أسامة مهدي من لندن: قرر برلمان اقليم كردستان العراق فرض عقوبات ضد مسيئي استخدام اجهزة الخليوي اثر تزايد جرائم الشرف الناتجة عن ذلك. وفي جلسة للبرلمان اليوم ناقش الاعضاء مسألة سوء استعمال اجهزة الاتصالات حيث قدمت اللجان القانونية والداخلية والاتصالات وحقوق الانسان تقاريرها الخاصة بمشروع قانون quot;معاقبة مسيئي استعمال الهاتف الخلوي وأجهزة الاتصالاتquot;.

ثم فتح باب المناقشة امام الاعضاء لابداء ارائهم حول مواد مشروع القانون فاقترح اعضاء تغيير اسم مشروع القانون الى quot;منع سوء استعمال اجهزة الاتصالاتquot; واضافة مادتين اليه اقترحتهما لجنتا الداخلية والقانونية والغاء المادتين الخامسة والسادسة من اصل مشروع القانون بعد ذلك جرى التصويت على مشروع القانون بشكل كامل وتمت المصادقة عليه بالاجماع.

وبناء على ما نص عليه قانون quot;منع سوء استعمال اجهزة الاتصالاتquot; ستتم معاقبة كل من يسيء استخدام اجهزة الهاتف الخليوي او اي وسيلة اتصال اخرى بالحبس لمدة لا تقل عن ستة اشهر ولا تزيد على خمس سنوات او يعاقب بغرامة مليون دينار كحد ادنى وخمسة ملايين دينار كحد اقصى.

ويأتي القرار اثر تقارير اشارت هذا الاسبوع الى ان تداول صور الممارسات الجنسية ساهم بشكل كبير في تصعيد وتيرة جرائم الشرف في إقليم كردستان العراق. وروت صحيفة quot;اندنتquot; اللندنية قصة quot;روناكquot; التي هربت إلى ملجأ للنساء في السليمانية بعد أن اتهمها زوجها بالخيانة، إلا أنها لم تسلم إذ أطلقت عليها النار من أعلى أحد الأبنية وأصيبت في عنقها قبل أن تجرى لها عملية جراحية أنقذت حياتها.

ويقول التقرير إن عدد جرائم الشرف في العراق يزداد وإن هناك بعض الذين يرمون الوقود على النساء ويحرقونهن والبعض الآخر يقوم بإطلاق النار عليهن. وينقل التقرير عن الأمم المتحدة قولها إن أكثر من 350 امرأة قتلت في كردستان العراق بجرائم شرف خلال الأشهر الستة الأولى من 2007.
وتقول الصحيفة إن أحد أسباب انتشار جرائم الشرف في العراق هو انتشار الهواتف المحمولة التي تحتوي على كاميرات وذلك بسعر رخيص.

واشارت إلى أن الرجال يحبون تصوير أنفسهم عندما يمارسون الجنس، ومن ثم يقومون بتوزيع الصور على أصدقائهم فينتهي الأمر بفضيحة تؤدي إلى جريمة. واضافت إن الصور الملتقطة بواسطة الهاتف المحمول تشكل نوعا من الإثبات في بعض الأحيان للزوج أو الأخ أو الأب، وتدفعهم إلى تنفيذ جريمة شرف.
وكانت قضايا جرائم
الشرف المتعلقة بصور الجوال قد بدأت عام 2004 مع انتشار فيلم جوال جنسي بين صبي وفتاة في االسابعة عشر من عمرها في عاصمة إقليم كردستان أربيل وبعد يومين من تداول الفيلم قتلت الفتاة بيد أسرتها وبعد أسبوع قتل الصبي بيد أقاربه. ومنذ ذلك الحين ارتفعت وتيرة الممارسات العنيفة بحق المرأة، وأغلب الحالات سببها بطريقة أو بأخرى ضبطها في علاقات غرامية بكاميرا الجوال.

وأشار التقرير إلى تراجع حقوق المرأة في المجتمع بشكل كبير مع الاحتلال الأميركي للعراق. وقال إنه بالرغم من الأرقام المرعبة لضحايا جرائم الشرف في العراق، فإن إقليم كردستان الذي يتولى رئاسته حكومة علمانية هو المنطقة الوحيدة التي تشهد تحسنا في حقوق المرأة، على عكس بغداد حيث تبرز الأحزاب الدينية.

وكان تقرير لبعثة الأمم المتحدة في العراق اشار في حزيران (يونيو) عام 2007 الى أن عمليات العنف ضد النساء في كردستان ارتفعت بنسبة 18 بالمائة . وأكدت الإحصاءات الرسمية الصادرة عن حكومة إقليم كردستان حدوث 15 عملية قتل بأدوات غير حادة، و87 عملية قتل بإشعال النار و16 عملية قتل بالرصاص خلال الربع الأول من عام 2007.

أما الربع الثاني من نفس العام فقد شهد ثمان حالات قتل بأدوات غير حادة و108 عمليات إشعال نار، و21 عملية إطلاق رصاص. وقال تقرير لوزارة حقوق الإنسانفي بأن عدد النساء اللواتي انتحرن بإشعال النار في أنفسهن ارتفع من 36 امرأة عام 2005 إلى 133 عام 2006 كما ارتفع عدد عمليات القتل التي تعرضت لها النساء من أربع عمليات عام 2005 إلى 17 عملية عام 2006.