محذرة من التلويح بمحاولة اقتحام حدودها مع غزة
مصر تنفي إحراز تقدم بأزمة لبنان وموقف دمشق

نبيل شرف الدين من القاهرة:

بعد تسارع الاتصالات المصرية مع عدة أطراف عربية خلال الأيام الأخيرة، قال سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن اتصالات بلاده مع كافة الأطراف العربية مستمرة، لتحريك الموقف في لبنان، مشيراً إلى أن هذه الاتصالات تتسارع بالفعل لكن الموقف لايزال مبكرا للحديث عن نتائجها، ولفت إلى أن الإطار الأساسي لاتصالات مصر هو القضية الفلسطينية والوضع على الساحة الفلسطينية .

وعما تردد من احتمال عقد قمم عربية في مصر قال عواد إنه ليس لديه معلومات مؤكدة بشأن عقد هذه القمم ، وإن ما تردد بتقارير إعلامية في شرم الشيخ حول عملية السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية بمناسبة انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في أيار (مايو) المقبل هي مجرد أفكار يتم اجراء اتصالات لبحث جدواها.

وأوضح عواد أن الحديث عن اجتماع في شرم الشيخ قد يضم الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بحضور أميركي إذا كان سيسفر عن حدوث تقدم حقيقي في إطار المفاوضات الجارية حاليا، فنحن نرحب به، واستدرك المتحدث الرئاسي المصري قائلاً quot;إذا كان هذا الاجتماع لا يبشر بهذه النتائج فلا داعي له، مؤكدا أن الرئيس مبارك حريص على أن تنعقد اجتماعات القمم العربية سواء في الإطار العربي المصغر أو في الإطار الموسع بحضور أطراف غير عربية ودولية أو طرف إقليمي مثل إسرائيل، على أساس أن تسفر هذه القمم عن نتائج ملموسة، وإن لم تسفر عن هذه النتائج فلا داعي لهاquot;، على حد تعبيره .

لبنان وسورية

وردا على سؤال حول الاتصالات المصرية بشأن حل الأزمة اللبنانية وعما إذا كان هناك جديد في هذه القضية، قال عواد : quot;لا أستطيع القول إن هناك جديدا في ما يتعلق بالوضع على الساحة اللبنانيةquot;، مشيرا إلى أن الرئيس مبارك في اجتماعه مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري كان واضحا كل الوضوح وصريحا كل الصراحة في عرض موقف مصر من تطورات الأزمة في لبنان منذ ما قبل حلول موعد الاستحقاق الرئاسي .

وقال عواد إن مصر تتطلع لمواقف جديدة تحقق تقدما سريعا وملموسا سواء من جانب سورية أو من الأطراف اللبنانية الذين تقع عليهم المسئولية الأساسية في تحقيق الوفاق والتوافق اللبناني فيما يتعلق بالأزمة الجارية، لكن حتى الآن لا استطيع أن أقول أن هناك جديدا أو ضوءا يلوح في الافق.

ومضى المتحدث باسم الرئاسة المصرية قائلاً quot;إن المطلوب هو تحقيق وفاق لبناني ينبذ الخلافات ويعلى مصالح لبنان ويتعاون مع الجهود الإقليمية لتحقيق الانفراج السريع دون ابطاء للأزمة البنانية.

وردا على سؤال حول ما إذا كان نبيه بري قد حمل رسالة من سورية للرئيس مبارك حول تحسين الاجواء، قال سليمان عواد إن الرئيس مبارك تحدث مع نبيه بري حول رؤية مصر للوضع في لبنان ولم يتم التطرق إلى أوضاع علاقات لبنان مع سورية .

ووصف عواد هذه العلاقات بأنها ليست في أحسن حالاتها، ليس فقط بسبب تجاهل الأزمة اللبنانية قبل وخلال القمة العربية وليس فقط لأن هناك مظاهرات تم تنظيمها أمام السفارة المصرية في دمشق، ولكن لأن هذه العلاقات لها أساس راسخ بين أخوة واشقاء كانوا في وقت من الاوقات في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي دولة واحدة.

غزة وحماس

وفي سياق تعليقه على تصريحات قادة حماس باقتحام الحدود المصرية في غزة، قال المتحدث الرئاسي quot;نحن نسمع تصريحات متناقضة فهناك العقلاء من حماس الذين يتحدثون عن دور مصر وجهودها في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وفتح معبر رفح لأكثر من 350 فلسطينيا من في غزة للعلاج مع أعداد شبه مماثلة لمرافقيهم على نفقة مصر وما سمحنا به يوم 23 يناير الماضي كان لدواعي إنسانية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطينيquot; .

وأضاف أن quot;هناك آخرين يلوحون باقتحام الحدود نحن نستمع اليهم في الفضائيات، ونرجو أن يتغلب صوت العقل والحكمة في آي تصرف مقبل، ستتحمل هذه العناصر فقط التي تتحدث عواقبها وإنعكاساتهاquot;.

وفي ما يتعلق بالاتصالات من أجل القضية الفلسطينية، قال عواد إن هذه الاتصالات شملت الاتصالات مع الملك عبد الله بن عبد العزيز في شرم الشيخ منذ بضعة أيام، كما أوفد الرئيس مبارك وزير الخارجية أحمد أبوالغيط للقاء خادم الحرمين أول أمس.

وقال عواد إن هذه الاتصالات تركز على موضوعين يحظيان بكل الاهتمام على الساحة العربية أولهما القضية الفلسطينية التي تتعرض لأزمة حقيقية، ثم الأزمة اللبنانية، وكل منهما تحتاج إلى جهود صادقة تسرع بتحقيق تقدم ملموس.

وأوضح أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى جهود صادقة تسرع بتحقيق تقدم يوحد كلمة الشعب الفللسطيني بمختلف فصائله، وينهي معاناة الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع، ويضع للجانب الفلسطيني المفاوض للجانب الإسرائيلي معالم واضحة تدعم موقف التفاوض للمطالبة بحقوقه المشروعة في قضايا ست تمثل الأساس لما يمكن أن تقوم عليه الدولة الفلسطينية.

وحول الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، أوضح عواد أن الحصار مستمر وأن هناك سبعة معابر منها ستة غير رفح، ومعاناة الفلسطينيين مستمرة ومصر تواصل اتصالاتها مع كل الاطراف لرفع هذه المعاناة، وليس فقط مع إسرائيل، مشيرا إلى أن مصر تقوم باتصال يومي مع وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين التي تعطينا تقريرا يوميا عن أوضاع المعابر والمساعدات الانسانية التي تدخل المعابر وأوضاع الادوية والسلع الغذائية والوقود في غزة، كما تتدخل مصر لدى إسرائيل بقوة لرفع المعاناة.

زيارة بوش

وفي معرض تعقيبه على التصريح الذي أدلت به وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بإبقاء الوضع في لبنان كما هو عليه إلى حين الانتهاء من الانتخابات الأميركية، قال المتحدث الرئاسي المصري إن العالم ومصائر الشعوب والدول ليست مرهونة بالانتخابات الأميركية.
وردا على سؤال حول احتمال التوصل الي اتفاق سلام أثناء زيارة الرئيس بوش المرتقبة للمنطقة في مايو المقبل، قال عواد quot;نتطلع لذلك، وقد أكد الرئيس مبارك في أكثر من تصريح أن مصر تتطلع لأن يصدق الوعد الأميركي بالتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركيquot;.

وأضاف عواد : quot;نأمل أن يأتي مستشار الرئيس الأميركي لشئون الأمن القومي ووزيرة الخارجية الأميركية إلى المنطقة، وتنتظر أن يقوم الرئيس الأميركي بزيارة للشرق الاوسط الشهر المقبل، حيث سيزور إسرائيل في إطار الاحتفال بالذكري الستين لتأسيس إسرائيل ثم يأتي إلى شرم الشيخ للمشاركة في منتدي دافوس الاقتصادي .. ونأمل أن تصاحب هذه التحركات جهودا لإزالة ما يتبقي من عقبات للتفاوض، وتحقيق هذا الوعد من الإدارة الأميركية بالتوصيل الي اتفاق سلام، ونتمني أن يتم توقيع هذا الاتفاق في شرم الشيخ، وتساءل قائلا quot;لم لا ؟quot; .

وفي سياق تعليقه على تصريحات وزيرة الخارجية الإسرائيلية حول الدعوة إلى توافق عربي بشأن الملف النووي الايراني، قال عواد إن إسرائيل هي آخر من يتحدث عن ملف إيران النووي، فإن كان هناك من يدعو العرب لتوحيد مواقفهم فهي دعوة محمودة ولكنها لا ينبغي أن تأتي من جانب إسرائيل.