تأتي بعد هزيمتهمعلى الصعيدالنيابي
إنتخابات مبكرة لمجلس شورى الإخوان المسلمين في الأردن

رانيا تادرس من عمان: تستعد جماعة الأخوان المسلمين في الأردن لترتيب صفوفها من أجل إنتخاب مجلس شورى، أعلى الهيئات القيادية في الحركة الإسلامية في نهاية الأسبوع الحالي في وقت مبكر بحكم أزمات داخلية عصفت باستقرار الحركة.

وتأتي هذه الانتخابات الداخلية للحركة الإسلامية في وقت شهد تراجعًا واضحًا للحضور السياسي للحزب في الانتخابات البلدية والبرلمانية التي شهدتها المملكة العام الماضي،ويرى محللون أن quot;هذه الانتخابات الداخلية في تاريخ الحركة، تعد الأهم منذ عشرين عامًا على الأقل، عازين ذلك إلى أنهامبكرة تقررت بصورة طارئة نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بعد أن حل مجلس الشورى السابق نفسه، إثر الخسارة القاسية في الانتخابات النيابية الأخيرة ودخول الأزمة مع الحكومة السابقة (حكومة الدكتور معروف البخيت).

واعتبر المحللون أن خسارة الحركة الإسلامية في الانتخابات النيابية، في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وانكماشحضورها السياسي في مجلس النواب من 17 نائبًا في المجلس السابق إلى ستة فقط في الحالي، شكل نوعًا من quot; الصدمة والمفاجأة غير المتوقعة داخل الحركة quot;، وكما أن quot;بعضهم اعتبر ما حدث صدمة شلت صفوف القيادات الإسلامية العليا في الحزب خصوصًا مجلس شورى الإخوان الذي دفعه إلى إعادة النظر في تنظيمه وتوجهه المستقبلي .
وتسربت معلومات من قيادات أسلامية مفادها quot;انطلاق الانتخابات المبكرة في 25 شعبة ( فرعًا ) للإخوان في مختلف مناطق المملكة نهاية الأسبوع الجاري، مع تحديد بعض الشعب لأيام الخميس والجمعة والسبت المقبلة موعدًا للانتخابات، على أن تستكمل في باقي الشعب خلال الأسبوعين المقبلين، ويرجح انتهاؤها مع نهاية شباط (فبراير) الجاري.

والمنافسة الحزبية لانتخابات مجلس الشورى الإسلامية محصورة بقائمة مرشحين الحمائم، وهم معتدلو الحركة، وكذلك مرشحو الصقور وهم المتشددون حيث أن هناك منافسة شديدة بين الطرفين لكن حسب محللين يميل تيار الوسط إلى موقف الحمائم في مقابل خيارات quot;حادةquot; يطرحها الصقور وتيار في الوسط، يعد الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي زكي بني أرشيد أحد أبرز رموزه.

وكانت الحركة الإسلامية أجمعت على إلقاء المسؤولية الرئيسية في خسارة ثلثي مرشحيها الـ22 للانتخابات النيابية، حتى في معاقلها الشعبية بعمان والزرقاء والرصيفة وإربد، على الحكومة والمؤسسة الرسمية، التي اتهمتها بـ quot;استهدافquot; الإسلاميين وquot;تزوير الانتخابات وارتكاب التجاوزات الواسعة فيهاquot;، فإن ذلك لم يمنع الحركة من تحميل نفسها جزءًا من المسؤولية، وسط تباين للآراء وتبادل للاتهامات بين الحمائم والصقور عن تحمل كل منهما لجزء من المسؤولية في الخسارة.

ويتنافس كلمن المراقب العام الحالي سالم الفلاحات (وسط) في مادبا ونائبه جميل أبو بكر (وسط) في عمان.ومجددًا، يخوض الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي زكي بني أرشيد يخوض انتخابات شورى الإخوان عن شعبة منطقة جبل الحسين في عمان.

ورأى محللون أن تراجع حدة الخطاب الرسمي ضد الحركة الإسلامية منذ قدوم الحكومة الحالية غداة الانتخابات النيابية، وسماحها بصورة لافتة في تنظيم أكثر من عشرين مسيرة جماهيرية للإسلاميين والمعارضة نصرة لغزة حتى من دون الحصول على ترخيص رسمي، سحب إلى حد ما البساط من تحت أقدام صقور الإسلاميين في معركتهم الداخلية مع الحمائم والوسط، بعد أن قرعت نتيجة الانتخابات النيابية جرس الإنذار بتقدم الصقور بقوة في الانتخابات الداخلية جراء quot;إحباط القواعد وغضبهاquot; من تلك النتيجة.

ورجحت مصادر الحركة الداخلية المطلعة لـ quot;إيلافquot; أن هناك ثلاثة ملفات رئيسة ستشكل الأجندة الأساسية لشورى الإخوان المقبل، أولها استعادة وحدة التنظيم بعد هزيمة الانتخابات النيابية وقبلها البلدية، وخروج خلافات التيارات إلى العلن، إضافة إلى quot; ملف رسم العلاقة المقبلة بين الحركة والحكومة، وكما انه quot;سيتم ترحيل ملف المحاسبة والتقييم الداخلي لأداء مختلف القيادات إلى المجلس المقبل، بما فيها حسم قرار سابق للمكتب التنفيذي للإخوان طلب فيه من العين عبد المجيد الذنيبات الاستقالة من مجلس الأعيان.