واشنطن: قال جهاز رقابي في الكونجرس الأميركي إن المخابرات الأميركية فشلت في وضع خارطة طريق لإنفاق مليارات الدولارات على إستخدام الفضاء في الدفاع عن الأمن القومي الأميركي. وقال مكتب محاسبة الحكومة انه بدون هذه الخارطة الارشادية لصنع القرار تواجه الولايات المتحدة quot;ثغرات (محتملة) في بعض مناطق عمليات الفضاء وأيضا بعض العمليات الزائدة عن الحاجة في مناطق أخرى.quot;

وفي فبراير شباط قال مسؤولون من السلاح الجوي الاميركي الذي يقود عمليات شراء وتشغيل الانظمة الفضائية في وزارة الدفاع الامريكية انه يريد 11.9 مليار دولار لجهوده في الفضاء في السنة المالية الجديدة وهي لا تتضمن المشروعات السرية مقارنة بما بلغ 11.3 مليار دولار في السنة المالية لعام 2008 .

وتقول تيريسا هيتشينز التي ترأس المركز الخاص للمعلومات الدفاعية في واشنطن ومشروعه الخاص بأمن الفضاء ان اجمالي انفاق وزارة الدفاع الاميركية (البنتاجون) مقرونا بالمخابرات بلغ 30 مليارا في العام بما في ذلك برامج سرية يطلق عليها اسم برامج quot;سوداءquot;. وذكرت ان الاحتكاك الذي يحدث حول السيطرة على أصول فضائية رئيسية مثل كوكبة من الاقمار الصناعية الرادارية يمكن ان يساعد على كشف مشكلة غياب مهندس رفيع المستوى يمسك بزمام الامور.

وتجلت أهمية وجود خارطة طريق فضائية حين قامت الصين في يناير كانون الثاني عام 2007 باسقاط قمر صناعي متقادم واستخدمته كهدف في تجربة صاروخية جديدة وأيضا حين قامت الولايات المتحدة الشهر الماضي بتفجير قمر صناعي بصاروخ مما زاد المخاوف من تحول الفضاء الخارجي الى ساحة للمعارك في يوم قريب. ويقول مكتب محاسبة الحكومة التابع للكونجرس ان الجيش والمخابرات لا ينظران دوما من نفس المنظور فيما يتعلق بتطبيق سياسة قومية معدلة تحكم أنشطة الفضاء الاميركية.

وأطلق الرئيس الاميركي جورج بوش ما يعرف باسم سياسة الفضاء القومية في اكتوبر تشرين الاول عام 2006 بعد صياغة أكثر من 30 مسودة. وجاء في تقرير مكتب محاسبة الحكومة المقدم للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي ان خلافات الرأي بين الجيش والمخابرات بالاضافة الى quot;خلافاتهما الثقافيةquot; عطلت فرص التوصل الى خطة مشتركة. وقال التقرير quot;الى ان يتم وضع استراتيجية امن قومي للفضاء قد تستمر وزارة الدفاع والمخابرات في اتخاذ قرارات مستقلة واستخدام موارد لا تستند بالضرورة الى الاولويات القومية.quot;