لندن: تعلق صحيفة الإندبندنت البريطانية على ما يعتمل في العراق، وبخاصة في البصرة، فتقول إن هذ الأحداث تكشف مدى توهم البريطانيين عندما سلموا مقاليد الأمور في البصرة للسلطات العراقية خلال السنة الماضية، اعتقادا منهم أن الأوضاع هنام قد استقرت. وتقول الصحيفة في افتتاحيتها إن ما يزيد الطين بلة في البصرة هو تشابك الولاءات بعد تمكن ميليشيا جيش المهدي بزعامة مقتدى الصدر من quot;اختراق قوات الشرطةquot;. أضف إلى ذلك غموض أسباب اندلاع المواجهة بين الحركة وبين القوات الحكومية، وإن كان يبدو أن النزاع قائم quot;على طرق تهريب النفطquot; المربحة.

ولكن مهما تعددت الأسباب فإن الاشتباكات تكشف عن أن المنطقة أبعد ما تكون الاستقرار -حسب الإندبندنت- كما تفضح quot;الزعم القائل بأن العراق يتماثل إلى الشفاءquot;. وتمضي الصحيفة قائلة :quot; الحقيقة هي أن الهدوء النسبي نابع من تكريس التقسيم الطائفي للعاصمة العراقية وإلى الهدنة التي أمر بها مقتدى الصدر.quot; وترى الافتتاحية أن الشرخ الطائفي ليس قائما وحسب، بل زاد اتساعا.

وفي إشارة إلى التحقيق في ظروف انخراط بريطانيا في حرب العراق، والذي لم تتمكن المعارضة من تمرير مشروعه، قالت الصحيفة إن تأجج الأوضاع من جديد في العراق، بند سينضم إلى قائمة الاتهامات الطويلة التي توجه quot;إلى اولئك الذين ورطونا في هذه الكارثة.quot;

محك البصرة

الديلي تلغراف أقل quot;تشاؤماquot; من الإندبندنت، وتعتبر أن حملة نوري المالكي على الميليشيات في البصرة اختبار لمدى quot;أهلية القوات العراقية لفرض الأمنquot;، ينبغي أن تجتازه الحكومة العراقية بنجاح. لأن هذا النجاح -تقول الصحيفة- سيكون quot; بمثابة مَعلم على طريق عملية إعادة البناءquot;. وتوافق الديلي تلغراف زميلتها الإندبندنت الرأي فيما يتعلق بنقد قرار لندن سحب قواتها من البصرة والاكتفاء بالأشراف بصفة غير مباشرة على العمليات الأمنية.

كما تؤكد في هذا السياق ضرورة فتح تحقيق في الأحطاء التي ارتكبت. وتتخوف الصحيفة من استشراء المعارك في مدن أخرى غير البصرة، وهو ما حصل بالفعل. وتقول الافتتاحية إن البصرة ليس الاختبار الأمني الوحيد للحكومة العراقية، ولكن نجاحها فيه سيكون بريق أمل في نهاية النفق.