رانيا تادرس من عمان: لم يجد الشارع الأردني بأطيافه السياسية والحزبية والنقابية والبرلمانية وشباب الجامعات سبيلا غير المظاهرات والهتافات وحرق العلم الإسرائيلي والمطالبة بطرد السفير الإسرائيلي وسائل احتجاج في وجههجوم مستمر خلف وراءه مئات القتلى والجرحى
حرق العلم الإسرائيلي في الأردن (عدسة إيلاف)
ورغم الموقف الأردني الرسمي وخطوات الجهود الدبلوماسية التي تبذل من اجل إنهاء مجرزة غزة ما يزال الشارع الأردني ينظر إلى تلك الجهود أنها دون المستوي المطلوب والرد في وجهة نظرهم يكون بخطوات علمية تبدأ بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بطرد السفير الإسرائيلي من عمان واستدعاء السفير الأردني من تل أبيب .

وانطلقت عصر اليوم مظاهرات واعتصام إمام السفارة المصرية في عمان بدعوة من الملتقي الوطني لأحزاب المعارضة لاقتناع الهيئات الحزبية والشعبية أن النظام المصري على علم بالمجزرة وكان قد أعطى بالضوء الأخضر لهم خصوصا أن الهجوم سبق بزيارة لوزيرة الخارجية الإسرائيلية وتهديدها بالعدوان .

وسبقت هذه المظاهرات بمسيرات طلابية طالت الجامعات الرسمية والخاصة مما دفع الكثير من الجامعات تعليق الدراسة فيه وتوحدت الهتافات والإصرار على طرد السفير الإسرائيلي من الأراضي الأردنية ، واسذكر الشباب
وهتفوا للرئيس العراقي الراحل صدام حسين ممجدين مواقفهم لكنهم في الوقت ذاته شتموا الرئيس المصري حسني مبارك معتبرين إياه متآمر على غزة وأهلها مع عدو العرب الواحد إسرائيل
وفي ظل شعب غاضب لم تمنع الحكومة الأردنية المسيرات والمظاهرات في الجامعات والشوارع والمخيمات لكنه فرضت أطواق أمنية كثيفة حول السفارة المصرية وإسرائيل لمنع وصول المتظاهرين إلى تلك السفارات
خصوصا بعدما علت أصواتهم بمطالبته الرئيس مبارك بالاستقالة ووصفها بالعميل للنظام الأمريكي وكذلك الرئيس عباس ،إلى درجة هتافات شتم شملت الحكام العرب أنهم أنذال (.......) .
غير أن موقف البرلمان الأردني حاولت قوى برلمانية حسره بالاحتجاج على العدوان عبر مذكرة نيابية لكن فريق نيابي مضاد قرر تسجيل موقف أمام الشعب الأردني عندما وقع 30 نائب من اصل 110 نواب مذكرة تسلم للحكومة الأردنية لطرد السفيرالاسرائيلي ،وكذلك قيام كتلة الحركة الإسلامية بإعداد خاصة لم يعلن من مضمونه بعد لترفع إلى العاهل الأردني .

وسجل النائب الأردني من اصل فلسطيني خليل عطية موقف جراءة غير مسبوق عندما قام بحرق العلم الإسرائيلي في ساحة مبني البرلمان الأردني ،مدعوم بموقف زملاء آخرون يحملون لافتات تطالب بطرد السفير الإسرائيلي
وحالة الغضب الشعبي الأشد على ما يبدو في بلد يحتضن اكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين موزعين في 13 مخيم آذ أعلنت معظم المخيمات حالة إضراب عام ورفع الأعلام السوداء فوق المنازل ،وأغلقت عدد من المحلات التجارية أبوابه تضامنا مع غزة .
وضمنيا أعلنت قوات الأمن الأردنية حالة من الطوارئ خصوصا بعد السماح الحكومي للشعب بالتعبير عن مشاعرهم بالخطابات والهتافات والشتائم لتخفيف حالة الاحتقان والغضب بداخلهم لكن تسود الأوساط الحكومية مخاوف من تطور حالات التعبير السلمي إلى أعمال عنف وشغب .

ويعول الشعب الأردني ولديهم ثقة بقيادتهم الهاشمية بان الملك عبدالله سيبذل كل الجهود مع الأطراف العالمية المؤثرة والعربية وإسرائيل لإنقاذ شعب غزة وإنهاء هذا العدوان الكثير بحسب ما قال ل quot;إيلاف quot; أن على الأردن مضاعفة جهودها واستعمال كل أدواته وعلاقاته القوية لوقف هذا العدوان خصوصا أن العاهل الأردني لديها علاقات قوية ورأي مؤثر مع أمريكا وأوروبا وإسرائيل ذاتها لإنقاذ أهل غزة .
وأشادوا بمواقف العاهل الأردني بتقدم كل الدعم للشعب الفلسطيني خصوصا في تلك ألازمة من استقال ألجرحي في المستشفيات الأردنية ، وإرسال المساعدات الغذائية والدوائية للأشقاء في غزة التي تنطلق غدا
وكان المحامين قررا منذ الصباح التوقف عن العمل والمطالبة بإنهاء العدوان وانطلقوا في مسيرة احتجاجية إلى مجلس النواب الأردني وطالبوا بالمجلس بتسجيل موقف واخذ خطوات تليق بشعب الأردن وأهل غزة في وسط هتافات بحل المجلس .
ولم يغب عدوان غزة عن صلوات قداس الأحد في الكنائس الأردنية اليوم إذ طلبوا الرحمة للشهداء والسلامة للجرحى وعودة السلام والهدوء إلى غزة