نجلاء عبد ربه من غزة : لم يكن مقتل الصحافي فضل شناعة مصور وكالة رويترز للأنباء في غزة عادياً، فأشلاء جثته ودماءه التي تناثرت في أرجاء المكان، أظهرت بشاعة الجيش الإسرائيلي في تعامله مع الصحفيين سواء الفلسطينيين أو حتى الأجانب، فغالبية المصورين تعرضوا للضرب والإهانة من قبل الجنود الإسرائيليين، والعديد منهم، تم سحب ومصادرة أشرطة التسجيل من داخل كاميراتهم عنوةً. وعلى الرغم من محاولات تجنب هؤلاء الصحفيين للرصاص الإسرائيلي الطائش أو قذائف الدبابات وصورايخ الطائرات، من خلال وضع لاصقات كبيرة بكلمة ( T.V ) أو كلمة ( PRESS ) تغطي معظم سيارات التي يستقلونها في مكان الأحداث والتوغلات المختلفة، إلا أن الجيش الاسرائيلي تعمد في الكثير من الأحيان طمس حقيقة ما يجري داخل المعركة، فيسرع بإيذاء المصورين والمراسلين المتواجدين في منطقة الحدث.
ويقول مدير وكالة رويترز في قطاع غزة، شمس شناعة لـ إيلافquot; : quot;الجنود الإسرائيليون يدركون أننا صحفيين ولا نملك سلاحاً غير الكاميرا، بيد أنهم يحاولون قتل الحقيقة ،و تصوير كل ما يدور في أرض المعركة بشفافية ومهنيةquot;.
الزميل فضل شناعة يظهر من مكتب رويترز في غزة |
ويضيف quot; لقد كان فضل إبن أخي، وهو مصور لنفس الوكالة في شمال غزة، على بعد أكثر من 500 متر عن القصف الأول الذي أصاب مجموعة من الأطفال خلال توغل لآليات عسكرية إسرائيلية لمنطقة حدودية وسط قطاع غزة، ورغم تعليق إشارة (T.V) بشكل واضح جدا في مقدمة وخلف السيارة، إلا أن الطيران الإسرائيلي تعمد إستهداف السيارة ذاتها، ما أدى إلى مقتل إبن أخي على الفور، وإصابة إثنين آخرين من أصدقاءه المصورينquot;.
ويرى يعقوب أبو غلوة، مصور وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية، والذي نجا هو وزملاء آخرين له من قذيفة دبابة كادت أن تقتلهم جميعا، أن جنود الإحتلال الإسرائيلي يستهدفون المدنيين كافة، كلما شعروا بعجزهم أمام المقاومة الفلسطينية.
وأوضح لـ quot; إيلاف quot; ، أن المعارك الأخيرة التي دارت بين الإسرائيليين والفلسطينيين quot;لم يقتل أي مقاوم على أرض المعركة، بل قتلوا نتيجة إستهدافهم من الجوquot;، ما يشير بحسب أبو غلوة، إلى التخبط الإسرائيلي من خلال إستهداف المدنيين من الجو.
ورصدت وكالة الأنباء الفلسطينية ( وفا ) ، قائمة بأسماء الصحافيين الفلسطينيين والأجانب الذين قتلوا برصاص الجيش الاسرائيلي منذ بداية إنتفاضة الأقصى في العام 2000م.
وكان أول هؤلاء الصحفيين الذين إستهدفهم الرصاص الإسرائيلي هو مدير مكتب وكالة الأنباء الفلسطينية quot;وفاquot; في بيت لحم بالضفة الغربية الصحفي عزيز يوسف التنح (32عاماً)، حينما قتل بتاريخ28/10/2000 جراء إصابة قاتلة في الرأس .
وبتاريخ 31/7/2001 قتل الصحفيان quot;محمد البيشاويquot; مصور صحيفة 'الحياة الجديدة' ومراسل شبكة إسلام أون لاين، والكاتب والمصور الصحفي ومراسل شبكة صابرون نت quot;عثمان القطنانيquot;، بعد أن قصفت المروحيات الحربية الإسرائيلية من نوع أباتشي مقر المركز الفلسطيني للدراسات والإعلام في مدينة نابلس في الضفة الغربية.
وبتاريخ 13/3/2002 قتل الصحفي الإيطالي رفائيل تشيريللو الذي يعمل في صحيفة quot;كورييرا ديلا سيراquot; الإيطالية بعد أن فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عليه في مخيم قدورة للاجئين وسط مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وبتاريخ 14/3/2002 قتل الصحفي جميل نواورة أثناء العدوان الإسرائيلي على محافظتي رام الله والبيرة، وبنفس اليوم، قتل الصحفي أحمد نعمان مدير تلفزيون بيت لحم المحلي خلال عدوان إسرائيلي شرس على محافظة بيت لحم.
وبتاريخ 19/3/2002 قتل الصحفي أمجد العلامي (23) عاماً الذي يعمل في تلفزيون النورس المحليquot;، بعيار متفجر أطلقته صوبه قوات الاحتلال أثناء قيامه بواجبه المهني في مدينة الخليل في الضفة الغربية.
وبتاريخ 16/7/2002 قتل الصحفي عماد أبو زهرة في مدينة جنين في الضفة الغربية بعد أن تعرض لإطلاق نار كثيف من قبل قوات الاحتلال.
وبتاريخ 22/6/2002 قتل الصحفي عصام مثقال التلاوي الذي كان يعمل مذيعاً في صوت فلسطين أثناء تغطيته للهبة الجماهيرية للدفاع عن المشروع الوطني حين أقدمت قوات الاحتلال على حصار الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وبتاريخ 12/4/2003 قتل الطالب في قسم الصحافة فادي نشأت علاونة (22عاماً) نتيجة مطاردة قوات الاحتلال له أثناء توجهه إلى جامعة النجاح الوطنية التي يدرس بها، عندما سلك طريقاً وعرة بسبب إغلاق قوات الاحتلال الطريق الرئيسي المؤدي لقريته عزموط شرق نابلس فسقط في حفرة عميقة أدت إلى مقتله على الفور.
وبتاريخ 15/ 3/ 2008 قتل الصحفي حسن شقورة المشرف الفني لوكالة quot;فلسطين اليومquot; الإخبارية التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، خلال قصف إسرائيلي لسيارة مدنية كان يستقلها أثناء المحرقة الإسرائيلية شمال قطاع غزة.
وأخيراً وليس آخراً، كان آخر الضحايا من الصحفيين الزميل المصور quot;فضل شناعةquot; الذي استهدفته قوات الاحتلال قبل يومين.
التعليقات