برلين: في لقاء مع إعلاميين وأكاديميين ورجال أعمال في العاصمة الألمانية برلين تحدث رئيس وزراء جيبوتي ديليتا محمد ديليتا عن خلفيات تواجد قوات عسكرية دولية في بلاده. وجاء في معرض كلامه حول ذلك: quot;نحن بلد صغير يصعب علينا الدفاع عن أنفسنا على ضوء عدم اعتراف بعض الجيران بنا كدولة مستقلة، وعليه كان علينا الاعتماد على المساعدة العسكرية الفرنسية سابقاً والدولية لاحقاً لضمان أمننا والحفاظ على استقلالناquot;. الجدير ذكره إن قوات بحرية ألمانية تشارك أيضاً في هذه القوات بهدف حراسة ومراقبة الشواطئ في منطقة القرن الأفريقي.

منافع اقتصادية للقوات الدولية

وأضاف الوزير الأول ديليتا في اللقاء الذي نظمته غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية إن مبررات التواجد العسكري الأجنبي في جيبوتي أضحت أكثر قوة على ضوء انضمامها إلى التحالف الدولي الدائم لمكافحة الإرهاب انطلاقا من منطقة القرن الأفريقي التي تعاني من عدم الاستقرار وخاصة في الصومال. وفي معرض رده على سؤال لموقعنا فيما إذا كان هذا التواجد يواجه معارضة داخلية قال الوزير الأول إن هناك إجماع سياسي عليه من قبل جميع الأحزاب التسعة الفاعلة في البلاد، والتي تعمل في جو ديمقراطي. ولا يعود هذا الإجماع إلى أسباب سياسية وأمنية، بل أيضاً إلى عوامل اقتصادية. quot;إن تواجد القوات الأجنبية في جيبوتي يساعد على تنشيط حركة السياحة والخدمات والاستثماراتquot;، وأضاف ديليتا إن قيمة المشاريع التي نُفذت على ضوء ذلك وصلت إلى نحو مليار دولار، وهذا مبلغ حيوي لبلد فقير مثل جيبوتي، لاسيما وانه يعني إيجاد ألاف فرص العمل الجديدة في البلاد.

تطوير قطاع الطاقة أبرز التحديات

وفي الشأن الاقتصادي قال ديليتا كذلك إن أبرز التحديات التي تواجه بلاده تتمثل في تطوير طاقات بديلة لأنها لا تملك احتياطات من النفط والغاز. وعليه تبرز أهمية تطوير الطاقات المتجددة بهدف سد الطلب المتزايد. وهنا يمكن لألمانيا أن تلعب دوراً بارزاً في عملية التطوير لأنها تمتلك التقنيات اللازمة للاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وإضافة إلى الطاقة توجد فرص عديدة أمام الشركات الألمانية للعمل في قطاع السياحة والنقل. وتزيد أهمية هذه الفرص على ضوء الجهود المبذولة حالياً لربط ميناء جيبوتي بشكل أفضل مع أثيوبيا وجنوب السودان ودول أفريقيا الوسطى والجنوبية عن طريق تحديث شبكة السكك الحديدية الموجودة حالياً وتوسيعها.

مرفأ جيبوتي لخدمة شرق ووسط أفريقيا

وتحدث الوزير عن عدة مشاريع تم إنجازها بنجاح في مجال تحلية المياه وتحديث المرفأ. وبفضل عملية التحديث هذه أضحى مرفأ جيبوتي أحد أهم المرافئ في أفريقيا. وزاد من أهميته إنشاء مرفأ مجاور خاص بالحاويات في دورالي على بعد عشرة كيلومترات من العاصمة جيبوتي. ويتم عن طريق المرفأ نقل 85 بالمائة من الصادرات والواردات الأثيوبية في الوقت الحاضر. ومع توسيع شبكة السكك الحديدية التي تربط جيبوتي مع بلدان افريقية أخرى يتوقع وصول المزيد من السفن إلى المرفأ الذي أضحى مجهزاًَ لاستقبال مختلف البضائع بما فيها ناقلات النفط.