الموظفون صوتوا لإضراب جديد... والأزمة تتفاقم:
صحيفة quot;لوموندquot; تغيب اليوم للمرةالثانية في أسبوع

باريس: صوّت العاملون في صحيفة quot;لوموندquot; الفرنسية امس على إضراب جديد يمنعها من الصدور اليوم الخميس على خطة تنص على صرف نحو ربع الصحافيين.وتمت الموافقة على الإضراب الذي سيحول دون صدور الصحيفة اليوم، أثناء جمعية عامة بغالبية 346 صوتًا في مقابل معارضة 69 من أصل 425 صوتًا. وكان رئيس هيئة الادارة اريك فوتورينو عرض الثلاثاء خطة النهوض التي أعلنت في الرابع من نيسان، على العاملين في الصحيفة. وتنص الخطة خصوصا على إلغاء 129 وظيفة في الصحيفة، أي نحو ربع هيئة التحرير، عن طريق مغادرة طوعية واخرى إلزامية ايضًا. وتنص ايضًا على وقف إصدار مجلات بينها quot;فاتر السينماquot;.

وكانت الصحيفة المسائية الغارقة تحت عبء ديون ضخمة، قد شهدت الاثنين الماضي إضرابًا ليوم واحد هو الاول في تاريخها لأسباب داخلية إحتجاجًا على مخطط إعادة هيكلة يشمل إلغاء 130 وظيفة في الصحيفة والتخلي عن مجلات. ويطالب موظفو الصحيفة بالغاء الوظائف التي قررتها الادارة على أساس التطوع والعدول عن مشروع التخلي عن المجلات التابعة للصحيفة.

وكانت الصحيفة قد نبهت قراءها لاضراب عمالها الاول والذي ادى الى عدم صدور الصحيفة الاثنين بعنوان في الصفحة الأولى من عددها للأحد والإثنين، يقول quot;لوموند ستغيب عن الاكشاكquot;.

وهي المرة الاولى التي يضرب فيها صحافيو الجريدة لأسباب داخلية. ومنذ 1944 لم تتوقف هيئة تحرير الصحيفة إلا مرة واحدة عن العمل في 1976 في سياق عملية احتجاج على هيمنة مجموعة quot;هيرسانتquot; على quot;فرانس سوارquot;. ومن جانبهم، قال محررو الموقع الإلكتروني للصحيفة الذين ينتمون الى فرع آخر للصحيفة انهم quot;عارضوا نشر مقالات الصحيفةquot; الاثنين على الموقع الالكتروني.

وكان اعلان الهيئة المديرة للصحيفة قبل اسبوع عن خطة صارمة لتصحيح اوضاعها المالية، قد أثار ازمة في الصحيفة المسائية التي توزع 320 الف نسخة ومجموعة لوموند بصورة عامة التي تعد 1600 موظف. وسجلت المجموعة في 2007 خسائر بقيمة 20 مليون يورو فيما تبلغ ديونها 150 مليون يورو.

وتنص الخطة على إلغاء 130 وظيفة من أصل 600 في شركة نشر لوموند من بينها 85 إلى 90 صحافيًا، أي ربع هيئة التحرير. وأعلنت الإدارة أن إلغاء الوظائف لن يتم عبر استقالات طوعية فحسب انما كذلك اقالات إلزامية.وهي المرة الاولى في تاريخ الصحيفة يضرب فيها محرروها لأسباب محض داخلية، وقد تجمعوا أمس في حركة احتجاجية ورفعوا لافتة واحدة quot;لا لخطة إريك فوتورينوquot;، وهو رئيس مجلس الإدارة الذي قدح شرارة الاحتجاج، عندما عرض حلاً لأزمات لوموند، غير قابل للتفاوض: فصل تسعين صحافيًا، وأربعين تقنيًا، وبيع بعض امتيازات مجموعة لوموند من صحف وأسبوعيات خاسرة، ومفلسة، كي تعتدل مسيرتها، وتتوازن ماليتها في غضون عامين.

وتأتي خسارات اللوموند المتتالية بعد محاولات فاشلة تمت على يد رئيس تحريرها السابق جان ماري كولومباتي الذي اثقلها بديون اضافية نتيجة لسياسته التوسعية لتحويلها الى مجموعة رأسمالية وتجارية، وبالتالي حمايتها من غزو الرساميل الصناعية والتحول الى منافس .

كما شهدت الصحيفة استقالة رئيس مجلس الإدارة بيير جانتيه ونائبه برونو باتينو ومدير الصحيفة ايريك فورتورينو في الثامن عشر من ديسمبر الماضي، إثر خلاف مع شركة المحررين.