دمشق: قالت وكالة الانباء السورية ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اتصل هاتفيا يوم الخميس بالرئيس السوري بشار الأسد وأشاد بجهود دمشق لإنهاء أزمة لبنان التي استمرت 18 شهرا.
والاتصال علامة على دفء في العلاقات بين سوريا وفرنسا التي انتقدت دمشق العام الماضي بسبب ما قالت انه عدم مساعدتها في حسم الصراع في لبنان. وفي ديسمبر كانون الاول أمر ساركوزي بوقف الاتصالات الدبلوماسية مع سوريا.
وأنهى اتفاق تم التوصل اليه بوساطة قطرية في الدوحة مواجهة بين الاتئلاف الحاكم في لبنان وتحالف المعارضة بقيادة حزب الله المدعوم من سوريا وايران.
وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) ان ساركوزي الذي فشلت جهود وزير خارجيته العام الماضي في حل الصراع quot;أشاد بالجهود الحثيثة التي بذلها الرئيس الأسد من أجل إنجاح اتفاق الدوحة وضمان انتخاب اللبنانيين لرئيسهم التوافقي.quot;
ولم يصدر على الفور تعقيب من باريس على الاتصال الهاتفي. ونقلت الوكالة عن ساركوزي رغبته في quot;اعطاء زخم اكبر للعلاقات بين فرنسا وسوريا وخصوصا في المجالين السياسي والاقتصادي وكذلك زيادة التنسيق بين البلدين في المواضيع ذات الاهتمام المشترك.quot;
وقالت سانا ان ساركوزي عبر عن quot;تأييد بلاده لاستعادة سوريا لجميع حقوقها واستعدادها لتقديم كل ما من شأنه دفع عملية السلام في المنطقة.quot; وايدت فرنسا الائتلاف الحاكم خلال الازمة هي والولايات المتحدة ودول عربية منها السعودية. وكان الصراع في لبنان تحول الى اعمال عنف هذا الشهر سقط فيها 81 قتيلا.
ووقعت الاطراف اللبنانية الاتفاق الاسبوع الماضي في الدوحة لانهاء 18 شهرا من الصراع السياسي الذي هدد بدفع البلاد الي حرب أهلية جديدة. وفي إطار الاتفاق حصلت على المعارضة على مطلبها بحق نقض (الفيتو) قرارات حكومة جديدة ومهد اتفاق الدوحة الطريق نحو انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان يوم الاحد الماضي رئيسا للبلاد. ولبنان بلا رئيس منذ نوفمبر تشرين الثاني. وكانت سوريا القوة المهيمنة على الساحة اللبنانية حتى عام 2005 عندما أثار اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ضغوطا دولية واحتجاجات شعبية مما أرغم دمشق على سحب قواتها من لبنان.
وزير الدفاع السوري يرحب باتفاق الاطراف اللبنانية

الى ذلك رحب وزير الدفاع السوري العماد حسن توركماني اليوم بالتوافق بين الاطراف اللبنانية مؤكدا ان استقرار لبنان ينعكس ايجابا على استقرار المنطقة. وجاء ترحيب وزير الدفاع السوري خلال الاحتفال بتخريج دورتي ضباط القيادة والاركان العليا والدفاع الوطني من سوريا والدول العربية والاسلامية.
وقال العماد توركماني ان توافق اللبنانيين في الدوحة يؤكد صحة ما كانت تقوله وتطالب به سوريا من ان الازمة منذ البداية كانت ازمة لبنانية لا يحلها الا اللبنانيون انفسهم وان اي دور في هذه الازمة يجب ان يكون عربيا اولا وتوفيقيا ثانيا لمساعدة اللبنانيين على الخروج من هذا المأزق الذي كانوا فيه. واضاف quot;ان هذا ما فعلته قطر بالتنسيق مع القيادة في سوريا حيث استطاعت ان تتوصل الى اتفاق بين اللبنانيين اسقط رهانات اصحاب المشروع الامريكي الاسرائيلي الذي بات يعاني من ازمة عميقة تنبىء باقتراب فشله الكامل في المنطقةquot;.
وأشار الى ان quot;هذا يأتي متزامنا مع ذكرى مناسبتين مهمتين في تاريخ الامة العربية أولاهما مناسبة الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين والثانية الذكرى الثامنة لانتصار المقاومة اللبنانية واندحار الاحتلال الاسرائيلي عن معظم الجنوب اللبناني على الرغم من امتلاكه آلة حربية متطورة وترسانة سلاح كبيرة وعلى الرغم من المساعدات المالية المتدفقة من الغرب من دون انقطاعquot;.
وجدد رغبة سوريا بالسلام عندما قررت متابعة مفاوضات غير مباشرة وعلنية برعاية تركيا وفقا لمرجعية مؤتمر مدريد للسلام. واشار الى ان الحكومة الاسرائيلية بدأت تتلاعب بالالفاظ فمرة يقول اولمرت انه لا بد من التنازلات الصعبة والمؤلمة ثم يعلن ان المحادثات ستسير وفق مرجعية مدريد فيما تتحدث وزيرة خارجيته عن شروط تعجيزية مسبقة والواقع انه لا توجد شروط. واكد ان الانسحاب من الاراضي المحتلة لا يعد تنازلا مؤلما بل هو تحقيق للشرعية الدولية وتطبيق للقانون الدولي فطريق السلام واضح وهو الانسحاب من الاراضي المحتلة الى حدود الرابع من يونيو عام 1967.