تعزيزات على الحدود المصرية ومخاوف من اقتحام رفح :
القاهرة تدين العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة
نبيل شرف الدين من القاهرة: بعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت عدة مقار أمنية تتبع حركة quot;حماسquot; في قطاع غزة، جددت مصر تحذيراتها من إمكانية فقدان السيطرة على الأوضاع في القطاع، وعززت السلطات المصرية إجراءاتها الأمنية على طول الحدود مع القطاع، وذلك خشية اختراقها خاصة في ظل العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة، والتي أسفرت عن سقوط 140 قتيلا على الأقل حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وفي أول رد فعل رسمي من جانب القاهرة على العمليات العسكرية الإسرائيلية، قال بيان صدر عن الرئاسة المصرية أن إسرائيل استمرت في التلويح بالتصعيد العسكري في غزة خلال الأسابيع الماضية، وأن مصر حذرت من هذا التصعيد وتداعياته على الأوضاع الإنسانية بالقطاع وعلى استقرار الشرق الاوسط، كما دعت مصر الفصائل الفلسطينية للتجاوب مع جهودها لتمديد التهدئة والامتناع عما يتيح الذرائع لإسرائيل للعدوان على غزة.
وأكد البيان الرئاسي المصري أن عدم تجاوب الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني مع الجهود المصرية خلال الفترة الماضية لن ينال من عزمها على مواصلة هذه الجهود، وسوف تواصل مصر إتصالاتها لتهيئة الأجواء المواتية لاستعادة التهدئة وتحقيق الوفاق بين الفصائل الفلسطينية، رفعا للمعاناة عن الشعب الفلسطيني ودعما لقضيته العادلة.
وأشار البيان إلى أن الرئيس المصري حسني مبارك أصدر تعليمات باستقبال كافة الضحايا من المصابين عبر معبر رفح، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم بالمستشفيات المصرية.
وقصفت الطائرات الإسرائيلية عدة مقار أمنية في جنوب قطاع غزة ومقار الجوازات والإدارات المدنية ومقار الشرطة، في ما توجهت سيارات الاسعاف والمطافئ إلى مختلف مناطق العمليات وتشتعل الحرائق في مناطق مختلفة، وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن هذه الضربة مجرد بداية لسلسلة من العمليات العسكرية ضد عدة أهداف محددة في القطاع.
مخاوف مصرية
وحذّر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط مما وصفه بفقدان السيطرة في قطاع غزة، بعد أن شنّت إسرائيل عملية عسكرية هناك، ونقلت صحيفة quot;هآرتسquot; الإسرائيلية عنه قوله، quot;أريد تحذير إسرائيل وحماس، من أن المواجهة العسكرية ستعرقل الجهود لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليتquot;.
وقالت مصادر محلّية في شبه جزيرة سيناء المصرية إن السلطات تخشى تدافع أبناء القطاع إلى الحدود ودخولهم إلى الأراضي المصرية، على غرار ما حصل في كانون الثاني (يناير) 2008، وأكدت ذات المصادر أن هناك تأهّباً أمنياً واضحاً عند الحدود، وتخشى أن يجري اقتحام جديد لمعبر رفح.
وسبق أن نقلت صحف إسرائيلية عن مسئول دبلوماسي قوله إن quot;للمصريين مصلحة في الحفاظ على الهدنةquot;، موضحاً أن سبب في ذلك يرجع إلى قلق القاهرة من أن يؤدي القتال داخل قطاع غزة إلى حدوث اندفاع فلسطيني على الحدود المصرية، مما سيجعل مصر أمام خيارين، أحدهما فتح الحدود وتدافع الآلاف من الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، أو إبقاء الحدود مغلقة والتعرض لضغوط عربية وإسلامية.
وكشف مصدر دبلوماسي غربي في القاهرة عن معلومات مفادها أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التي زارت القاهرة يوم الخميس الماضي، قد أبلغت المسؤولين المصريين الذين التقتهم عزم إسرائيل على توجيه ما وصفه المصدر بـ quot;ضربة خاطفة كبيرةquot; لقطاع غزة، وذلك بعد انتهاء الهدنة مع حركة quot;حماسquot;، التي استمرت لمدة ستة شهور، وانتهت قبل نحو أسبوع بأعمال عنف متبادلة.
وعقب اجتماعها مع الرئيس المصري حسني مبارك، ونظيرها المصري أحمد أبو الغيط، والوزير عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية خلال زيارة ليفني إلى القاهرة يوم الخميس الماضي، قالت مصادر دبلوماسية غربية في القاهرة إنها عرضت خلالها رغبة إسرائيل في الإطاحة بحركة quot;حماسquot; التي تسيطر على قطاع غزة من خلال سلسلة عمليات عسكرية تستهدف البنية التحتية للحركة ومواقعها في القطاع.
من جانبها ذكرت صحيفة quot;هآرتسquot; الإسرائيلية أن الحكومة المصغّرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) أعطت خلال اجتماعها، الأسبوع الماضي، ضوءاً أخضر للجيش لشنّ حملة عسكرية محدودة، تشمل غارات جوية وتوغلاً برياً للقوات ضد حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في قطاع غزة.
وأفادت quot;هآرتسquot; بأن العملية العسكرية يفترض أن تكون لفترة زمنية قصيرة نسبياً، وهدفها إلحاق أضرار بالغة بأهداف تابعة لحماس، ونقلت عن مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي قولها إن العملية لا تركّز بالضرورة على وقف إطلاق الصواريخ.
التعليقات