خلف خلف من رام الله: أعلن وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك إنه أصدر تعليماته إلى جيش الإسرائيلي للاستعداد لعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة وللتعامل مع تداعيات مثل هذه العملية، وقال باراك في سياق تقرير قدمه اليوم الاثنين إلى أعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست إنه أصدر تعليماته إلى جيش الدفاع بدراسة خيارات أخرى لمواجهة الأزمة في المنطقة المحيطة بقطاع غزة.
وأكد باراك أن إسرائيل لن ترتدع عن اتخاذ أي وسيلة من شأنها أن تعيد الأمن والهدوء إلى مدينة سديروت وسائر المدن والقرى في المنطقة القريبة من قطاع غزة، وأضاف باراك يقول: quot;إن العمليات التي يقوم بها جيش الدفاع الإسرائيلي أدت خلال الأيام الأخيرة إلى مقتل ستة عشر مخرباquot;، على حد قوله.
مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن مائتي ناشط فلسطيني قتلوا خلال الشهرين الماضيين، وقال أيضاً إن نشاطات جيش الدفاع الإسرائيلي تجري ليل نهار بصورة متواصلة وسيتم توسيع رقعتها، وأكد الوزير باراك أن الاعتداءات الصاروخية الفلسطينية لن تنتهي خلال يوميين أو أسبوعين.
وكانت الأنباء تحدثت عن توجه إسرائيلي لتصعيد عمليات الاغتيال في قطاع غزة، والحديث يدور عن أصحاب مناصب كبيرة في حركة حماس، صادق وزير الأمن أيهود باراك على أسمائهم كهدف للتصفية المركزة في كل زمن معين ndash; ابتدأ من يوم أمس. وبالتوازي مع ذلك، قرر باراك تشديد النشاط العسكري الهجومي البري والجوي في قطاع غزة.
وسيستمر النشاط العسكري الإسرائيلي بحسب التقارير الصادرة عن وسائل الإعلام العبرية بالمقياس الحالية، ولكنه سيكون أكثر كثافة. وأشارت محافل الأمن في تل أبيب إلى انه إذا ما نفذت عملية برية كبيرة، فسيتم اختيار الموعد ليس فقط حسب الجاهزية العسكرية، بل وحسب الشروط السياسية التي تسمح بتحقيق الأهداف المقررة لحملة عسكرية على هذا النطاق.
وبحسب صحيفة يديعوت فأن الأسباب الوحيدة التي بسببها تمتنع القيادة السياسة في إسرائيل عن إعطاء ضوء اخضر للجيش للقيام بعملية عسكرية في غزة ترتبط بحالة الطقس والرغبة في تجنيد الأسرة الدولية كي تبعث هذه بقوات إلى القطاع بعد أن ينهي الجيش الإسرائيلي مهامه، مشيراً إلى أن قادة الجيش شرحوا للوزراء بان سلاح الجو يمكنه أن يحقق نتائج أفضل بعد أشهر الشتاء.
ويبين المحلل السياسي الإسرائيلي شمعون شيفر أنه في أعقاب الدروس التي استخلصت من حرب لبنان الثانية في كل ما يتعلق بما سمي بـ quot;نقطة الخروج من الحملة البريةquot; فان إسرائيل معنية بالتوصل إلى تفاهم مع الاسرة الدولية بموجبه يخرج الجيش الإسرائيلي من القطاع فقط بعد أن تدخل إلى المنطقة قوات دولية كبيرة يتلقون المسؤولية عن إدارته. ويقول: quot;وفي هذه اللحظة لا يزال لا يوجد استعداد كهذا في أوساط الأسرة الدولية، ولا سيما بسبب التخوف من أن كل قوة ترابط في غزة ستتكبد خسائر فادحةquot;.
وكان بعض الوزراء الإسرائيليين قدموا عدة اقتراحات لوقف الصواريخ والقذائف التي تطلق من قطاع غزة، ومن هذه الاقتراحات، تدمير أحياء في القطاع، وضرب السكان المدنيين دون تمييز ndash; ولكن بحسب مسؤولون كبار في مكتب اولمرت فأن هذه quot;مخارج هاذية للباحثين عن عناوين رئيسة للحظةquot;.
وصباح أمس عقد اولمرت، براك وقادة جهاز الأمن مشاورات في نهايتها صدرت التعليمات للجيش الإسرائيلي بتصعيد ردود فعله في اعقاب نار القسام. وتقول صحيفة يديعوت: quot;يمكن الافتراض بان الجيش الإسرائيلي سيواصل ضرب بنك الأهداف لحماس في اليومين القريبين القادمين اللذين سيمكث فيهما اولمرت في العاصمة الألمانيةquot;.
وسافر اولمرت أمس إلى برلين لإجراء عدة لقاءات سياسية، وفي حديث في طائرته رفض التعقيب على المس المباشر لقادة حماس، وأشار فقط حسبما تقول صحيفة هأرتس الصادرة اليوم الاثنين إلى انه لا ينشغل بالمواضيع الشخصية. وشدد على أنه ليس في نيته السعي إلى تهدئة مع حماس، وقال: quot;لم اسمع من حماس أي حديث عن التهدئة. حماس ليست شريكا في المفاوضات طالما لم تقبل بمبادىء الرباعيةquot;.
ويرفض أولمرت القيام بعملية عسكرية في غزة بالوقت الحاضر، وهو ما جعله يصد جميع هذه الاقتراحات التي قدمها وزراء في حكومته، وقال أمس خلال جلسة الحكومة: quot;تجري نشاطات عديدة ضد نار القسام، ولكن لا يوجد سبيل لوقف الإرهاب بشكل مطلق بضربة واحدة أو بقصف واحد. حتى بعد السور الواقي استمر الإرهاب واستغرق زمن طويل آخر لتقليصه. في قطاع غزة تجري حرب لأشهر طويلة، نحن نجري مداولات مستمرة في موضوع غزة بل وستعقد مداولات كهذه أيضاquot;.
وبين أولمرت أنه في العام 2007 قتل الجيش الإسرائيلي 500 فلسطيني في غزة، وأضاف قائلا: quot;إذن فالقول أننا لا نفعل شيئا هو تجاهل للواقعquot;.
وفي المعلومات الصادرة عن وسائل الإعلام الإسرائيلية فأن رئيس أركان الجيش غابي اشكنازي، وجه مؤخرا تعليماته لحث الاستعدادات لاجتياح بري لقطاع غزة. ولكن في الجيش يدعون بأنهم لم يتلقوا التعليمات بالشروع بالخطوة نفسها. وبحسب صحيفة هآرتس يعتقد وزير الأمن إيهود باراك بأنه لا يجب الخروج في خطوة قبل أن توضح إسرائيل لنفسها أهدافها.
وجاء أنه في هذه المرحلة، التعليمات للجيش الإسرائيلي هي مواصلة صيغة العمل القائمة، بوتيرة أكثر كثافة. ويدور الحديث عن هجمات جوية على أهداف ترتبط بحماس، عن quot;احباطات مركزةquot; (عمليات اغتيال) ونشاطات برية محدودة تتركز في قاطع بعمق 3كم وراء الجدار الفاصل بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
التعليقات