طلال سلامة من روما: تعتبر محافظة quot;فاريزيquot; شمال البلاد مدعاة لفخر المسؤولين في حزب رابطة الشمال وعلى رأسهم quot;أومبرتو بوسيquot; الذي يشغل اليوم منصب وزير الإصلاحات في حكومة برلسكوني والذي اختلق قانوناً يدعى قانون بوسي-فينيquot; خاص بالهجرة، الشرعية وغير الشرعية، لا يخلو من غزل وانتقادات. ونجد عدداً من البلديات، في هذه المحافظة، طالما طغت عليها طقوساً وتقاليد تخول اليسار والتيار الكاثوليكي الشيوعي إدارتها بسهولة على الرغم من وجود مئات رؤساء البلديات حولهم، المنتمين الى رابطة الشمال.

هكذا، تتحول محافظة quot;فاريزيquot; الى حلبة صراع ستدفع هذه الرابطة الى إبادة جميع الخلايا السياسية اليسارية والكاثوليكية المسيسة منها. هنا، يلقي المراقبون ثقلاً على هذه المناورات التي من المرجح أن تخرج رابطة الشمال منها فائزة حتى لو اضطرت الى طرد كل من هو ذو عقيدة سياسية مختلفة، فرداً فرداً! هل تعلمون مثلاً أن رابطة الشمال هي أقدم حزب موجود في البرلمان الإيطالي الحالي؟ فالأحزاب اليسارية الصغرى السابقة ماتت أم تم نبذها لتحل محلها تيارات أحدث الى جانب الأحزاب الحاكمة التي شهدت ولادة رسمية منذ سنوات قليلة فقط.

ويبدو أن استراتيجية رابطة الشمال تصب في تحويل وجودها البرلماني من quot;الأقدمquot; الى quot;الأهمquot;. وستقود الرابطة هذه الاستراتيجية عن طريق عملية الإبادة السياسية هذه الى جانب تكثيف تواجدها في أهم المدن الشمالية التي ستقودها طبقة إدارية شبابية طازجة يكمن هدفها في انتزاع تلك المراكز والمناصب التي تعتبرها جميع الأحزاب طموحاً سياسياً من شأنه تسهيل العديد من المسائل، بما فيها الشؤون التوسعية. هنا، لا تتأخر رابطة الشمال عن استقطاب الطبقة العمالية المتواجدة في شمال البلاد إليها على حساب حلفائها.

يكفي النظر الى حصول هذه الرابطة، في الانتخابات السياسية الأخيرة، على 8.3 في المئة من أعضاء البرلمان الإيطالي أي الضعف مقارنة بالانتخابات السابقة. هاهي تحصل كذلك من خلال نتائج الاستفتاءات الأخيرة على أكثر من 11 في المئة من ثقة الناخبين الإيطاليين، دوماً على حساب حلفاؤها. مما لا شك فيه أن محافظة quot;فاريزيquot; هي المكان الصحيح لتشفير أسرار رابطة الشمال. فجذورها ولدت هناك وما تزال فولاذية. لا بل نستطيع اعتبار هذه المحافظة المحرك الذي أنتج وسينتج زعماء هذا الحزب!