الياس توما من براغ: اتهم الحزب الشيوعي التشيكي المعارض الولايات المتحدة بالعمل على السيطرة على وسط أوروبا عسكريا من خلال نشرها الدرع الصاروخي فيها وليس التصدي للصواريخ البالستية التي يمكن أن تطلق على أوروبا أو الولايات المتحدة من جانب إيران أو كوريا الشمالية .

وذكرت الناطقة الصحفية باسم الحزب مونيكا هورجني بأن اللجنة التنفيذية للحزب رفضت وبشكل قاطع ليس فقط وضع قاعدة رادارية أمريكية في الأراضي التشيكية وإنما أيضا قيام مراقبين روس بعمليات التفتيش فيها كما أن قيادة الحزب تصر على موقفها بضرورة تنظيم استفتاء في هذه القضية الحساسة وتطالب الحكومة التشيكية بتعليق المحادثات الجارية مع الطرف الاميركي قبل التوقيع على الاتفاقيتين الخاصتين بذلك حتى يتاح المجال لتنظيم استفتاء يعبر فيه سكان البلاد عن موقفهم .

وأخذت قيادة الحزب على حكومة ميريك توبولانيك استمرارها في التفاوض مع الطرف الاميركي من دون أن تقوم بإعلام البرلمان حول مضمون هذه المحادثات وبدون أن تأخذ بعين الاعتبار أن 75 بالمائة من المواطنين التشيك يرفضون وضع القاعدة الرادارية في بلادهم .

واتهم الحزب الحكومة بالعمل على تضليل الناس من خلال اعتبار ما ورد في قمة بوخارست لحلف الناتو بداية هذا الشهر بشان الدرع الصاروخي الاميركي بأنه يمثل دعما للاتفاقية التشيكية الاميركية لوضع الرادار . وأكدت قيادة الحزب أن الشكل المستقبلي للدفاع الصاروخي المضاد لحلف الناتو سيتقرر في قمة حلف الناتو المقررة في عام 2009 ولذلك فان الإعلان السياسي الذي صدر عن قمة بوخارست لم يصاغ بالشكل الذي يفهم منه بان الدرع الصاروخي الأمريكي سيكون جزءا من منظومة الدفاع الجماعية لحلف الناتو في مجال الدفاع الصاروخي المضاد .

وحذر الحزب من أن موافقة البرلمان التشيكي على الاتفاقية الخاصة بوضع الرادار الاميركي في تشيكيا سيعني بأنه سيصبح قضية أمريكية بحتة ولن يحل مصالح وامن أوروبا وتشيكيا .وبالتوازي مع هذا الموقف اظهر استفتاء أجري داخل منظمات وفروع الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة في البرلمان التشيكي بان 95 بالمائة من فروع ومنظمات لحزب تعارض وضع الرادار الاميركي وتطالب بتنظيم استفتاء .وقد دفعت هذه النتيجة رئيس الحزب ييرجي باروبيك إلى الإعلان بان قيادة الحزب ستطلب من نواب الحزب في البرلمان التصويت ضد وضع الرادار مشددا على أن نتيجة هذا الاستفتاء تعتبر ملزمة بالنسبة لنواب حزبه .

في هذه الأثناء أكد نائب رئيس الحكومة التشيكية وزير العمل بيتر نيتشاس بأنه تم إنجاز نحو 99 بالمائة من مضمون الاتفاقيتين اللتين ستنظمان وضع الرادار الاميركي في تشيكيا وان وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ستحضر إلى براغ في أيار مايو القادم للتوقيع على الاتفاقيتين رافضا مطالبة المعارضة بتنظيم استفتاء لان القضية تتعلق بأمن البلاد وبالتالي فان مثل هذه الأمور لا يتم الاستفتاء بشأنها حسب قوله .