حركة نشطة لإزالة الخيم والبسمة سمة الوجوه المشتركة
وسط بيروت يستعيد نشاطه ويطوي صفحة الاعتصام
ريما زهار من بيروت: ما ان اعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري بان هدية اتفاق اللبنانيين في قطر ستكون بفتح وسط بيروت التجاري الذي تقيم فيه المعارضة خيم الاعتصام، حتى بدأت الاعمال بإزالة الخيم من وسط بيروت، هذه الخيم التي امتدت منذ كانون الاول 2006 حتى اليوم. شيء ما ارتسم على وجوه اللبنانيين هذا اليوم، ليس فرحة بل اكثر من تفاؤل، الوجوه في وسط بيروت كانت مشرقة وباسمة، جميع الوجوه، حتى الصحافيين الذين اتوا لتغطية الخبر كانت اسئلتهم وطنية وبعيدة من الانحياز، القوى الامنية انتشرت في ارجاء المكان ومجلس النواب شرّع ابوابه في وسط بيروت لانتخاب رئيس للجمهورية في الساعات المقبلة، وحتى الوصول الى الخيم كان سهلًا فيكفي القول بأننا صحافة حتى يسمح لنا بالتصوير والحديث مع الناس، هكذا فإن اعلان الاتفاق في قطر غسل نفوس اللبنانيين من كل ضغينة وتعصب.
الخيم في وسط بيروت بدأت تُفك ويقولون هناك ان العملية ستنتهي بغضون يومين، غسان درويش ( المسؤول في حزب الله) كان محاطًا بجمهور من الصحافيين ينهالون عليه بالاسئلة ولدى سؤاله هل ادى اعتصام وسط بيروت واجبه السياسي أجاب طبعًا ونحن نرى الضحكة على وجوه اللبنانيين جميعًا، وكان الاعتصام الاطول وكان له مطلب وعد به سماحة السيد حسن نصرالله وهو اننا لن نخرج من الاعتصام الا مع تحقيق المطلب، المعارضة حققت مطالبها واستطعنا التوصل الى المشاركة وان يعترفوا بنا واصبحنا مشاركين ولبنانيين لان فريقًا صغيرًا من اللبنانيين كان يعتبر هذا الاعتصام غير لبناني، ولكنه اثبت لبنانيته، ولدى سؤاله بان اصحاب الاراضي التي عليها الخيم اليوم الا تظنون انكم قمتم نوعًا ما بإلحاق الضرر عليهم، يجيب بانهم يجب ان يطالبوا بالتعويض من رئيس الحكومة، ولدى سؤال لإيلاف هل تعتبر نفسها المعارضة اليوم قد حققت انتصارًا وربحت، يجيب بالطبع ربحت وليس المعارضة فقط بل الشعب اللبناني، واثبتت المعارضة ان مطلبها حق واثبتت انها كانت تقف في المكان الصح وانها وقفت عند مطالبها حتى ولو طال الاعتصام لاكثر من سنة ونصف واستحقت اليوم ان تنتصر وتفرح، وردًا على سؤال اشار الى ان عملية ازالة الخيم بدأت وحتى الغد تكون قد ازيلت كلها، وكان عدد الخيم بحدود ال 1200 خيمة متواجدة بين خيمة رياض الصلح وبشارة الخوري، وسيسلمون المكان على ما كان عليه، ويكفي انهم اعترفوا بلبنانية الاعتصام، وان مطالبنا حقة، ولكن للاسف علينا ان نذهب الى الخارج دائمًا حتى نتفق، وكمعارضة شكرنا دولة قطر التي حققت هذا الانجاز، عن القول بان المعارضة قامت بالضرر لمؤسسات تجارية و120 مؤسسة اقفلت، يقول نتأسف لذلك ويجب على الحكومة ان تعوض على المتضررين.
وسط بيروت الذي عاد يتنفس الصعداء موعود هذا الصيف بعودة المغتربين اليه واصحابه الذين اقفلوا محالهم بدأوا العودة او التفكير باعادة فتحها، يقول احد العاملين في مطعم هناك انهم يأملون في عودة الناس الى وسط بيروت وهم لم يتوقفوا عن العمل، لكن العمل سابقًا كان خفيفًا جدًا، ويأملون في تعويض الخسائر، مع الامل في ان تعود كل المؤسسات الى فتح ابوابها.
عامل في مطعم آخر يقول انهم استمروا بفتح المطعم سابقًا في النهار، وكانت الحركة خفيفة جدًا، ويتوقعون عودة اللبنانيين الى وسط بيروت لان العالم اشتاق الى وسط بيروت خصوصًا ان هناك بشرى بعودة سياح جدد الى لبنان في الصيف، وفي خلال الاعتصام كانت المطاعم في السابق هناك تعتمد فقط على موظفي الداون تاون والمدراء، وهم لديهم موظفون تركوا لبنان الى الخارج والمطعم استطاع الصمود لان له فرعًا آخر خارج وسط بيروت.
مقاه بانتظار اعادة فتحها |
صاحب مطعم آخر قال انهم اقفلوا المطعم خلال الاعتصام ولم يعملوا وكل المصائب نزلت عليهم، ويتمنى ان يصدق الزعماء في اقوالهم، وهو لن يعيد فتح المطعم الا بعد ان يتأكد ان الاتفاق ساري المفعول، لان الزعماء عادة يتفقون في الخارج اما في الداخل فلا.
ونحن اللبنانيين معتادون على ان نواجه الازمات دائمًا، والجميع هنا يريدون اعادة فتح المحال والمطاعم لان الناس quot;انخرب بيتهاquot; لان اصحاب المحلات هنا ليسوا وزراء ولا نوابا يقبضون دائمًا اموالًا، كنا نعمل احيانًا واحيانًا اخرى لا نعمل، اما الموظفون فمعظمهم اصبحوا في دبي وقطر والبحرين والسعودية ولا يزال هناك موظفون هنا، وهو شخصيًا قدم هجرة الى كندا، وعندما يقبلون هجرته يقول ضاحكًا quot; ساذبح خروفًا واقدمه لرئيس الوزراءquot;.
البرلمان بانتظار انتخاب رئيس للجمهورية |
في وسط بيروت المعهد الاسباني سرفنتس لا يزال فاتحًا ابوابه ورغم ما مر في وسط بيروت استطاع ان يحافظ على التلاميذ الذين اصروا رغم المسافة الطويلة التي كانوا يقصدونها على اكمال الطريق حتى النهاية وتعلم لغة جديدة اصبحت من اللغات المهمة في العالم.
فراس يقول انه في دورته الاخيرة واشار الى ان زملاء له اضطروا لسوء الاحوال إلى عدم اكمال تعلم الاسبانية لكنهم حتمًا سيعودون للالتحاق بالمعهد في المستقبل.
ويتحدث عن سنة ونصف قضاها وكان الاعتصام في وسط بيروت وكان يحزن كلما رأى وسط بيروت وكأنه اصبح مهجورًا والمحال التجارية والمطاعم كانت تقفل الواحدة تلو الاخرى.
اصحاب مواقف السيارات كانوا الاكثر تضررًا خلال الاعتصام وتراهم اليوم يستقبلونك والبسمة على وجوههم ويتأكدون ان خبر العودة الى الحياة في وسط بيروت اصبح قريبًا، مشددين على ان مصير اللبنانيين كان الاتفاق في ما بينهم، لان وحدتهم هي التي تصون الوطن من كل شدة.
*تصوير ريما زهار
التعليقات