عامر الحنتولي من الكويت: لا يزال الوزير الملكي ورجل مهمات العاهل الأردني الخاصة الدكتور باسم عوض الله رئيس الديوان الملكي يتعرض لهجوم شرس وإلقاء أكياس الرمل في طريقه انتقاما كما بدا من ثقة الملك الأردني غير المسبوقة بأحد ساسة الأردن من قبل، حيث اندلع أمس نقاشا عاصفا في الساحة السياسية الأردنية عرف بإسم quot;معركة صور الإستقلالquot; ويعنى بها التركيز الإعلامي على عوض الله خلال حفل الإستقبال الملكي للنخب الأردنية بمناسبة ذكرى الإستقلال يوم السبت الماضي حيث ظهر عوض الله نجما سياسيا خطف كل الأضواء وهو يتحرك بكل ثقة وأريحية ويصافح خصومه ويقبلهم الذين كانوا يهمسون بأذنه عبارات الثناء والندم على مخاصمته في مراحل سابقة قبل ان يعتلي الملك الأردني منصة الحفل ليرشق فريقه الإقتصادي بقيادة عوض الله بعبارات الثناء والإشادة بل وأكثر من ذلك دعا المشككين بالإقلاع عن مزايداتهم الفارغة.

وفي أقوى إشارة على وجود حرب خفية ضد عوض الله وجهت النائبة الأردنية ناريمان الروسان الليلة سؤالا برلمانيا الى الحكومة تستفسر فيه عن سر تركيز التلفزيون الأردني على مصافحتها لعوض الله وإبعاد الكاميرا لخظة مصافحتها للعاهل الأردني وعقيلته الملكة رانيا خلال الحفل ذاته. وكانت الروسان قد وصفت عوض الله خلال اجتماع حكومي برلماني مطلع الشهر الحالي بأنه ينفذ مخططات مشبوهة مثل الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين لكنها عادت وناقضت نفسها برنامج تلفزيوني لتصف الوزير عوض الله بأنه صديقها وبأنها لم تقصد التأويل الحرفي لما نقل عنها خلال ذاك الإجتماع.

ويكثر القول في الشارع الأردني اليوم بأن الحكومة الأردنية قد وجهت الى اجراء تحقيق داخلي في التلفزيون الرسمي الأردني للبحث في أسباب التركيز الإعلامي على عوض الله خلافا لحجب الصورة المثالية عن رئيس الوزراء نادر الذهبي وهو أمر سخر منه قياديا في التلفزيون الرسمي المملوك للدولة بالتذكير بأن القصر الملكي هو صاحب المناسبة والدعوات وأن الحكومة مدعوة إليه وأن المسؤول الأول في إدارات القصر الملكي هو رئيس الديوان الملكي باسم عوض الله وكان من الطبيعي ان يتم التركيز على ممثل الملك في استقبال المدعوين وليس أي شخص سواه حتى لو كان رئيس الحكومة.

وذكر القيادي الإعلامي الأردني quot;إيلافquot; بأن العام الماضي وخلال المناسبة ذاتها كان رئيس الديوان الملكي السابق سالم الترك هو نجم احتفال الإستقلال وكانت طريقة التصرير هي نفسها بحضور رئيس الوزراء السابق معروف البخيت على اعتبار ان القصر هو راعي الإحتفال إلا ان القيادي الأردني كشف لإيلاف بأن الفرق في حالة الترك والبخيت العام الماضي عن وضعية عوض الله والذهبي العام الحالي هو عدم وجود رغبة لدى قوى شد عكسي داخلية تريد تحجيم عوض الله الذي لا يتدخل لا في السياسة الإعلامية ولا ما في ما يبثه التلفزيون الأردني الذي ظل ndash; كا يقول القيادي الأردني- عرضة للإنتقاد من سائر رجالات الدولة ومن أنه كذلك لا يحظى بأي نسبة مشاهدة فكيف أصبح اليوم تلفزيون الأردن بهذه القوة والمكانة عندهم حينما خدم مكان الكاميرا بالصدفة الوزير الملكي باسم عوض الله.

يشار الى ان الوزير السابق والمسؤول الأول في القصر الملكي الحالي عوض الله قد ظل عرضة للإستهداف غير المهني من جانب صحافية لبنانية تعيش في الأردن منذ عقود وتحمل جنسيته وتعمل مديرة لمكتب وكالة الأنباء الفرنسية ( أ . ف . ب ) هي الزميلة رندا حبيب التي تركز بطريقة التورية على التحذير من خطورة باسم عوض الله وتسلقه المواقع القيادية بشكل محير ورغم ان مقالات حبيب - وهي بارعة في عملها وحققت الكثير من الخبطات المهنية التي تقوم على تسريب مصادر القرار لا على وصولها الى المعلومة بشكل مهني- قد حظيت بادئ الأمر بنسب متابعة مرتفعة حين تعاقدت معها جريدة quot;الغدquot; لتكتب مقال كل يوم خميس إلا أن إدارة الصحيفة قد طلبت منها طوعا استبدال مقال لها لأنه يخالف سياسات الصحيفة ولأنه مكرر المضمون فما كان منها إلا ان تركت الكتابة في الصحيفة وسط تساؤلات للقارئ الأردني الذكي عن سر حملة الصحافية حبيب ضد عوض الله لاسيما وأنها تعمل مع وكالة أنباء عالمية بوسعها ان تكتب سلسلة تقارير مهنية ضد فساد وتجاوز عوض الله -إن وجد- وفي هذه الحالة فإن كبريات الصحف العربية والدولية ستأخذ تلك التقارير وتبرزها إلا ان اعلاميا أردنيا مخضرما أبلغ quot;إيلافquot; بأن حبيب لها مشكلة شخصية مع الوزير عوض الله وهو اغلاقه باب مكتب الملك أمام حبيب ليساويها بذلك مع مختلف الإعلاميين الذين شكوا لعوض الله في مناسبات عدة بأن مسؤولي اعلام القصر في مراحل سابقة كانوا يسربون لحبيب كل المعلومات والخاصة وكانت تنفرد بها خلافا للمأمول أردنيا من تفوق صحافيين أردنيين ضمن المؤسسات الأردنية.

ويؤكد الإعلامي الأردني المخضرم بأن الصحافية اللبنانية أصولا رندا حبيب لا تستطيع التحايل على المعايير المهنية الصارمة في وكالة الأنباء الفرنسية لإستهداف عوض الله وهو ما جعلها تفرغ ذلك في صحف أردنية.

وتساءل نفس الإعلامي عن السر وراء إقحام حبيب في مقالها الأخير الأصول غير الأردنية لعوض الله وبأنها عند هذا الحد قد خرقت الوحدة الوطنية الأردنية لاسيما وأن حبيب نفسها ليست أردنية بالمعايير التي تتحدث بها عن عوض الله وإذا كانت تطالب برحيل عوض الله وطرده عن الأردن استنادا الى تلك المعايير فإنها أولى بقرار الطرد على اعتبار انها جاءت الى الأردن وتسلقت من خلال خبطات صحفية غير نزيهة قرب مراكز القرار قبل عوض الله الذي يلقى ثقة العاهل الأردني على نحو متنام يثير حسد خصوم الوزير الملكي.

وفي سياق أردني متصل، دعا العاهل الأردني الليلة مجلس الأمة بشقيه الأعيان والنواب الى دورة برلمانية استثنائية تبدأ يوم الأحد المقبل في الأول من يونيو و تفض في الأول من سبتمبر المقبل. إلا أن الدورة الإستثنائية تختلف عن الدورات العادية للبرلمان في كونها تناقش قوانين وموضوعات جاء على ذكرها العاهل الأردني في إرادة دستورية نفسها التي تتضمن الدعوة للإنعقاد ولايحق للنواب الأردنيين خلال الدورات الإستثنائية إثارة نقاش حول أي قضايا أو موضوعات أخرى. تجدر الإشارة الى ان الدورة الإستثنائية التي قررها ملك الأردن أمس هي الأولى للبرلمان الأردني الحالي الذي أنتخب في العشرين من نوفمبر الماضي.