أسامة مهدي من لندن : قدم الرئيس الاميركي جورج بوش اعتذارا الى العراقيين عن تدنيس جندي اميركي للقرآن الكريم واعداً بتقديم quot;الجندي المسيءquot; الى المحاكمة . وقدم الرئيس بوش اعتذاره الى العراقيين خلال اتصال مع رئيس الوزراء نوري المالكي كما قالت قال بيان لمكتب المسؤول العراقي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; . واضاف ان مجلس الوزراء ادان بشدة quot;الاعتداء الآثم الذي ارتكبه أحد الجنود الاميركيين على حرمة القران الكريمquot;. وعد المجلس هذا العمل الآثم اعتداءً صارخاً على أهم مقدسات المسلمين ، وانتهاكا لمعتقداتهم .
واضاف ان المالكي قد ابلغ في اتصال هاتفي مع رئيس الولايات المتحدة الاميركية جورج بوش إستياء وغضب الحكومة والشعب العراقي من السلوك المشين لهذا الجندي حيث قدم الرئيس الاميركي إعتذار الولايات المتحدة للشعب العراقي واعداً بتقديم الجندي المسيء الى المحاكمة . وطالب مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت اليوم بمحاكمة الجندي المسيء وانزال اقسى العقوبات به محذراً من مغبة تكرار مثل هذه الافعال المشينة التي تسيء الى مشاعر المسلمين. ودعا المجلس القوة متعددة الجنسيات الى ضرورة توجيه وتثقيف جنودها على احترام الدين الاسلامي ومقدسات ومعتقدات وقيم الشعب العراقي .
وامس قدم جنرال اميركي اعتذارا الى نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي حول جريمة ارتكبها جندي اميركي بأستخدام القرآن الكريم هدفا للتمرين على الرماية حيث اكد المسؤول العراقي ان هذا الاعتذار غير كاف مطالبا بأعتذار مكتوب وضمانات بعدم تكرار هذه الجريمة التي اشاعت غضبا واسعا بين العراقيين .
وخلال استقبال الهاشمي له في بغداد قدم الجنرال في الجيش الاميركي أوستن اعتذارا باسم جيش بلاده quot;عن الجريمة التي ارتكبها جندي أمريكي باستخدام المصحف الكريم quot;quot;كهدف للتمرين على الرمايةquot; . كما قال بيان صحافي عن مكتب المسؤول العراقي . واضاف انه quot;في الوقت الذي قدر فيه نائب الرئيس مبادرة الجنرال أوستن فانه طالب باعتذار مكتوب وتعهد بعدم تكرار مثل هذه الاهانة مستقبلا إذ أنها تكررت فعلا على مدى السنوات الماضية مما يؤكد أن الإجراءات التي اتخذها الجيش الأميركي لم تكن رادعة بالمستوى المطلوبquot; وشدد على quot;ان الجميع يتطلع الى عقوبة مشددة بحق الجندي المعني بهذه الجريمة لتكون رادعا للآخرين حيث ان هذه الحادثة تؤكد أيضا أن البرنامج التثقيفي للجيش الأميركي قدر تعلق الأمر بمقدسات المسلمين غير كاف ويعتريه الكثير من الخلل مما يستدعي إعادة النظر فيه عاجلاquot;. واكد الهاشمي quot;إن مشاعر المرارة والغضب لا يمكن تخفيفها إلا بعقاب رادع وضمانات حقيقية بعدم تكرار ذلك مستقبلا وهذا ما ننتظره من الجيش الأميركيquot;.
وقدم الجيش الأميركي اعتذاراً رسمياً السبت الماضي عن الواقعة حيث أعرب الجنرال جيفري هاموند قائد القوات الأميركية في بغداد عن بالغ أسف الجيش بالنيابة عن الجندي الذي يقود وحدة القناصة التابعة للفوج المدرع الرابع والستين .
وقال هاموند وهو محاط بزعماء العشائر في منطقة quot;الرضوانيةquot; في المشارف الغربية للعاصمة بغداد: quot;أتيت إليكم طلباً للصفح.. وأرجو أن تغفروا لي ولجنودي .
وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها رسمياً عن تلك الواقعة التي تم الكشف عنها في الحادي عشر من الشهر الحالي والتي تُعد بمثابة اختبار للعلاقات بين الجيش الأميركي والقوى السياسية والعشائرية العراقية . .
وأكد شهود عيان من المنطقة أن الجندي الذي بقيت هويته مجهولة تدرب على الرماية على المصحف في التاسع من الشهر الحالي واكتشف المصحف الذي استخدم كهدف بعد الحادث بيومين وفق إفادة الجيش الأميركي.
وفي وقت سابق قال رئيس quot;مجلس صحوة الرضوانيةquot;، الشيخ إياد عبد الجبار إن quot;الاعتذار حال دون تعريض العلاقة بين الجيش الأميركي والمجلس المكون من مجموعات سنّية مقاتلة تقف إلى جانب القوات الأميركية في مواجهة تنظيم القاعدة للخطر. وساهم هذا التعاون مع الجيش الأميركي في استعادة الأمن في تلك المنطقة التي كانت واحدة من المعاقل القوية لعناصر تنظيم القاعدة في العراق.
وقد تمت اعادة الجندي الاميركي المسيء إلى بلاده بعد العثور على نسخة من المصحف في ميدان الرماية وبها طلقات رصاص. وقال متحدث عسكري أميركي إنه تم اتخاذ قرارات عقابية ضد الجندي وأعيد إلى الولايات المتحدة. واضاف إن الجيش الاميركي يحترم الاسلام والقرآن. واوضح انه تم إطلاع الجانب العراقي على نتائج التحقيق في الحادث .
والى جانب ابعاد الجندي من العراق لم تتضح الاجراءات العقابية الاخرى التي اتخذت ضده
وقال زعيم مجلس عشائري في المنطقة ان اعتذار قادة عسكريين أميركيين كبار ساعد في تهدئة التوترات الناجمة عن الحادث.
وقال سعيد الزوبعي مسؤول مجالس الصحوة في منطقة دور السلام والضواني الى الغرب من بغداد إن المصحف كان يستخدم هدفا للتدريب وكان به 14 ثقبا من أثر الاعيرة النارية وكذلك عبارات مسيئة بداخله. وأضاف قائلا quot;قدمنا للجانب الاميركي مذكرة استنكار للحادث وطلبنا منهم تقديم اعتذار والتحقيق مع المسؤول عن ذلك ومحاكمته علنا أمام وجهاء المنطقة ومسؤولي الصحوة .
وقد استقبل مئات المحتجين استقبلوا قادة عسكريين أميركيين توجهوا لقرية الرضوانية التي عثر فيها على المصحف للاعتذار. وعندما وصل الميجر جنرال جيفري هاموند قائد القوات الاميركية في بغداد وغيره من المسؤولين لتقديم إعتذارهم للزعماء المحليين في الرضوانية استقبلهم مئات المحتجين من أفراد العشائر . وتعهد هاموند أمامهم بأن ما حدث لن يتكرر أبدا وقدم إلى زعماء العشائر هدية هي عبارة عن نسخة جديدة من المصحف.
التعليقات