واشنطن: قضت محكمة أميركية الثلاثاء بصحة تصنيف الحكومة لاثنين من المعتقلين في معسكر غوانتانامو، quot;مقاتلون أعداء،quot; مضيفة بأن البيانات التي أدليا بها، إثر اتهامها بالعمل مع تنظيم القاعدة، كانت quot;أساسيةquot; في قرارها، حيث جاءت المعلومات لتؤكد صحة ما يساق ضدهما.

وصدر القرار بحق كل معاذ حمزة العلوي، وهي يمني الجنسية، على خلفية الاشتباه بتقديمه المساعدة لحركة طالبان الأفغانية وتنظيم القاعدة، وانخراطه ضمن حراس زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، والتونسي هشام سليتي، بدعوى أنه قصد أفغانستان للحصول على تدريب عسكري. ويعتبر القرار واحداً من أول الأحكام التي يصدرها القضاء الأميركي بعد قرار المحكمة العليا بالسماح لمعتقلي غوانتانامو بالطعن في قانونية اعتقالهم أمام المحاكم المدنية، وقد قال فيه القاضي، ريتشارد ليون، إن هناك أكثر من quot;دليل حاسمquot; للحكومة الأميركية في قرارها.

ويأتي بعد أقل من شهر على قرار أحد القضاء المعينين من قبل الرئيس الأميركي، جورج بوش، بالإفراج عن خمسة بوسنيين من أصل جزائري من معتقلي المعسكر، بعدما رأى بأن واشنطن فشلت في تقديم الأدلة التي تدينهم.

وذكر ليون أن العلوي: quot;قدم الدعم لتنظيم القاعدة وحركة طالبان قبل وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة، مضيفاً أن المتهم اليمني سافر إلى أفغانستان عام 2000، حيث مكث في مكان يخصص لاستضافة العناصر المقربة من القاعدة وطالبان.

ووفقاً لما كان الإدعاء قد ساقه بحقه، فإن العلوي تلقى تدريبات عسكرية، وشارك في المعارك على جبهتين مع طالبان، كما عمل لفترة ضمن أفراد حراسة بن لادن، وقد ظل مع طالبان بعد هجمات سبتمبر/أيلول، ولم يغادر صفوفها إلا بعد تعرض وحدته لهجوم جوي عام 2001، حيث اعتقله الأمن الباكستاني وسلمه لواشنطن.

وكان العلوي قد أنكر العمل ضمن عناصر حماية بن لادن، غير أنه أقر بعلاقته بطالبان، وإن كان قد اعتبر أنها ظلت عند quot;أضيق الحدود،quot; إلا أن ذلك دفع بليون إلى اعتبار هذا الأمر بمثابة quot;إقرارquot; من المعتقل اليميني بوجود علاقات مع التنظيم الأفغاني تسمح للحكومة الأمريكية باعتقاله.

وبالنسبة لقضية السليتي، فقد رأى ليون أن ما أدلى به المعتقل التونسي حول السفر لأفغانستان بهدف التخلص من الإدمان على المخدرات quot;حجة لا تتمتع بمصداقيةquot; مضيفاً أنه متأكد من صلة السليتي بعناصر quot;متطرفةquot; باعتبار أنه كان يعرف كلمات السر الخاصة بمعسكرات تدريب بأفغانستان، وعُثر بحوزته على كتاب يضم معلومات حول عناصر معروفة من القاعدة.

ولفت القاضي الأميركي إلى أنه اعتمد في حكمه على اعترافات السليتي والعلوي، إلى جانب quot;وثائق سريةquot; حصل عليها، مضيفاً أنه سيعرض المزيد من التفاصيل حول حكمه في قرار سري سيعده قريباً.