بهية مارديني من دمشق، وكالات: أعربت أوساط سورية عن تخوفها من أن تشن الولايات المتحدة الأميركية هجوما خاطفا على إيران من شأنه أن يزعزع الوضع في المنطقة برمتها. وخالفت الأوساط التي إستقت إيلاف معلومات منها التوقعات والتسريبات الرسمية التي تتحدث عن صعوبة توجيه ضربة إلى إيران وحتى إلى حزب الله وسوريا في وقت واحد أو عن إستحالة حدوث مثل هذه الحرب فيما يستعد الرئيس الأميركي جورج بوش لمغادرة البيت الأبيض . وأكدت بأن القوات السورية تتوقع مثل هذا السيناريو ولكن يتم التكتم عليه لأسباب كثيرة من بينها عدم إشاعة الزعر بين الناس ولأسباب تكتيكة بعضها يتعلق بالقمة العربية .
ولفتت الأوساط إلى تأجيل سوريا نشر نتائج التحقيقات بإغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية الذي حدث الشهر الماضي في دمشق وهو التأجيل الذي جرى بتوافق كامل مع حزب الله والذي تقول بعض المصادر أن نشره سيؤدي الى نتائج مدمرة على العلاقات العربية العربية وهو سينسف القمة العربية ويشكل ارضية خصبة لعدوان اسرائيل كاسح على سوريا ولبنان واميركي على ايران .
ونبهت المصادر الى ان تأجيل جلسة الحوار الاميركي الايراني بمبادرة اميركية يؤشر الى ان واشطن تطبخ شيئا ما وهو يؤثر بشكل تلقائي على سوريا التي دخلت منذ عدة سنوات في حلف معلن اقتصادي وسياسي ودفاعي مع ايران وهو ما قد يؤدي الى عواقب وخيمة على المشرق العربي .
وربطت الاوساط بين زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وبين الاجواء (الحربية )التي تسود المنطقة ملمحة الى ان روسيا ليست جاهزة تماما للدخول في تحالف مكشوف مع طهران ودمشق وان جل مايمكنها تقديمه هو مد البلدين بالذخيرة والعتاد (قبل اندلاع الحرب) اضافة الى اسناد سياسي مشروط (بالصمود) حال وقوع المواجهة التي يبدو انها تقترب والدليل استقالة قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط المعارض لحرب جديدة.
وفي سياق متصل قالت مصادر إسرائيلية واوروبية الجمعة ان إسرائيل نقلت حديثا تحذيرا إلى سوريا عبر طرف ثالث من انها ستحمل دمشق المسؤولية اذا شنت جماعة حزب الله اللبنانية هجمات على الدولة اليهودية. وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها ان التحذير نشأ إلى حد كبير من قلق إسرائيل من أن يطلق حزب الله دفعات صواريخ عبر الحدود لتتزامن مع اي هجوم إسرائيلي كبير في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.
وقالت المصادر إن الرسالة نقلت في فبراير شباط عبر وسيط اوروبي واحد على الأقل عقب اغتيال قائد كبير لحزب الله وقبل الهجوم الإسرائيلي الذي استمر خمسة أيام هذا الشهر في قطاع غزة وقتل فيه أكثر من 120 فلسطينيا بينهم كثير من المدنيين. وبعد مقتل القائد الكبير في الجماعة عماد مغنية في تفجير في دمشق هدد حسن نصر الله زعيم حزب الله إسرائيل quot;بحرب مفتوحةquot;.
واتهم حزب الله الشيعي وسنده الرئيسي إيران إسرائيل بالمسؤولية عن اغتيال مغنية وهي تهمة نفاها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في بيان علني نادر. وقال مصدر اوروبي مطلع على المسألة ان الرسالة التي نقلت إلى دمشق قالت إن إسرائيل يمكن أن تستهدف سوريا حتى اذا انطلق هجوم حزب الله من أرض لبنانية. وقال مصدر إسرائيلي على معرفة بشؤون الحكومة quot;نقلت الرسالة اواخر فبراير تقريبا قيل الجولة الأخيرة من القتال في غزة.quot; وأضاف المصدر quot;اصبح واضحا لنا ان سوريا يجب أن تفهم ان هناك ثمنا لاستخدامها للإرهاب بالوكالة خاصة ان دمشق نفسها وكيل.. الذراع الطويلة لإيران.quot;
ورفض مسؤول كبير اخر في الحكومة الإسرائيلية على معرفة بالشؤون الدفاعية التعليق على ما اذا كانت رسالة نقلت إلى دمشق. لكنه قال لرويترز quot;هذه استراتيجية سليمة. عمقت سوريا بصورة كبيرة مشاركتها مع حزب الله في جنوب لبنان منذ الحرب.quot;ولدى سؤاله عن خطر هجوم إسرائيلي على سوريا ردا على هجوم لحزب الله قال مسؤول بريطاني quot;يوجد دائما خطر ان يؤدي تحول في الأحداث هنا إلى إثارة شيء ما على الحدود الشمالية.. وهو ما سيكون كارثة.quot; وأضاف المسؤول quot;موت عماد مغنية والانتقام الذي هدد به حزب الله يتركان شبح صراع اقليمي اوسع.quot; وهون المسؤول من فرص فتح مسار سلام إسرائيلي سوري في تلك الظروف. وقال quot;يوجد اهتمام على الجانبين لكنني أعتقد ان المضي قدما بشأنه سيكون صعبا جدا.quot; وأشار إلى العلاقات الوثيقة بين سوريا وإيران. وقال quot;فكرة اتفاق سلام إسرائيلي سوري أصبحت أكثر صعوبة.quot;
ومنذ انتهاء هجوم إسرائيلي في غزة على مدى خمسة أيام كثفت مصر جهودها بهدف التوسط في اتفاق سلام بين إسرائيل ومسلحي حماس في القطاع الساحلي. وامتدت فترة هدوء في اطلاق الصواريخ عدة أيام لكن التوترات اشتعلت مجددا بعدما قتلت إسرائيل عدة مسلحين في الضفة الغربية المحتلة.
وخاض حزب الله وإسرائيل حربا على مدى 34 يوما في 2006 بعدما اسرت الجماعة اللبنانية جنديين إسرائيليين في غارة عبر الحدود. وأثناء القتال فشل الجيش الإسرائيلي في سحق حزب الله او منع الجماعة المدعومة من سوريا وإيران من اطلاق حوالي اربعة آلاف صاروخ على شمال إسرائيل وهي هجمات ارغمت مليون ساكن على الاحتماء بالملاجيء. وقتل حوالي 1200 شخص في لبنان اغلبهم مدنيون في حين قتل 157 إسرائيليا أغلبهم جنود. وعقب الحرب بعث اولمرت برسائل إلى سوريا يعبر فيها عن الاهتمام باستئناف محادثات السلام لكنه أكد أن دمشق يجب أن تشير أولا إلى ابتعاد عن إيران وحزب الله وحماس.
واشتعلت التوترات بين الجارين حين نفذ سلاح الطيران الإسرائيلي ضربة داخل سوريا يوم السادس من سبتمبر ايلول. وربط بعض المسؤولين الأمريكيين الغارة بشبهات حول تعاون نووي سري بين سوريا وكوريا الشمالية. ونفت كل من دمشق وبيونجيانج اي علاقات نووية. وانهارت المحادثات بين سوريا وإسرائيل عام 2000 دون تحديد مصير مرتفعات الجولان وهي هضبة احتلتها إسرائيل عام 1967 أثناء حرب الأيام الستة وضمتها عام 1981 في اجراء لم يحظ باعتراف دولي.
التعليقات