فيينا : أكدت مصادر نمساوية مطلعة أن خاطفي المواطنين النمساويين فولفغانغ إيبنر (52عاماً)، وصديقته أنديرا كلويبر (47 عاماً)، والذين أعلنوا أنهم ينتمون إلى ما يسمى بـ quot;تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot;، قد رفعوا من وتيرة مطالبهم السياسية لتشمل إطلاق سراح المزيد من السجناء التابعين للتنظيم في كل من الجزائر والمغرب وتونس. فقد نسب راديو النمسا إلى مصادر نمساوية لم يكشف النقاب عن هويتها، خلال نشراته الإخبارية اليوم وفي ساعة متأخرة من الليلة الماضية أنه من بين المطالب الإضافية التي طرحها عناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والذين قاموا بخطف فولفغانغ إيبنر وأندريا كلويبنر بينما كانا يقومان بجولة سياحية في الصحراء التونسية (تطوين)، الواقعة على مقربة من الحدود الجزائرية المالية في 22 شباط/فبراير الماضي .

وحسب وكالة الصحافية النمساوية، أوضحت نفس المصادر أن الخاطفين طالبوا الحكومة النمساوية بضرورة المبادرة إلى سحب جنودها (4 جنود)، يعملون كفنيين لوجستيين في إطار قوات حفظ السلام المتعددة الجنسيات في أفغانستان، بالإضافة إلى إطلاق سراح الشاب النمساوي المسلم محمد محمود (22 عاماً) وهو من أصل مصري، وزوجته منى سالم (20 عاماً)، واللذين حكمت عليهما محكمة نمساوية بالسجن لمدد تتراوح ما بين السنتين والأربع سنوات، بعد إدانتهما بتهمة إعداد وترويج شريط فيديو حمل اسم تنظيم القاعدة تضمن تهديدات صوتية بضرب المصالح النمساوية والألمانية إذا لم تبادر الحكومتين النمساوية والألمانية إلى سحب قواتهما العاملة في افغانستان في آذار/مارس عام 2007.

وكان خاطفو السائحين النمساويين إيبنر وكلويبر أعطوا في الأسبوع الماضي مهلة جديدة إلى السلطات النمساوية تنتهي عند منتصف ليل الأحد الواقع في 6 نيسان/أبريل الجاري، كفرصة أخيرة من أجل تأمين مطالبهم ذات الشقين المادي والسياسي، مقابل الافراج عن الرهينتين النمساويتين، وتتلخص بدفع فدية قيمتها 5 ملايين يورو وإطلاق سراح عشرة من السجناء الذين ينتمون إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ما زالوا في عدد من السجون في الجزائر وتونس والمغرب وبينهم المدعو (أبو بصير، ومصعب سمير وأبو تراب الجزائري، وعبد الرزاق البار) المسجونين في الجزائر بتهم القيام بانشطة إرهابية.

هذا وقد رفض الناطق باسم وزارة الخارجية النمساوية بيتر لاونسكي-تيفنتال نفي أو تأكيد نبأ رفع الخاطفين لسقف مطالبهم المادية والسياسية في الوقت الذي لم يعد على انتهاء فترة الإنذار سوى خمسة أيام. ولكن المسؤول النمساوي اكتفى بالقول quot;بالنسبة إلى ضمان سلامة الرهينتين النمساويتين، ودعماً للجهود التي يبذلها العديد من الدبلوماسيين والوسطاء من أجل إطلاق سراح فولفغانغ إيبنر وأندريا كلويبر، نريد أن نكفّ عن التعليق على مثل هذا النبأquot;.

وكانت الجهود المبذولة من قبل عدد كبير من الدبلوماسيين والمسؤولين والوسطاء، قد بدأت في العاشر من شهر آذار مارس الماضي، حيث جرت سلسلة اتصالات ومشاورات مع الجهات المعنية في الجزائر وتونس والمغرب ومالي وليبيا عبر مختلف القنوات الدبلوماسية. كما أجرى حاكم مقاطعة كيرنتن النمساوية الجنوبية يورغ هايدر اتصالات هاتفية مع الزعيم الليبي معمر القذافي ونجله سيف الإسلام القذافي، واللذين أجريا بدورها اتصالات مع عدد من زعماء قبائل الطوارق والحرابيش الذين يعيشون في شمال مالي، حيث يعتقد بأن الخاطفين ما زالوا يحتجزون المواطنين النمساويتين هناك.