لندن:خلص تحقيق بريطاني الجمعة حول مقتل 14 عسكرياً بتحطم طائرة عسكرية في أفغانستان قبيل عامين أن طائرات التجسس التابعة لسلاح الجوي الملكي من طراز quot;نمرودquot; غير صالحة للطيران ويجب وقفها عن الخدمة.

وجاء استنتاج المحقق أندرو وولكر في سياق التحقيق حول حادث تحطم طائرة quot;نمرودquot; ومقتل ركابها الـ14 في الثاني من سبتمبر/أيلول عام 2006، في ما تعدّ أسوء خسارة بشرية يُمني بها الجيش البريطاني في حادثة منفردة، منذ حرب quot;فولكلاندزquot; عام 1982.وكانت الطائرة quot;نمرود MR2quot; في مهمة تجسسية لجمع معلومات عند انفجارها أثناء تزودها بالوقود في الجو بالقرب من قندهار، كما نقلت الأسوشيتد برس.

وأسفر الحادث عن مقتل 12 من طاقم الطائرة، إلى جانب فرد من عناصر مشاة البحرية الملكية quot;مارينزquot; وجندي واحد. والطائرة هي واحدة من أسطول يتكوّن من 15 طائرة من طراز quot;نمرود MR2quot; متهالكة، كان يجب وقفها عن الطيران منذ أكثر من عقد مضى، بعد خدمة تخللتها سلسلة من حوادث التسرب والأعطال الميكانيكية.

وقال وولكر إن الطاقم والركاب لم يكونوا على دراية بعدم صلاحية الطائرة للطيران، مضيفاً: quot;الطائرة لم تكن صالحة للطيران مطلقاً منذ إنزالها إلى الخدمة عام 1969.quot;

ورجح تحقيق رسمي العام الماضي أن تسرب للوقود قرب أنبوب ساخن ربما تسبب في تدمير الطائرة.

ورغم محاولات الطاقم الهبوط الاضطراري، إلا أن الطائرة تحولت إلى كرة من اللهب على علو 3 آلاف قدم.

وشدّد المحقق البريطاني على أن وجود خزان الوقود في مقصورة أنبوب الهواء الساخن quot;خلل أساسي في التصميمquot;، وطالب بوقف الأسطول عن الخدمة.

ومن جانبه شدد وزير القوات المسلحة بوب أينسوورث، على آمان quot;نمرودquot;، مضيفاً quot;أود طمأنة كافة المعنيين بتلقي ضمانات أن نمرود صالحة للطيران.quot;

وتعرضت quot;نمرودquot; إلى حملة انتقادات واسعة منها هرم الأسطول، إلا أن التأخيرات المتتالية في تسليم البديل - quot;نمرود MR4Aquot; - يعني استمرار الطائرة في الخدمة حتى عام 2011.

ويعزو الناقدون التأخير إلى سياسة التقشف الحكومية.

ويزعم مسؤولو الدفاع البريطانيون أن quot;نمرودquot; القادرة على التحليق لتسع ساعات دون حاجة لإعادة التزود بالوقود، أساسية للعمليات في أفغانستان والعراق، حيث ينحصر دورها في جمع المعلومات الاستخباراتية، وعمليات الاستكشاف ودعم اتصالات القوات البرية.

ويشار أن المحقق المعروف، الذي أصبح بمثابة شوكة للسلطات الأمريكية والبريطانية، كان قد انتقد العام الماضي الجيش الأمريكي لرفضه التعاون مع التحقيق الذي أجراه حول مقتل جندي بريطاني بـquot;نيران معاديةquot; في العراق عام 2006.

كما اعتبر أن القوات الأميركية في العراق، قتلت بصورة غير مشروعة الصحفي التلفزيوني البريطاني تيري لويد، بطلقة في الرأس فيما كان يستلقي داخل سيارة إسعاف مؤقتة في الأيام الأولى من بدء الحرب.