اعتدال سلامه من برلين: على الرغم من ان العلاقات الالمانية الاميركية على افضل وجه ، الا ان ذلك لم يمنع دوائر المخابرات السرية الاميركية من تسخير افضل تقينات من اجل التجسس على الصديق المخلص المانيا. اذ كشفت مصادر إعلامية ألمانية ان الولايات المتحدة وسعت منذ سنوات طويلة نشاطها التجسسي في ألمانيا. وعندما سأل صحافي ألماني في واشنطن احد ممثلي دائرة المخابرات السرية سي أي إي عن صحة هذه المعلومات اكتفى بالقول quot; انه امر غير مستعبدquot; دون أي تعليق.

ويقول خبراء شؤون التجسس ان الاميركيين يركزون جهودهم حاليا على امرين، التجسس على التطور الصناعي في بلدان متقدمة خاصة على صعيدي الصناعة الفضائية والحربية والامر الثاني كشف مخابئ المجموعات الارهابية، لذا فان لديها استعداد لخرق اي جدران من اجل الوصول الى هدفها.

والمعلومات التي عرفت حتى الآن أن quot; أذن الأخ الأكبرquot; اي المخابرات السرية الاميركية ( سي اي اي) كانت تتنصت قبل الوحدة الالمانية على سياسيين ورجال أعمال وعلماء ألمان ، وقد يكون ذلك من الأمور التي تحدث بعلم القليل من الشخصيات الألمانية الرفيعة المستوى. فهذا الجهاز الذي أسسه الأميركي جورج أورويل يقوم حسب قول أحد رجال المخابرات السرية الألمانية يوميا بعمليات تنصت في كل أنحاء العالم، خاصة ما يتعلق بالحصول على معلومات حول التطور الصناعي والتقني، فالقطاعان هما مفتاح السلطة في القرن الحالي، مما لا يمنع التجسس حتى على أعز الأصدقاء.

وعند الحديث عن التنصت والتجسس يتوجه النظر إلى نظام التجسس العملاق المسمىquot; اشيلونquot; الذي لا يتحدث عنه احد وهو مجهز بأحدث أنظمة التنصت في العالم ووليد تعاون علمي مشترك بين الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.

وتدير نظام quot;أشيلونquot; التجسسي وكالة المخابرات القوميةNSA التي تضم حوالي مائة ألف موظف وتقني، ويقال بأنه يضاهي في دقة معلوماته أي أجهزة مخابرات أميركية أخرى لما تتوفر فيه من تقنية عالية. فهو شبكة تستطيع فحص حركة الاتصالات وتبادل البيانات في كل أنحاء العالم انطلاقا من الاتصالات الهاتفية ورسائل الفاكس ورسائل البريد الإلكتروني وشبكة الإنترنت إلى المعلومات التي تنقل عن طريق محطات الأقمار الاصطناعية والاتصالات السلكية والكوابل في أعماق البحار.

ويقول مطلعون من داخل وكالة المخابرات القومية أن هذا النظام التجسسي لا يستطيع فقط البحث عن مفاتيح الشيفرة المشكوك بها وتسير عبر قنوات الاتصال، بل أيضا النظر في داخل المراسلات الإلكترونية بناء على تصنيف الدائرة لخطورة المواضيع، أي دخولها إلى أي مكان كان بدون عراقيل، ولم تعد الجدران السميكة للمباني أو الغرف أو الخزائن المصفحة تشكل أي عائق، وليس هناك نظام آخر يحمي من سلطة quot;أشلونquot; .

ومن المعروف ان قرية باد إيبلينغ بجنوب ألمانيا احتضنت لسنوات طويلة مركزا لوكالة المخابرات القومية ويغذي نظام quot; أشلونquot; بالمعلومات من محيط أوروبا والبحر الأبيض المتوسط ، ولم يسمح ولو مرة لرجال المخابرات السرية الألمانية بالدخول إليه أو الاطلاع عليه عن كثب، ويشبه إلى حد كبير مراكز التجسس في أفلام جيمس بوند. فأقسامه مبينة على شكل كرات ضخمة بيضاء اللون مثل كرات الغولف محمية من التقلبات الجوية والفضوليين. الا ان الجزء الاكبر من هذا المركز نقل قبل عامين إلى مريلاند حيث مركز وكالة المخابرات القومية، وترك في المانيا جزء منه يلعب دورا مهما في رصد تحركات المجموعات الارهابية في المانيا واوروبا.