الرهان على أبعاد دمشق العلمانية عن طهران الإسلامية
سوريا الكارت الصيني لإسرائيل في حربها الباردة مع إيران !
ترجمة محمد حامد ndash; إيلاف:
في تحليل لها قالت صحيفة quot;جيروزاليم بوستquot; إن قسم الاستخبارات قدم تقريرا للجهات المختصة في إسرائيل يوم السبت يتضمن تقويما لمؤسسة الأمن بأن هناك احتمال تعرض إسرائيل لهجوم من دولة معادية في عام 2008. وبالنظر إلى عدم وجود مثل هذا الصراع منذ عام 1973، فإن المؤشرات المحتملة تعد تخمينا دقيقا.

ومن أكثر الأمور التي استخلصها التقرير أن الدول المعادية الرئيسة لإسرائيل، سوريا وإيران، قد استخلصتا أن أي نوع من النزاع الحربي التقليدي لم يعد بديلا مناسبا لهزيمة إسرائيل. وفي هذه الأثناء، فهم يفضلون إنهاكنا من خلال التحالفات التي يؤازرونها مثل حزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في المناطق الفلسطينية، مع زيادة عتادهما العسكري وربما إضافة خيار التهديد النووي.

إن سيناريو الصراع بين قوة عسكرية ديمقراطية وهي إسرائيل مع دولة دكتاتورية وحدوث قتال بين الطرفين من خلال نظام الحرب بالوكالة، مع البحث عن التسلح النووي، قد بدأ يأخذ شكل الحرب الباردة. لذلك قد تطور نسبيا من خلال تلك المواجهة الصراع الفكري بين عقول الشعوب في المنطقة، بين القيم الغربية التحررية والقيم الأصولية المعادية للديمقراطية والتي تتمثل بوضوح في كلا الجانبين المتعارضين.

إذا كان هذا حقا هو النموذج الذي يمكن من خلاله النظر إلى الصراع العربي- الإسرائيلي، فإن هناك افتراضات واضحة معينة يمكن استخلاصها من ذلك.
أولها هو أن حل الصراع الإسرائيلي ndash; الفلسطيني ربما يشوبه هدوء نسبي في الضفة الغربية وغزة ويساعد في استقطاب القلوب والعقول العربية المعتدلة في العالم العربي، وسوف يقدم القليل من أجل حل هذه الحروب العدائية لإسرائيل مع أعدائها الأساسيين.

أما ثاني هذه الافتراضات فهو إلى أي مدى واقعي يمكن اللعب بالكارت الصيني مع سوريا مع تزايد الحرب الباردة بين إسرائيل وإيران. حيث إن استبعاد بكين من التحالف الإيديولوجي الطبيعي مع موسكو قد أصبح استراتيجية أساسية لسياسة الولايات المتحدة أثناء صراعها مع الإتحاد السوفيتي السابق، لذلك فهناك أولئك الذين يعتقدون أن الحكام العلمانيين في دمشق يمكن أن تتم استعادتهم مرة أخرى من السير في فلك طهران كعضو للمحور الإسلامي الأصولي.

ولكن لا يصدق الجميع إمكانية ذلك مع الحاكم الحالي بشار الأسد لأنه لا يمتلك القوة التي كان يمتلكها والده على العناصر القوية في الجيش السوري والتي من المحتمل أن تعارض توقيع أي اتفاق سلام مع إسرائيل. ولكن القيادة العسكرية والاستخباراتية في إسرائيل، في تصريحاتها، بدت بوضوح تمتلك أمل أنه تحت ظروف معينة وفي ظل تطورات معينة فإن هذا الخيار الاستراتيجي مازال ممكنا.
ولأنه من المعقول أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت كان مطلعا على هذا التقويم قبل تقديمه لبقية أعضاء الكنيست، فإن هذا قد يشرح لماذا تحدثت لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست عن إمكانية عودة المفاوضات مع السوريين، في الوقت الذي بدا فيه تدخل دمشق بوضوح في كفاح حركة حماس في الجنوب.

إن اللعب بكارت دمشق في مواجهة طهران سوف يحمل في طياته ثمنا سياسيا باهظا، وهو التنازل عن مرتفعات الجولان وربما حتى شواطئ كينيرت، ومن الصعب تصور قيام أي حكومة إسرائيلية إن لم تكن حكومة قوية بهذه الصفقة.

وحكومة أولمرت بالطبع ليست هي هذه الحكومة. ومع ذلك فإن تقديرات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي إذا صحت بأن إيران سوف تصل إلى نقطة اللاتراجع في برنامجها النووي في النصف الأخير من عام 2009، وإن لم تنجح إسرائيل والولايات المتحدة في وقف هذا التطور النووي، فإننا سوف نجد أنفسنا حقيقة في حالة حرب عسكرية باردة مع طهران ndash; و احتمال بأن تكون نظرة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد المستقبلية أكثر من مجرد تهديد بل انتصار لنظرية الكرملين السابقة عن حتمية الفوز الماركسي. وفي تلك الحالة، فإن كل الجولان ستكون تضحية معقولة من أجل تدمير تحالف سوريا مع إيران، وحتى ولو لم يكن سهلا أن تجد نيكسون الإسرائيلي يذهب إلى هذا البديل الصيني.