قوات أمن فلسطينية تتدرب في الأردن برعاية أميركا
نبيل شرف الدين من القاهرة: بينما كان الرئيس المصري حسني مبارك يجري محادثات مع وفد أوروبي رفيع المستوى، برئاسة خافيير سولانا الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، شرعت القوات المصرية في غلق الحدود مع قطاع غزة بعد مرور 12 يوما على تدفق مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية، بعد فتحهم ثغرات في الجدار الحدودي بين الجانبين، وأكدت مصادر دبلوماسية في القاهرة أن قوات مشتركة من الجانبين المصري والفلسطيني تعمل على ضبط الحدود ومنع وصول الأفراد إليها.الفلسطينيون ركبوا الرياح وحصدوا الهشيم
وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن الرئيس المصري ناقش مع سولانا كيفية إعادة المراقبين الأوروبيين للحدود المصرية مع قطاع غزة كما يقضي بذلك البروتوكول الدولي الخاص بتنظيم العبور من وإلى القطاع.
ووفقاً لذات المصادر فقد أبلغت مصر وفد حركة (حماس) الذي اختتم محادثات في القاهرة حول الحدود بانها quot;لن تسمح مطلقا تكرار التعرض للحدود بينها وبين قطاع غزة، مهما كانت الاسباب والمبرراتquot;.
واختتم وفد من حركة حماس محادثات مع المسؤولين المصريين خلال الأيام الماضية، ناقشت سبل ضبط الوضع على الحدود بين مصر وقطاع غزة، ومدى إمكانية تشكيل قوات مشتركة بين الحركة والقوات التابعة لرئاسة السلطة الفلسطينية، غير أن مصادر مقربة من المفاوضات ألمحت إلى عدم التوصل لنتائج في هذا المضمار، مشيرة إلى الاتفاق فقط على إجراء جولة أخرى من المحادثات في وقت لاحق .
ترتيبات مصرية
على صعيد ذي صلة عينت مصر ضابطاً كبيراً ليتولى المسؤولية الإدارية لمدينة رفح الحدودية، هو اللواء جلال يوسف، الذي عين رئيسا لمدينة رفح بدلاً من رئيسها السابق اللواء خيري عوض، وأكد مصدر أمني أن السيطرة على الحدود بين مصر وقطاع غزة تتم وفقا لخطة محكمة لمنع تسلل أي فلسطيني، حيث يجري نصب الأكمنة الأمنية في جميع مداخل ومخارج مدينة رفحrlm;,rlm; وكذلك بعض الطرق الصحراويةrlm; المؤدية إلى هناك .
واشار ذات المصدر إلى استعداد الاتحاد الأوروبي ومصر لاتفاق جديد، واستدرك قائلاً إن موقف إسرائيل يبدو أقرب لموقف حماس، لأنها تريد الخلاص من أي مسؤولية تجاه قطاع غزة، وتحميل مصر المسؤولية الكاملة عن هذا الأمر من ماء وغذاء وكهرباء ومرور وإطلاق أي صاروخ من القطاع باتجاهها .
وبدا المشهد الراهن للحدود المصرية مع قطاع غزة مختلفا عما سبق، إذ انتشرت على طول الحدود قوات مصرية مسلحة ونصبت سواتر واقية للرصاص، ومُنع الفلسطينيون من دخول مدينة رفح المصرية، وأمرت قوات الأمن الباعة والتجار الذين تمكنوا من اختراق الحواجز الأمنية عبر الطرق الجبلية ليبيعوا للفلسطينيين البضائع بأسعار مضاعفة أمرتهم بمغادرة المدينة فوراً وإلا تعرضوا للمساءلة القانونية .
وأكدت القيادة المصرية لقادة (حماس) انها على الرغم مما ابدته من تسامح بشأن الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وما نجم عنه من انفجار عبّر على إثره مئات الالاف من الفلسطينيين باتجاه مدينتي رفح والعريش، غير أن مصر تنظر إلى ما جرى بقلق بالغ، بسبب ما ينطوي عليه من انتهاك للسيادة المصرية، وان القاهرة لن تسمح بحال من الاحوال بمواصلة انتهاك حدودها او تكرار واقعة تدمير الجدار الحدودي، وتكرار ذات المشاهد لما لها من اخطار فادحة على امن الشعبين الفلسطيني والمصريquot; .
وفشلت من قبل عدة محاولات مصرية لإغلاق معبر رفح الحدودي بعد قيام نشطاء فلسطينيين من حركة (حماس) بإحداث ثغرات في الجدار، وتدافع للدخول إلى الجانب المصري عدد من سائقي الشاحنات الفلسطينية المحملة بالبضائع، كما تتبع أجهزة الأمن المصري مجموعات فلسطينية في أماكن عدة من سيناء وقالت إنها ألقت القبض على بعضهم بحوزتهم أسلحة وذخيرة ومواد متفجرة.
التعليقات