بيروت: في الذكرى الثامنة لانسحاب اسرائيل من جنوب لبنان، اعتبرت الاكثرية ان اتفاق الدوحة فتح الباب امام بحث قضية سلاح حزب الله تمهيدا لمعالجتها نهائيا، في حين اكدت المعارضة ان الاتفاق حظر اللجوء الى هذا السلاح في الداخل فقط وشرع استخدامه ضد اسرائيل.

ويحتفل لبنان اعتبارا من الجمعة بquot;عيد المقاومة والتحريرquot;، اي الذكرى الثامنة لانسحاب اسرائيل من جنوب لبنان في 25 ايار/مايو 2000 ويلقي الامين العام لحزب الله حسن نصرالله كلمة الاثنين في هذه المناسبة.

وقال النائب السابق فارس سعيد quot;من المؤسف ان يكون الانجاز الذي تحقق بجهود المقاومين في ايار/مايو 2000 قد ذهب سدى بعد اعوام حين وجه حزب الله سلاحه الى الداخلquot;.

واعتبر سعيد الذي ينتمي الى الغالبية المناهضة لسوريا ان quot;قيادة حزب الله فرطت بهذا الانجاز، وما نتذكره اليوم ليس انجازها في قرى الجنوب بل ما قامت به في شوارع بيروتquot;.
وانسحب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان في 25 ايار/مايو 2000 تحت وطأة العمليات العسكرية الكثيفة التي نفذها مقاتلو التنظيم الشيعي.

وشهدت العاصمة اللبنانية وعدد من المناطق مواجهات عنيفة بين مناصري المعارضة والاكثرية بين السابع والخامس عشر من ايار/مايو ردا على قرار حكومي اعتبره الامين العام للحزب بمثابة quot;اعلان حرب على المقاومةquot;.

واضاف سعيد ان quot;موضوع بقاء السلاح في يد حزب الله ذهب مع الريح، وخصوصا ان الحليف الاكبر للحزب اي سوريا يسعى اليوم من خلال الدبلوماسية عبر الولايات المتحدة وتركيا الى تحرير الجولان، من هنا على حزب الله الا يزايد على احدquot;.

وكان البطريرك الماروني نصرالله صفير لفت الخميس من واشنطن اثر لقائه الرئيس الاميركي جورج بوش الى quot;وجود قوى غير نظامية كأن في البلد عسكرين، وهذا الامر لا يبرره مبرر وليس مرغوبا فيهquot;.

واعلنت سوريا واسرائيل الاربعاء انهما باشرتا مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركية، تتصل خصوصا بانسحاب اسرائيلي من هضبة الجولان التي احتلتها الدولة العبرية العام 1967.

من جهته، ميز النائب المعارض فريد الخازن بين عنوانين: quot;استخدام سلاح حزب الله في الداخل ووجوب عدم تكرار ذلك، والاستراتيجية الدفاعية للبنان في مواجهة اسرائيلquot;.

واوضح الخازن العضو في كتلة الزعيم المسيحي ميشال عون ان quot;المواجهات التي وقعت اخيرا هي حدث ظرفي استثنائي. واتفاق الدوحة طرح موضوع السلاح انطلاقا مما حصل ووضع له اطارا حواريا، اما موضوع الاستراتيجية الدفاعية فينبغي ان يناقش في اطار اشمل وفي ظروف مؤاتية غير متوافرة الانquot;.

وتعهدت الاكثرية والمعارضة بموجب اتفاق الدوحة الذي وقع الاربعاء quot;عدم العودة الى استخدام السلاح بهدف تحقيق مكاسب سياسية، واطلاق الحوار حول تعزيز سلطات الدولة على كافة اراضيها وعلاقتها مع كافة التنظيمات على الساحة اللبنانيةquot;.

واضاف الخازن quot;السؤال هو: كيف ينزع سلاح حزب الله وفي اي ظروف؟ اعتقد ان هذه الظروف لم تنضج بعد، ولا يمكن تاليا معالجة ملف السلاح بمجرد قرار من الحكومةquot;.

لكن العميد المتقاعد وهبة قاطيشا اكد لفرانس برس ان quot;اتفاق الدوحة ينص بوضوح على بحث موضوع سلاح حزب الله، والتطور الطبيعي للامور سيوصل الى مرحلة يطرح فيها موضوع الاستراتيجية الدفاعية للبنان، اذ لا يمكن الفصل بين القضيتينquot;.

واضاف قاطيشا القريب من الغالبية quot;لا اشك ان حزب الله سيرفض هذا الامر، لكن الاتفاق واضح، كما ان امكان حصول تمايز بين الموقفين الايراني والسوري بعد اعلان بدء المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل ابيب من شأنه ان يضعف موقف الحزبquot;.

وتابع quot;موضوع السلاح لن يحل طبعا بين ليلة وضحاها، بل سيستغرق وقتا ويواكب التطورات الاقليمية، لكنه سينتهي الى حل جذري شئنا ام ابينا وخصوصا ان اتفاق الدوحة يحظى بمباركة عربية ودوليةquot;.

في المقابل، قال الخبير في الشؤون الاستراتيجية امين حطيط انه quot;بعد كل التطورات في لبنان والمنطقة، فان مقاربة موضوع سلاح حزب الله دخلت مرحلة جديدة، عنوانها ان وظيفة هذا السلاح في مواجهة اسرائيل باتت مشروعة من منظار عربي ودولي، مع ضرورة عدم استخدامه في الداخل مهما كانت الظروفquot;.

واضاف حطيط quot;في ضوء ذلك، يمكن القول ان سلاح حزب الله في مواجهة اسرائيل اصبح في منأى من اي نقاش. واعتقد ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان في جو تام لجهة الاقرار بحاجة لبنان الى سلاح المقاومةquot;.

في السياق نفسه، اكد المرجع الشيعي العلامة محمد حسين فضل الله الجمعة في ذكرى الانسحاب الاسرائيلي quot;اهمية حفظ المقاومة وحمايتها في اي حركة سياسية او حوارية لان هذه المقاومة اثبتت انها عنصر القوة الحقيقي للبنانquot;.

وينتخب مجلس النواب الاحد سليمان رئيسا للجمهورية تنفيذا لاتفاق الدوحة، وذلك بعد ستة اشهر من شغور سدة الرئاسة الاولى مع انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت.

وفي quot;عيد المقاومة والتحريرquot;، يقيم حزب الله الجمعة مهرجانا شعبيا وسياسيا في بلدة النطبية الجنوبية، على ان يتحدث الامين العام للحزب في احتفال مركزي عصر الاثنين المقبل في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وهذا الظهور هو الاول لنصرالله بعد توقيع اتفاق الدوحة الذي نص ايضا على تأليف حكومة وحدة وطنية وتبني قانون جديد للانتخاب.