الياس توما من براغ: رفضت الحكومة التشيكية اليوم اقتراح نواب الحزب الشيوعي التشيكي المعارض تنظم استفتاء يقرر فيه سكان البلاد بشان وضع الرادار المتطور الذي تريد الولايات المتحدة إقامته في منطقة بردي العسكرية التشيكية في إطار مشروع الدرع الصاروخي المضاد. وقد برر الشيوعيون طلبهم بالقول إن وضع الرادار يؤثر على الوضع الأمني في البلاد وسيادتها غير أن خلفية ذلك تكمن في ثقتهم بان الناس سيرفضونه استنادا إلى نتائج مختلف استطلاعات الرأي.

وقد علق رئيس الكتلة النيابية للحزب بافيل كوفاتشيك على هذا الرفض الحكومي لطلب نواب حزبه بالقول إن الشيوعيين لم يكونوا ينتظرون موقفا أخر من هذه الحكومة لأنها تعمل على تمهيد الطريق لوضع الرادار بأي ثمن كان ولهذا فان تنظيم مثل هذا الاستفتاء كان سيعقد جهودها في هذا المجال.

في هذه الأثناء نقل موقع نوفينكي الإخباري التشيكي عن الناطقة الصحفية باسم وزارة الخارجية التشيكية زوزانا اوبلتالوفا قولها لها أن الاتفاقية التشيكية الاميركية الخاصة بالرادار ستضمن الدفاع عن تشيكيا وان تشيكيا ستكون لها أولوية في مسالة الحماية في حال تعرض أوروبا لهجوم بصواريخ بالستية.

وأضافت أن هذا الأمر ليس اوتوماتيكيا غير أن مشاركة التشيك في صنع الخطط العملية يمكن له أن يؤثر على العمليات التي ستتخذ لمواجهة الهجوم الصاروخي المعادي. من جهة أخرى بدا ناشطان من الحركة الإنسانية إضرابا عن الطعام في براغ احتجاجا على سعي السياسيين الحكوميين التشيك لوضع الرادار الأميركي في بلادهم.

وذكر الدكتور يان تاماش الناطق باسم الحركة الذي بدا الإضراب مع زميله يان بيدنارج أنهما أقدما على هذه الخطوة لان حكومة بلادهما لا تأخذ بعين الاعتبار رأي أغلبية المواطنين الرافضة لوضع الرادار وتستمر في المفاوضات مع الولايات المتحدة وبالتالي فان الاتفاقية الخاصة بالتواجد العسكري الأجنبي في أراضي تشيكيا أصبحت على وشك التوقيع. وأكد أن ذلك يحدث على الرغم من أن نظام الدفاع الصاروخي الاميركي يحظى بانتقاد العديدين في الولايات المتحدة نفسها ومنهم أعضاء في الكونغرس التقى بهم خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة منهم مثلا النائبان ويليام ديلاهنوت ودينيس كوسينيش.

ورأى أن انضمام تشيكيا إلى مشروع الدرع الصاروخي الاميركي الذي تسعى لتنفيذه إدارة اميركية وعلى وشك لمغادرة سيحولها إلى هدف لرد صاروخي انتقامي كما أن تشيكيا بهذه الخطوة تساهم في زيادة التوتر في أوروبا. ورأى أن موضوع التخطيط لإقامة قواعد أجنبية في تشيكيا ليس موضوع امن دولي فقط وإنما موضوعا يتعلق بالديمقراطية وفيما إذا كنا سنسمح من جديد بان تقرر مجموعة صغيرة من السياسيين عن أغلبية الناس في موضوع لا يريدونه. وشدد على أن الهدف الرئيسي من اضرابهما عن الطعام هو التنبيه إلى التطور الخطير القائم في بلادهما في العامين الماضيين وهو أن أقلية من السياسيين تعمل على فرض إرادتها على أغلبية.

وأكدا أنهما سيستمران في اضرابهما إلى أن يتلقيا إشارات واضحة بأنه سيتم توقف المفاوضات الخاصة بوضع الرادار وانه سيتم الإعلان عن تنظيم استفتاء بهذا الشأن أو حتى تبدأ نقاشات ديمقراطية حقيقية حول هذا الموضوع . من جهته قال يان بيدنارج بان المهاتما غاندي هو الذي الهمهما للإقدام على هذه الخطوة كونه قد نجح في تحقيق الكثير من الأشياء للهنود عن طريق الكفاح غير العنيف من اجل استقلال بلاده.

وأكد تاماش بان العديد من أنصار الحركات الإنسانية في أوروبا وعدوا بالانضمام اليهما في خطوتهما الاحتجاجية هذه وأن هؤلاء سيبدأون اضرابات عن الطعام في روما وميلانو وبرلين وبودابست وكوبنهاغن ومدن أخرى في أوروبا.

يذكر أن المعطيات الموجودة على موقع الحركة الإنسانية على الانترنت اليوم تشير إلى أن 77362 شخصا قد وقعوا على عريضة ضد وضع الرادار الاميركي في تشيكيا معظمهم بالطبع من تشيكيا غير انه توجد بين الموقعين أيضا أسماء مئات الأشخاص من أكثر من 100دولة بينهم مواطنين من دول عربية مختلفة.