الأمم المتحدة: حذرت الأمم المتحدة من تعرض كوريا الشمالية إلى أزمة نقص في الغذاء، بسبب الفيضانات المدمرة التي تعرضت لها الدولة الآسيوية العام الماضي، إضافة إلى موجة الارتفاع في أسعار المواد الغذائية بالأسواق العالمية، فضلاً عن الكثافة السكانية بها. وأكد برنامج الغذاء العالمي WFP أن الوقت قد بدأ في النفاد لتفادي أزمة نقص غذاء محدقة، قد تتسبب في أزمة إنسانية في كوريا الشمالية، اثر تأكد الانخفاض الكبير في المحاصيل، الناجم جزئياً عن الفيضانات الهائلة التي شهدتها البلاد الصيف الماضي.

وقال المتحدث باسم البرنامج، بول ريسلي، في مؤتمر صحفي الخميس بالعاصمة التايلاندية بانكوك: quot;كوريا الشمالية تواجه أزمة نقص غذاء حادةquot;، مضيفاً قوله: quot;نتيجة الارتفاع العالمي بأسعار الغذاء، فإنه سيكون من الصعب على الحكومة الكورية، توفير احتياجاتها من الغذاء من السوق العالمية.quot;

ومازالت جمهورية كوريا الديمقراطية تتعافى من أثار الأزمة التي ضربتها في تسعينيات القرن الماضي، والتي يُعتقد أنها تسببت في وفاة نحو مليون شخص، وتركت العديد من الأطفال بلا عائل، وفقاً لتقديرات منظمة quot;هيومان رايتس ووتشquot;، المعنية بمراقبة حقوق الإنسان، والتي يوجد مقرها بمدينة نيويورك.

وكان بيان صدر عن المكتب الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي في آسيا، قد حذر من أن كوريا الشمالية معرضة خلال العام الحالي لمواجهة أسوأ أزمة غذائية تحدث منذ سبع سنوات، معرباً عن توقعاته بأن تشهد الدولة الشيوعية نقصاً حاداً في الغذاء، يبلغ حوالي 1.6 مليون طن، أي ضعف حجم النقص خلال العام الماضي.

وأوضح البيان أن الفيضانات المدمرة، التي تعرضت لها كوريا الشمالية الخريف الماضي، قد تسببت في النقص الحاد في الإنتاج الزراعي، خاصة للمحاصيل الرئيسية مثل الأرز والذرة، وفقاً لما نقل راديو كوريا الدولي ضمن موقعه على شبكة الانترنت. ومن المتوقع أن تزداد حدة الأزمة الغذائية التي يواجهها الشطر الشمالي، بسبب تراجع حجم المساعدات الغذائية التي تمدها بها كل من كوريا الجنوبية والصين، بحسب الراديو التابع للشطر الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية.

ودعا البرنامج دول العالم إلى مد يد العون الكوريين الشماليين، مؤكداً أنه سيكون من الصعب على حكومة بيونغ يانغ أن تشتري الغذاء بالعملات الأجنبية لتلبية احتياجات مواطنيها، بسبب الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء في الأسواق العالمية. وتتلقى الدولة الشيوعية، التي يبلغ عدد سكانها نحو 23 مليون نسمة، مساعدات غذائية طارئة من الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الإنسانية الدولية، منذ أن أدت كوارث طبيعية، وسوء الإدارة إلى انهيار اقتصادي في منتصف التسعينات.

برنامج الغذاء العالمي يخفض مساعداته إلى دارفور

الى ذلك قال برنامج الغذاء العالمي إنه سيخفض امداداته من المساعدات إلى النصف لنحو ثلاثة ملايين شخص فى إقليم دارفور في السودان بسبب انتشار عمليات قطع الطرق. واعلن البرنامج ان عمليات الخفض ستصبح سارية بدءا من الشهر القادم quot;نظرا لأن عمليات قطع الطرق الموجهة ضد الشاحنات المتعاقدة معه تحول دون وصول كميات كافية من الاغاثةquot;.

واوضح البيان انه quot;كان يتعين على الشاحنات المتعاقدة مع البرنامج توصيل 1800 طن من الغذاء يوميا الى دارفور، فى مثل هذا الوقت من العام، لامداد المستودعات قبيل موسم الامطار الذى يتوقع أن يبدأ فى الشهر القادم. غير ان عمليات التوصيل انخفضت الى اقل من 900 طن فى اليومquot;.

وقال كينرو اوشيداري، ممثل برنامج الغذاء العالمى في السودان إن quot;الحكومة السودانية توفر حراسات من الشرطة للقوافل على الطرق الرئيسية، ولكنها ليست كافية للابقاء على امداد الغذاء لسكان الاقليمquot;.

ودعا اوشيدارى quot;الفصائل المتمردة وقادتهم الذين يعملون فى أنحاء أخرى بدارفور لضمان توفر الأمن على الطرق واحترام حياد كافة الأشخاص الذين يقومون بالمجهود الإنسانيquot; وقال إنه quot;اذا تحسن الوضع الأمنى على الطرق، فاننا سنتمكن من اعادة مستويات الحصة الغذائيةquot;. وقال بيان البرنامج انه تم خطف 60 شاحنة متعاقدة مع البرنامج منذ بداية هذا العام، ولا تزال 39 شاحنة و26 سائقا فى عداد المفقودين، كما قتل سائق واحد في دارفور فى الشهر الماضي.