بغداد، وكالات: أعلن الجيش الأميركي المنتشر في العراق، مصرع أربعة من جنوده في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في جنوبي العاصمة بغداد، لتصل حصيلة قتلاه في العراق منذ شن الحرب التي قادتها واشنطن في ربيع 2003، إلى أربعة آلاف جندي. وفي بيان قال الجيش الأميركي في وقت متأخر من مساء الأحد، إن الجنود الأربعة قتلوا صباح الأحد، إثر انفجار العبوة بمركبتهم العسكرية، كذلك أصيب عنصر خامس بجراح.

وجاءت هذه المحصلة الدامية في صفوف القوات الأميركية المنتشرة في العراق بعد أيام قليلة على حلول الذكرى الخامسة للحرب التي قادتها الولايات المتحدة، ودخولها عامها السادس. يُذكر أن الجيش الأميركي كان قد أعلن السبت، عن مقتل ثلاثة من جنوده بهجوم مماثل لهجوم الأحد، شمال غربي بغداد.

بموازاة الخسائر التي يتكبدها الجيش الأميركي، فقد تراوحت تقديرات القتلى العراقيين منذ الغزو، بين 80 ألف إلى مئات الألوف، بينما بلغت أعداد العراقيين الذين أجبروا على مغادرة البلاد، مليونين، كذلك أرغم أكثر من 2.5 مليون عراقي على النزوح من منطقة إلى أخرى داخل العراق، وفق مفوضية غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وقد اعلنت القيادة الاميركية الاثنين في العراق ان كل خسارة عسكرية اميركية quot;مأساويةquot; وquot;نتأثر لها كثيراquot;. واكد المتحدث باسم الجيش الاميركي في العراق الاميرال غريغوري سميت في رسالة الكترونية بعث بها، ان quot;القادة العسكريين والعائلات والاصدقاء سواء في العراق اوفي الوطن، يتأثرون كثيراquot; لكل قتيل اميركي. واضاف ان quot;حياة كل جندي، سواء كان من المشاة او طيارا او بحارا، ثمينة في نظرنا ايضا، وكل خسارة نعتبرها مأساويةquot;. وقال المتحدث quot;ان نكون جنودا يعني ان نعرض حياتنا بملء ارادتنا للخطر لحماية الاخرين حتى نعيد الامل والامن للشعب العراقيquot;. واوضح ان quot;افكارنا وصلواتنا تتجه الى العائلات التي فقدت احد افرادها في سبيل الوطنquot;.

وعلى صعيد متصل، دعا السيناتور الديمقراطي روبرت مينينديز، الرئيس الأميركي جورج بوش إلى مواجهة الحقيقية والاعتراف بواقع الحال في العراق. وأضاف: quot;ليخبرنا بالحقيقة بشأن تكلفة هذا النزاع فيما تنؤ أمريكا تحت ثقل اقتصاد مترنح وخسائر بشرية متصاعدة.quot;

وكان الرئيس بوش قد أعلن في ذكرى حلول العام الخامس للحرب على العراق أن الإطاحة بنظام صدام حسين جعل من العالم مكاناً أفضل، كما أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر أماناً. وكانت حكومة صدام قد سقطت في أبريل/نيسان عام 2003، لتقوم الحكومة العراقية الجديدة المدعومة من التحالف بقيادة واشنطن، بإعدامه شنقاً في ديسمبر/كانون الأول عام 2006.

وعلى الصعيد العراقي، قُتل ما لا يقل عن 39 شخصاً في العراق الأحد، بينهم عشرة من أفراد الجيش العراقي، نتيجة سلسلة من الهجمات في الموصل وبغداد، خلفت ما يزيد على 73 جريحاً، إضافة إلى 12 قتيلاً ضمن حملة أمنية، قال الجيش الأميركي إنها استهدفت خلية لتنفيذ العمليات الانتحارية بمحافظة ديالى. تزامنت تلك الهجمات مع سقوط عدد كبير من قذائف المورتر على المنطقة الخضراء، بوسط العاصمة العراقية بغداد، والتي تخضع لإجراءات أمنية مشددة، دون أن ترد أية تقارير تفيد بسقوط ضحايا.