون أن ارفع الصوت دون حاجة ودون علاقة مع الواقع لأن هذه هي الطريقة التي تتصرف بها حكومة في فترات حساسةquot;.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم أن أولمرت أجرى أمس مشاورات مع قيادة جهاز الأمن وأنه تقرر عدم شن عملية عسكرية واسعة في القطاع وإنما تكثيف حجم رد الفعل،وخصوصا من خلال هجمات جوية ضد أهداف لحركة حماس والجهاد الإسلامي والعودة إلى سياسة الاغتيالات.
وكان أولمرت يرد بقوله quot;التصريحات المنفلتةquot; على تصريحات أطلقها وزير المواصلات شاؤل موفاز خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم ودعا فيها إلى شن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة.

وقال موفاز quot;إني اقترح على من يجلس في الطابق ال14 في وزارة الدفاع (أي باراك) أن يستيقظ من هذا الوهم، القائل إن التهدئة جيدة لإسرائيل وأن جلعاد شليط (الجندي الأسير في القطاع) بأيديهم، والقيام بعمل ما، إذ لا يوجد خيار آخر، فما الذي ينبغي أن يحصل بعد؟ هل ينتظرون أن يُقتل أولاد، وأن يُصاب أناس بجروحquot;.

وقال quot;لقد دفعنا ثمنا خلال التهدئة ودفعنا ثمنا من أجل التوصل إلى هذه التهدئة الوهمية من خلال أن جلعاد شليط ما زال محتجزا بأيديهمquot;.
من جانبه قال باراك إن quot;بعض الأقوال المنفلتة تلحق ضررا ولا حاجة لها وتمس بالقدرة على الصمود، وأنا أدعو رئيس الوزراء إلى تهدئة بعض الثرثارين السياسيين وإلزامهم بسلوك مسؤول أكثرquot;.

وأضاف quot;لا يمكن قبول الوضع الناشئ في غزة وقد أصدرت تعليمات للجهات الأمنية بإعداد كافة الخطط المترتبة على ذلك وحول مكان وطريقة الرد إذ أن ما يوجهنا هو أن تحقق عملياتنا نجاحاquot;.
من جانبه قال وزير الصناعة والتجارة والتشغيل ورئيس حزب شاس ايلي يشاي إنه quot;لو كان إطلاق صواريخ القسام موجها نحو منطقة وسط إسرائيل لعملت وزارة الدفاع على وقف التهدئة منذ وقت طويلquot;.

واضاف يشاي quot;أنني قلق من انعزال وزير الدفاع عن الواقع ويبدو أن التهدئة قائمة فقط في الهيئة الثلاثية (أولمرت وباراك وليفني) وأدعو وزير الدفاع إلى نقل مكتبه إلى مدينة سديروت لأسبوع واحد عله يعمل بعد ذلك بطريقة مختلفة، لماذا لا يتم استئناف سياسة الاغتيالاتquot;.
من جهة أخرى كتب المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت الكس فيشمان اليوم أن ما يمنع القادة الإسرائيليين شن عملية واسعة في القطاع هو quot;تخوفها من تورط عسكري على غرار لبنان مع خسائر كبيرة في صفوف قواتنا ونتائج سياسية مشكوك بها وإلحاق ضرر آخر بقدرة الردع والمس بصورة إسرائيل أمام العالم، كل هذا يشل القيادة الإسرائيليةquot;.