طلال سلامة من روما: باشر القصر الجمهوري المحصن حملته لوقف برلسكوني عند حده الطبيعي. فرئيس الجمهورية، جورجو نابوليتانو، يريد تحييد هجمات برلسكوني المستمرة على التشريع عن طريق عمليات سياسية مركزة. فالعلاقة الإيجابية مع الجميع، بما فيهم الرأي العام والمواطنين، لا يمكن أن تتم عبر خطابات مبالغ بها إنما بواسطة كلمات موزونة لا سيما ان كان الناطق بها من بين أعلى الهيئات الحاكمة بالبلاد. علماً أن الصراع السياسي الذي لم يتوقف قط منذ شهور بدأ يؤثر على جميع المؤسسات، الحكومية والبرلمانية والقضائية.

علاوة على ذلك، بدأ برلسكوني الاعتماد على ثقل ائتلافه في البرلمان ومجلس الشيوخ بهدف quot;تمريرquot; إصلاحات في العدالة تتوافق مع مزاجه الخاص. هنا يقف له نابوليتانو بالمرصاد لأن الأسس التشريعية لا يمكن العبث بها. فهي غير قابلة لا للتعديل ولا للتحوير. إذن، ثمة حاجز أيديولوجي يفصل برلسكوني عن نابوليتانو. ويعتبر جان فرانكو فيني، رئيس البرلمان الإيطالي وحليف برلسكوني المنتمي الى حزب الاتحاد الوطني، بديلاً لبرلكسوني في إنعاش الحوار مع اليسار. فشؤون إصلاح العدالة سيتم إحالتها الى لجنة يرعاها القصر الجمهوري وتشهد حضوراً يسارياً رفيع المستوى.

هكذا، تحول القصر الجمهوري، بخبرائه ورئيسه، الى حزب سياسي لا اسم له هو البطل الحقيقي لموسم الشتاء السياسي. ما يعطي جورجو نابوليتانو ثقلاً أكثر مقارنة بصلاحيات رؤساء الجمهورية السابقين. كما أن نابوليتانو تم انتخابه، بأصوات اليسار حصراً، قبل سنتين ونصف السنة. مع عودة برلسكوني الى قصر رئاسة الوزراء، أي قصر كيدجي، انقلبت المعادلات التي ترى اليوم الفارس برلسكوني يحتسب ألف حساب قبل مشاورة أم مواجهة الرئيس نابوليتانو الذي استعمل بصمت مهاراته في الطرق السياسية المتعقلة ونجح في استقطاب جزء كبير من الوسط اليميني الى منهجه الحالي الذي يدعو الى الحوار، قبل كل شيء. في الواقع، نجد العديد من المقربين من برلسكوني الذين يبحثون عن شاطئ، مؤسساتي أم سياسي، للحد من نفوذ برلسكوني بهدف قذف الأخير الى سكك الملكية التشريعية، على الأقل.

على الأرجح، سيحاول نابوليتانو تقويض نفوذ برلسكوني بفضل افتتاح خط حوار جديد مع كل من quot;جان فرانكو فينيquot; ورئيس رابطة الشمال quot;أومبرتو بوسيquot; الى جانب خط الحوار القديم مع ماسيمو داليما، وزير الخارجية السابق، وبيار فرديناندو كازيني، رئيس حزب اتحاد الديموقراطيين المسيحيين