بغداد، وكالات: هز إنفجار كبير وسط العاصمة بغداد صباح اليوم الإثنين، بعد دقائق من وصول نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني في زيارة مفاجئة إلى العراق. وسمع دوي الانفجار الذي هز وسط بغداد، حوالى التاسعة صباحا (6:00 تغ) بعد وقت قصير من الاعلان عن بدء زيارة النائب تشيني. ووصل نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الاثنين الى العراق في زيارة مفاجئة بهدف التأكيد على تحسن الوضع الامني على الارض وتشجيع التقدم السياسي عشية الذكرى الخامسة لاجتياح العراق.

وسيلتقي تشيني قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس وسفير الولايات المتحدة ريان كروكر وكذلك رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس جلال طالباني ومسؤولين عراقيين اخرين. وتاتي هذه الزيارة غير المعلنة مسبقا والمحاطة بتدابير امنية استثنائية، فيما بدأ تشيني جولة لتسعة ايام في الشرق الاوسط تشمل سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية واسرائيل والضفة الغربية بهدف احياء عملية السلام على المسار الاسرائيلي الفلسطيني، وكذلك تركيا. وفي هجوم منفصل، قتل رجل شرطة واصيب اخر بجروح بتفجير عبوة ناسفة استهدف دورية للشرطة في منطقة المنصور (غرب بغداد)، وفقا لمصدر في وزارة الداخلية.

وتدخل الجولات المكوكية الأميركية في إطار جهود الرئيس جورج بوش للتوصل لاتفاقية سلام فلسطينية إسرائيلية قبيل إنتهاء رئاسته في نهاية العام الحالي، الذي كان قد قام بزيارة شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية في يناير/كانون الثاني على أن يعود مجدداً في مايو/أيار. وتأتي زيارة تشيني في أعقاب أخرى قامت بها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إلى المنطقة الأسبوع الماضي، كما من المقرر أن يزور المرشح الجمهوري المحتمل، السيناتور جون ماكين، وعدداً من النواب الأمريكيين، إسرائيل هذا الأسبوع.

وتهدف زيارة نائب الرئيس الأميركي لدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس للوفاء بالالتزاماتهما في مؤتمر quot;أنابلويسquot; في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، التي أعاقها العنف في قطاع غزة، وقرار إسرائيل بناء المئات من المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وعلى الجانب العراقي، سيشير تشيني إلى الانجازات المحرزة منذ ضخ قوات أميركية إضافية في العراق الصيف الماضي، لتأمين الوضع الأمني وإتاحة تحقيق المصالحة الوطنية. وستطالب الولايات المتحدة السعودية ودول عربية أخرى، بتواجد دبلوماسي في بغداد لمساعدة الحكومة العراقية في جسر علاقاتها مع العالم العربي، وتنشيط العلاقات التجارية والثقافية والاقتصادية والسياسية بين العراق والدول العربية.

إلا أنه لم يتضح ماهية متطلبات الإدارة الأميركية من حكومة الرياض لتخفيف الضغوط عن أسعار النفط، وكان الرئيس بوش قد حث quot;أوبكquot; لدى زيارته المملكة في يناير/كانون الثاني، على رفع حجم الإنتاج، إلا أن المنظمة قررت الحفاظ على سقف الإنتاج نظراً لوفرة المعروض وتوقعات بتراجع الطلب خلال الربع الثاني من العام.

براون يعد بتحقيق حول التدخل العسكري في العراق

الى ذلك وعد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون بفتح تحقيق حول التدخل العسكري في العراق وتبعاته بغية quot;استخلاص كل العبر الممكنةquot;، على ما اوردت صحيفة ذي اندبندنت الاثنين نقلا عن رسالة موجهة الى لجنة خبراء. لكن براون الذي اقر بان اخطاء قد ارتكبت في تنظيم مرحلة ما بعد الحرب، اعتبر ان هذا التحقيق لا يمكن ان يجرى طالما ان الوضع على الارض ما زال quot;هشاquot;.

وفي رسالة موجهة الى ساندر كاتوالا رئيس لجنة خبراء مرتبطة بالحزب العمالي، يؤكد رئيس الوزراء انه quot;من الضروري استخلاص كل العبر الممكنة من التحرك العسكري في العراق وتبعاتهquot;. وكتب براون ايضا quot;بالرغم من التقدم المسجل في المجالات الامنية والاقتصادية والسياسية، فان الوضع ما زال هشا (في العراق)... وفي هذه الفترة الحساسة من الضروري ان لا نحول اهتمامناquot;.

واشار استطلاع للرأي اجرته محطة التلفزيون تشانل فور لمناسبة الذكرى الخامسة لاجتياح العراق من قبل تحالف بقيادة الولايات المتحدة الى ان ثلثي العراقيين يرغبون في رحيل القوات الاجنبية عن بلادهم. وما زال نحو 4100 عسكري بريطاني منتشرين في العراق معظمهم قرب البصرة في الجنوب.