أسامة مهدي من لندن: انتشرت القوات العراقية فجر اليوم في انحاء مدينة الصدر الحي الشعبي في بغداد الذي يسكنه اكثر من مليوني مواطن ويعتبر معقل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من دون مواجهات مسلحة حيث بدأت السلطات تنفيذ خطة لايصال الامدادات الانسانية الى السكان .

وقال الناطق باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا ان قوات الجيش دخلت مدينة الصدر منذ الساعة الخامسة فجرا من جميع الجهات وانتشرت في جميع قطاعاتها . واشار الى ان هذهالقوات ستقوم بالبحث عن المطلوبين واعتقالهم اضافة الى مصادرة الاسلحة وتقديم الخدمات كما ابلغ قناة العراقية الحكومية . وشهدت مدينة الصدر منذ الخامس والعشرين من اذار (مارس) الماضي اشتباكات بين القوات العراقية والاميركية وعناصر جيش المهدي اسفرت عن مقتل واصابة المئات من المواطنين.

وتأتي هذه التطورات بعد ايام من توقيع اتفاق بين الائتلاف الشيعي الحاكم والتيار الصدري يضم 16 بندا لانهاء الازمة في المدينة وذلك اثر جولات من المباحثات شهدتها بغداد والنجف وطهران . وتضمن الاتفاق الغاء المظاهر المسلحة وسحب العبوات الناسفة والالغام التي زرعت في شوارع مدينة الصدر وضمان حرية الحركة وفتح المنافذ المطلة على المدينة، فضلا عن السماح للحكومة بايصال الخدمات للاهالي او القيام بمشاريع عمرانية في المدينة دون تدخل اي طرف.

وقد توقفت الاشتباكات بين القوات الاميركية والعراقية من جهة ومسلحي جيش المهدي في المدينة منذ الاسبوع الماضي مع بدء تنفيذ الاتفاق وحيث عاد الهدوء الى احياء المدينة . وتتضمن خطة الخدمات التي تنفذ في المدينة رفع العبوات والألغام من الشوارع وإعادة وصيانة الأسلاك الكهربائية التي تضررت بفعل الأعمال العسكرية وصيانة شبكات الماء والمجاري وتقديم المعونات الإنسانية والمواد الصحية من قبل الفرق الصحية.

كما دخلت لجان متخصصة الى المدينة ومنها لجنتي حقوق الإنسان والتعويضات إضافة إلى ثالثة لاستقبال شكاوى المواطنين بالتنسيق بين الجيش العراقي ومكتب الشهيد الصدر في المدينة، وللتيار الصدري 30 عضوا في مجلس النواب الذي يضم 275 نائبا وكان انسحب من الائتلاف الشيعي في ايلول (سبتمبر) الماضي كما سحب وزراءه الستة من حكومة المالكي الحالية قبل ذلك في نيسان (أبريل) عام 2007 احتجاجا على رفض الحكومة جدولة إنسحاب القوات الأجنبية من العراق .