جربة (تونس): تواصل تدفق آلاف اليهود القادمين من اوروبا واسرائيل والولايات المتحدة الاربعاء على جزيرة جربة في الجنوب الشرقي التونسي وذلك بمناسبة الزيارة السنوية لاقدم معبد يهودي في افريقيا الخميس. وقال بيريز طرابلسي رئيس الطائفة اليهودية في جربة quot;يأتي الزوار بالمئات منذ الاحد وسنكون نحو 6 آلاف بحلول موعد الزيارة السنويةquot; الخميس.

ويشهد عدد الزوار اليهود للمناسبة زيادة سنوية ويتوقع ان تبلغ الزيادة خلال هذا العام 40 بالمئة بينهم 1500 قدموا من اسرائيل وهو عدد غير مسبوق، كما اضاف طرابلسي موضحا انه سيستقبل للمرة الاولى اكبر حاخامات برلين ابراهام هوس وعشرات اليهود القادمين من كندا. وتبقى فرنسا مع نحو اربعة آلاف زائر في طليعة الدول التي يأتي منها اليهود للمناسبة. ويأتي الباقون من ايطاليا وبريطانيا والمانيا بحسب نجل رئيس الطائفة اليهودية في جربة رينيه طرابلسي الذي يتولى تنظيم الزيارة السنوية انطلاقا من باريس.

والاربعاء فتح كنيس الغريبة الذي يعود الى 2500 عام كما تقول الاسطورة واعيد بناؤه في القرن الماضي، امام الزوار في جزيرة جربة السياحية التي تشهد اقبالا سياحيا كبيرا على مدار العام. وتم تزيين ساحات الجزيرة وشوارعها باعلام تونس الحمراء والبيضاء وصور الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وسط اجراءات امنية مشددة وحواجز امنية نصبت عند اهم المحاور. ونصبت بوابة الكترونية لمراقبة كل الداخلين محيط الغريبة.

وكان تم تعزيز الاجراءات الامنية الخاصة بهذه المناسبة بشكل كبير اثر الاعتداء الانتحاري الذي استهدف الغريبة في 11 نيسان/ابريل 2002 والذي تبنته القاعدة واوقع 21 قتيلا بينهم 14 سائحا المانيا. وسيزور وزير السياحة التونسي خليل العجيمي جربة للمناسبة لاستقبال الزوار وتهنئة الطائفة اليهودية التونسية.

وتعتبر الطائفة اليهودية التونسية الاكبر في العالمين العربي والاسلامي ويبلغ عدد افرادها نحو 1500 شخص يقيم نصفهم في جربة. وكان عدد اليهود في تونس نحو مئة الف شخص قبل انشاء دولة اسرائيل عام 1948 موزعين خصوصا بين جربة ومنطقة تونس العاصمة. وغادر معظمهم تونس اثر الاستقلال في 1956 في موجات ترافقت خصوصا مع الحروب العربية الاسرائيلية، وتوجهوا خصوصا الى فرنسا واسرائيل.

وتشير موسوعة ويكبيديا الى ان يهود العاصمة التونسية قدموا من اسبانيا اواخر القرن الخامس عشر في حين ان يهود جربة قدموا من المشرق بعد حرق معبدهم من قبل نبوخذ نصر قبل 2500 عام.