خلف خلف- إيلاف: باتت الكلاب الضالة quot;المسعورةquot; تنشر حالة من الذعر والخوف في أغلب المحافظات الأردنية، في وقت سجلت عشرات الإصابات في صفوف المواطنين خلال الأشهر الأخيرة، فتعرض طفل لم يتجاوز عمره العام ونصف لتهتك بأنسجة الوجه وجروح عميقة أسفل الفكين واليدين، كما تعرض مواطنين لهجوم في عقر منازلهم، وأيضا وقع طلاب وطالبات فريسة المطاردة من كلاب مسعورة خلال ذهابهم وإيابهم لمدارسهم في ساعات الصباح والمساء.

الصحف الأردنية بدورها تتابع هذه المسألة وتنظر إليها بخطورة، وتنقل بصورة متكررة شكاوي المواطنين وقصص الضحايا الذين وقعوا فريسة الإصابة بداء الكلاب. ويأتي هذا الاهتمام الإعلامي في الظاهرة في ظل أتساعها تدريجيًا، فقد أشتكى مواطنو محافظة المفرق الواقعة شمال شرق الأردن من ازدياد انتشار الكلاب الضالة، التي بدأت تهدد مضاجعهم.

وذكرت مجموعة من الأهالي التقتهم صحيفة quot;العرب اليومquot; أن الظاهرة أصبحت خطيرة بعد أن تعرض البعض لهجوم من كلاب مسعورة في الأيام الماضية، وأفادوا بأن هناك نماذج حية لإصابة الأطفال بمرض quot;داء الكلبquot; الذي أودى بحياة العديد من المواطنين خلال السنوات الماضية.

يأتي هذا بالتزامن مع تسجيل العديد من حوادث الاعتداء على المواطنين من كلاب ضالة خلال الفترة الماضية، ووصل القلق والخوف لأصحاب المنازل الذين اعتدوا على الجلوس في ساحات منازلهم في ساعات الصباح والمساء في أيام الصيف، وبخاصة أنه قبل نحو شهر هاجمت كلاب منزلين في منطقتي كفر الماء والاشرفية بلواء الكورة لمداهمة، وأدت الحادثة إلى إصابة مواطنين.

ومؤخرًا أيضا أصيب طفل يبلغ من العمر سنة ونصف السنة بتهتك بأنسجة الوجه وجروح عميقة أسفل الفكين واليدين، إثر تعرضه لهجوم من كلب ضال في منطقة أبو نصير. وتشير صحيفة الغد التي أوردت النبأ أنه الوقت الذي فر فيه الكلب المعتدي على الطفل إلى جهة غير معلومة، فقد قدم فريق دفاع مدني أبو نصير الإسعافات الأولية اللازمة للطفل إلى حين تم إسعافه إلى مستشفى الأمير حمزة.

وبداية هذا العام نهش أيضا كلب ضال جبين الطفلة هبة الله علي حامد الجريري (7 سنوات)، حينما كانت تلعب مع شقيقاتها في منطقة الكرامة بلواء الشونة الجنوبية، ولعل قسوة الحادثة ترجع لوقوعها أمام مرأى الأم التي تدخلت لإنقاذ طفلتها من بين فكي الكلب.

وفي منتصف شهر فبراير الماضي هاجم كلب في منطقة عرقوب المصلى في السلط، وبداخله طالبات المرحلة الأساسية أثناء توجههن إلى مدرستهن، وأصاب احداهن بإصابات عديدة. وفي تفاصيل الحادث أن الكلب حاول اقتحام منزل في المكان، قبل أن يتم إطلاق النار عليه، وقلته. وذكرت صحيفة الدستور آنذاك أن هذا الحادث هو الثاني في أقل من أسبوعين والخامس خلال شهر ونصف الشهر، حيث هاجمت كلاب مواطنين ومواشي في منطقتي عيرا ووادي الناقة.

وتتابع السلطات الأردنية بدورها شكاوي المواطنين بمنتهى الدقة، وطالبت السكان أكثر من مرة، بأخذ الحيطة والحذر والتبليغ عن المناطق التي تكثر فيها الكلاب الضالة. ودعت أيضا الذين يقتنون كلابا في منازلهم إلى تطعيمها ومتابعتها صحيًا، والتخلص منها في حال ظهرت عليها أعراض الشراسة. ونبهت مديرية الدفاع المدني السكان للاتصال على رقم (199) في حال تعرضهم لأي اعتداء.

ويوضح مدير صحة المفرق د.سليمان عفاش أن دائرة الرصد الوبائي التابعة للمديرية رصدت 109 حالات تعرضت للإصابة خلال الأربعة شهور الماضية منها 77 إصابات جراء الكلاب الضالة والباقي قوارض وحشرات, حيث تم إعطاؤهم العلاجات الفورية من خلال الكوادر الطبية ضد كل الإصابات، كما نقلت عنه quot;العرب اليومquot;.

وأشار د. عفاش أن المصابين بالعقر تجرى لهم الفحوصات اللازمة باستمرار ويتم إعطاؤهم المصل ضد الإصابة quot;بمرض داء الكلبquot; كإجراءات احترازية لمنع انتقال الإصابة لباقي الجسم, موضحا أن المصاب يراجع فورا مستشفى المفرق الحكومي وسيتم تحويله إلى المديرية لاستكمال العلاج.

أما صحيفة الدستور فنقلت في عددها الصادر بتاريخ 29/4/2008 عن رئيس بلدية الوسطية عماد العزام قوله انه وبناء على تلقي البلدية العديد من الشكاوى عن وجود كلاب ضالة ومسعورة تنتشر في قرى وبلدات الوسطية تسبب الذعر والخوف لدى المواطنين، وبناء على توجيهات وزير البلديات بضرورة وضع حد لهذه الظاهرة المقلقة قامت الأجهزة المختصة ببلدية الوسطية بحملة مكثفة على أماكن تواجدها في أودية دوقرا وزحر الغربية وكفر أسد، حيث تقتات هذه الكلاب على مخلفات المزارع والنتافات التي تلقى في تلك الأماكن وتم قتل 420 كلبا.