سلوفاكيا ترفض الربط بين الإسلام والعنف

إمام مكة يدعو الى الحوار للدفاع عن الاسلام

ردود أفعال حول فيلم فتنة

لا فتنة في هولندا بعد عرض فيلم فتنة

عواصم: ككرة الثلج التي لا يبدو أنها ستستقر قريباً، اندفعت ردود الأفعال الساخطة والمستهجنة لبث فيلم quot;فتنةquot;، الذي أعده النائب الهولندي غيرت ويلدرز، و الذي يسيئ للإسلام، فتتالت البيانات من الاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمين العام للأمم المتحدة، الذين أدانوا العمل باعتباره quot;مثيراً للكراهيةquot; ، وشكلا من أشكال quot;التمييز ضد المسلمين.quot;

وبعد ساعات من عرض الفيلم الجمعة، سارت مظاهرات في العديد من المدن الإسلامية، فيما غصت المنتديات الإلكترونية بالمشاركين الذين اندفعوا إلى عرض أرائهم في القضية.

وقد أصدر الاتحاد الأوروبي بيانا اعتبر فيه أن الفيلم الذي تبلغ مدته 15 دقيقة quot;معادياً للإسلامquot; وquot;مهيناًquot; وquot;ينشر الكراهية.quot; وانضم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى المحتجين، وقال في بيان أصدره الجمعة: quot;أدين بأشد العبارات عرض فيلم غيرت ويلدرز المعادي للإسلام.. ليس هناك ما يبرر الخطاب القائم على الكراهية أو المحرض على العنف.quot;

وأضاف: quot;أرحب بجهود الحكومة الهولندية لوقف عرض الفيلم، وأطلب الهدوء من كافة الذين يشعرون بإهانة مبررة جراء عرضة.. يجب على الحرية أن تترافق دوماً مع إدراك المسؤولية الاجتماعية.. علينا أن نعي أن الخلاف الحقيقي ليس بين المسلمين والمجتمعات الغربية، كما يعتقد البعض، بل بين مجموعات صغيرة تضم متطرفين من الجانبين لديها مصلحة ثابتة في إثارة الخلاف والمشاحنات.quot;

وفي إيران، ندد المتحدث باسم وزاره الخارجية محمد علي حسيني الجمعة بالفيلم بشدة، معرباً عن quot;أسفهquot; لفشل جهود إيران وعدد من الدول الإسلامية والمسلمين المقيمين في هولندا خلال الأسابيع الماضية في منع عرض الفيلم، الذي وصفه بأنه quot;استفزازي ومعادي للإسلام.quot;

وأضاف حسيني أن هذا العمل quot;المشينquot; للنائب الهولندي والمؤسسة البريطانية التي استضافت عرض على موقع الانترنت quot;يدل على تمادي هذا الصنف من الغربيين في ممارسه الخبث والحقد العميق ضد الإسلام والمسلمين.quot;

وحذر الناطق بلسان الخارجية الإيرانية من تداعيات هذه الممارسات الاستفزازية، وطالب بالتدخل السريع للحكومتين الهولندية والبريطانية، وكذلك الاتحاد الأوروبي، لوضع حد لعرض الفيلم quot;المسيء لقيم أكثر من مليار مسلم.quot;

كما انتقدت منظمة المؤتمر الإسلامي عرض الفيلم الذي رأت أنه يشجع على الكراهية والتمييز ضد المسلمين، قائلة إن ويلدرز تحدى الجميع بعرضه.

من جهته، انتقد اتحاد الصحفيين الدنماركيين الفيلم، لكن من زاوية مغايرة تماماً، إذ احتج على استخدام ويلدرز لإحدى الصور الكرتونية التي رسمها كيرت ويسترغارد، دون الحصول على إذن.

وفي أول رد فعل على عرض الفيلم خرج عشرات الباكستانيين في تظاهرات بمدينة كراتشي.

وعرض فيلم ويلدرز، المعنوّن quot;فتنةquot; باللغتين الإنجليزية والهولندية. كما قامت بعض قنوات التلفزة الهولندية بعرض مقاطع منه.

وكانت مواقع وشركات خدمات الإنترنت قد رفضت عرضه، في وقت حذّرت فيه الحكومة الأميركية من أن عرض الفيلم قد يثير أعمال عنف واندلاع مظاهرات منددة.

وقد سبق لشركة أميركية تقدم خدمات استضافة المواقع الإلكترونية على الانترنت أن أعلنت الأحد، أنها علقت الموقع الذي كان مخصصاً لبث الفيلم بعدما quot;تلقت عدة شكاوىquot; تتعلق بمحتوياته من قبل الزوار.

وكانت أعلى هيئة حقوقية تابعة للأمم المتحدة قد أصدرت الخميس، قراراً مقدماً من الدول الإسلامية، عبرت فيه عن قلقها الشديد حول الإساءة للأديان وحثت حكومات الدول المختلفة على منعها.

وتبنى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، المكون من دول غالبيتها إسلامية وعربية، القرار بموافقة 21 دولة مقابل 10، رغم اعتراض أوروبا وكندا، وفقاً للأسوشيتد برس. وصوتت دول الاتحاد الأوروبي، من ضمنها فرنسا وألمانيا وبريطانيا، ضد القرار، وقالت إن النص كان أحادياً لأنه ركز بشكل أساسي على الإسلام.

وكان فترة التحضير للفيلم قد شهدت الكثير من ردود الفعل نحوه، إذ حرق متظاهرون الأعلام الهولندية في أفغانستان، كما قام وزير هولندي بتأجيل زيارته إلى الصومال في الخامس من مارس/آذار الجاري بسبب quot;تهديدات محددةquot; مرتبطة بالفيلم.

وحاولت الحكومة الهولندية النأي بنفسها عن الفيلم، حيث قال رئيس الوزراء الهولندي، جان بيتر بالكينيند، للصحفيين أواخر فبراير/شباط الماضي، quot;quot;إنها مسؤوليتنا أن نوضح للجميع أن آراء وأفعال ممثل منتخب هي ليست آراء الحكومة.. نحن ندافع عن المبادئ الجوهرية للحرية والاحترام، ونضمن حرية التعبير والعقيدة، للمسلمين كما لأي شخص آخر.quot;

وكان الفيلم قد أثار ردود فعل واسعة أيضاً في دمشق وطهران وعواصم دول مسلمة أخرى.

فقد أمرت الحكومة الباكستانية مزودي خدمة الإنترنت بمنع الدخول إلى موقع quot;يوتيوبquot;، لمنع الباكستانيين من مشاهدة الفيلم، الأمر الذي أدى، عن غير قصد، إلى توقف خدمة الموقع عالمياً لفترة قصيرة.

أما المجلس الوطني المغربي، وهو تجمع معتدل للمغاربة في هولندا، قال إنه يحاول quot;تحييد التهديدquot; الذي يطرحه الفيلم، ولكنه لا يستطيع أن يستبعد العنف تماماً. وسبق أن نقلت تقارير صحيفة ردود فعل غاضبة من الأزهر، حيث حذر المفتي الدكتور محمد سيد طنطاوي، من عرض الفيلم.

وقال طنطاوي لصحيفة الخليج الإماراتية: quot;التطاول على القرآن الكريم والإساءة لرسول الإسلام من ضروب العبث الذي ينبغي على كل العقلاء مواجهته بحزم والضرب بيد من حديد على أيدي من يقومون به.quot; وأضافت نقلاً عنه: quot;لو تطاول مسلم على الكتب السماوية المقدسة لغير المسلمين أو أهان نبياً أو رسولا من أنبياء الله ورسله لطالبنا نحن المسلمين بمعاقبته عقابا رادعا، و'قطع رقبته.'quot;