جراحات قلوب الأطفال العراقيين في إسرائيل 3-4
أطباء الجزائر: إسترجعنا 3 مريضات وغموض مصير البقية

رحلة الأطفال إلى الدولة العبرية بدأت مع سقوط بغداد

جراحات قلوب الأطفال العراقيين في إسرائيل 1-4

كامل الشيرازي من الجزائر: قال الدكتور بقاط بركاني محمد رئيس عمادة الأطباء الجزائريين أنّ مساعيه في الأراضي الأردنية التي يتواجد بها حاليا تكللت باسترجاع 3 طفلات عراقيات مريضات من بين 14 طفلة عراقية يعانين من تشوهات خلقية على مستوى القلب تجرى محاولات لنقلهن الى اسرائيل لاجراء جراحات لهن .

واضاف بركاني في مكالمة هاتفية مع quot;إيلافquot; من عمان، أنّّ 11 طفلة عراقية مريضة قد اختفين ولم يظهر لهن أي أثر، بيد أنّ الجانب الجزائري يقوم بجهود حثيثة في الأردن للوصول إليهن بالتزامن مع المساعي القائمة بالتعاون مع الطبيب العراقي المقيم في عمان الدكتور عمر الكبيسي الذي يشرف على المريضات العراقيات، لتسريع عملية ترحيلهنّ إلى الجزائر.

وعن الاستيراتجية المتبّعة لاستقبال الطفلات العراقيات وأمهاتهن للعلاج، أفاد الدكتور بقاط بركاني محمد الذي وصل إلى عمان الاسبوع الماضي ، أنّه بصدد إرسال الملفات الطبية للمريضات العراقيات الثلاث الموجودات في مكان آمن . وأضاف أنّه فور وقوف أكثر من عشرين بروفيسورا على حقيقة الحالة الصحية للمريضات، سيتّم نقلهن إلى مشافي جزائرية في القريب العاجل رفقة أمهاتهن، مجددا القول أنّ اتحاد العمال الجزائريين ووزارة التضامن الجزائرية مستعدان لتسهيل الاجراءات الادارية والتكفل التام بجميع مصاريف العمليات الجراحية.

وبشأن مصير المريضات الاحد عشر الأخريات اشار رئيس عمادة الأطباء الجزائريين الى أنّ مصائرهن باتت مجهولة، مؤكدا أنّ دوره كطبيب ومهمة عمادة الأطباء الجزائريين في الأساس هي مداواة المريضات، لكن ذلك لم يمنعها من بذل مساع كبيرة رفقة سفارتي الجزائر بالأردن والعراق بالتنسيق مع أطراف متعددة، إلاّ أنّه لا شيئ ظهر في الأفق، ويبقى السؤال محيرا: هل رُحّلت المريضات إلى إسرائيل أم لا؟.

وفيما عبّر الدكتور محمد عن أمل الجزائر في استرجاع الطفلات العراقييات المريضات quot;المفقوداتquot; أبدى غضبا تجاه المؤامرة الاسرائيلية التي نسجتها بحسبه أياد أميركية، وأوضح محدثنا أنّ جمعية ''شيفيت آخيم'' الإسرائيلية تكون قد أخفت المريضات أو تمكنت من تسفيرهن إلى تل أبيب لغايات معروفة . وركّز الدكتور الجزائري على أنّ كل شيئ تمّ وفق هندسة أميركية لنقل المريضات إلى مستشفيات إسرائيلية، بغرض قطع الطريق والحيلولة دون نجاح المبادرة الجزائرية التضامنية الباحثة على إغاثة المريضات الصغيرات .

وانتهى الدكتور بقاط بركاني محمد إلى القول أنّ الدورة الثانية للمؤتمر الدائم لعمادة الأطباء الأورو متوسطية التي ستنعقد الخميس في عمان، ستكون فرصة لإطلاق نداء دولي يهيب بالضمير الإنساني لإنقاذ المريضات العراقييات الصغيرات وإخراجهنّ من الدوامة التي دبرتها دوائر صهيونية.
وأبدت السلطات الجزائرية قبل أسبوع استعدادها التام لنقل العراقيات الأربعة عشر إلى أراضيها، وتحمّل جميع مصاريف علاجهنّ ونقلهنّ إلى هناك . ويستغرب الجانب الجزائري الاستنفار الحاصل لدى الدوائر الصهيونية منذ الكشف عن المبادرة الجزائرية، وتساءل مسؤول حكومي جزائري عن خلفية عدم تحريك الاسرائيليين نحو المساكين في قطاع غزة الذي يتعرض سكانه لأعنف كارثة إبادة في القرن الحالي.

يذكر ان مندوبي جمعية ''شيفيت أخيم'' والمتعاونين معها وبالتنسيق مع القس المسؤول عن كنيسة ''النعمة الإنجيلية'' الموجودة بمنطقة المحطة في عمان قاموا بإبلاغ أهالي الطفلات بأن ''الأخبار التي تقول بإمكانية علاجهن في مكان آخر غير تل أبيب مجرد أكاذيب وغير صحيحة، في الوقت الذي سيتم استرجاع اربعة اطفال الآخرين الذين أخذهم الدكتور العراقي الكبيسي''.
واستخدم القس ''دوري''، بمساعدة موظفة أميركية تدعى ''براندا''، القوة لمنع الصحفيين من الاقتراب من كنيسة النعمة الإنجيلية حيث يتم احتجاز الأطفال منذ ايام عدة، تحسبا لترحيلهم إلى تل أبيب. ومن جهته، قال الدكتور الكبيسي إن السلطات الكردية في إقليم كردستان بشمال العراق تتابع القضية، خصوصا أن الأطفال العشرة المحتجزين في كنيسة النعمة الإنجيلية هم أكراد. ونقل الكبيسي عن مسؤول كردي رفيع المستوى قوله أنه ''يتم حاليا متابعة الأمر باتجاه توفير مبلغ من المال للتكفل بهؤلاء الأطفال''.
وقد استمر أعوان الجمعية الإسرائيلية في التعتيم على أهالي الأطفال حول حقيقة وجود جهود غير إسرائيلية لعلاج هؤلاء الأطفال، ومنها التحرك الجزائري الذي كان في واجهة المشهد منذ بداية الأسبوع الماضي.

ويأتي الاهتمام بقضية المرضى الاطفال العراقيين بعد نداء استغاثة وجهه الطبيب العراقي عمر الكبيسي المقيم بالأردن للتكفل بعلاج الطفلات على أيدي أطباء جراحة القلب الجزائريين، وذلك قبل ترحيلهن إلى اسرائيل للقيام بذلك.