أسامة مهدي من لندن: اتهمت هيئة علماء المسلمين العراقية القوات الاميركية بشن حملة منهجية مبرمجة لنشر المسيحية في العراق واشارت الى ان مسيحيي العراق يرفضون هذه الممارسات ويعتبرونها هدفا للفتنة والشقاق بين العراقيين .
واشارت الهيئة السنية المعارضة للعملية السياسية وللوجود الاميركي في العراق في بيان اليوم الى انه تبرز بين آونة وأخرى quot;مواقف من قوات الاحتلال الأميركي تؤكد بما لا يقبل الشك أن ثمة سياسة ممنهجة للإدارة الأميركية في نشر الفكر المسيحي المتصهين وأن ثمة نزعة دينية صليبية تعشعش في أذهان عدد كبير من منتسبي هذه القوات ضباطاً وجنوداً ومراتب تدفعهم إلى استغلال قوتهم العسكرية لخدمة هذه النزعةquot;. واضافت انه quot; ففي الوقت الذي ما زال عالقاً في الذهن قيام بعضهم برسم صلبان على أغلفة المصحف الشريف وقيام آخرين بقصف المساجد وسط صيحات فرح وابتهاج بعض الجنود ومداهمة عدد كبير من المساجد بهمجية متميزة تنم عن حقد أصيل، فضلاً عن إنشاء عدد من الكنائس الإنجيلية ذات الطابع الصهيوني في أرض العراق ولا سيما العاصمة بغداد تظهر لهذه القوات فعاليات أخرى تمارس فيها التبشير هذه المرة بشكل علني فيه من الوقاحة ما فيهquot;.
واشارت الى ان القوات الاميركية دعت مؤخرا سكان بلدة المدائن جنوب شرق بغداد إلى اجتماع طارئ في معهد مركز التدريب التقني (مركز دار القرآن سابقاً) لتقديم المساعدات الإغاثية فحضر عدد من الأهالي وأبناؤهم الطلبة .. وحين حضرت القوات الأميركية كان برفقتها شخصيات مدنية تبين فيما بعد أنها ذات مهام تبشيرية حيث تحدثت إلى الحاضرين بأحاديث عن التعايش السلمي والتسامح الديني ثم قامت بعد ذلك بتوزيع مساعدات ولعب الأطفال وفوجئ الناس بنسخ من كتاب quot;هل الله حقاً أبيquot; وهو كتاب تبشري قدمت لهم مع الهدايا والمساعداتquot;.
ودانت الهيئة بشدة quot;هذه الممارسات التي تضيف إلى وجوه الاحتلال القبيحة وجهاً آخر وتؤكد أن هذه القوات فقدت توازنها ولم يبق في جعبتها إلا ما يضر الدين والأخلاق والقيم والمبادئ الطبيعية في العلاقات الإنسانية العامة بعد أن أضرت بالبنى التحتية للبلاد وبالثروات وبحياة الإنسانquot;. وقالت quot;إن على المتحمسين من أرباب العملية السياسية الحالية لعقد اتفاقية طويلة الأمد مع هذه القوات أن يدركوا أبعاد ذلك وأن يعلموا أي منقلب سينقلبونquot;. واكدت quot;أن أبناء الوطن من أرباب الديانة المسيحية غير راضين عن هذه الممارسات الأميركية وقد أعربوا عن استيائهم منها لمرات عديدة، وتقديرهم أن الاحتلال يتعمد ذلك ليؤسس للفرقة والشقاق بين أبناء الوطن الواحدquot;.
ويأتي هذا البيان بعد ايام من تقديم الرئيس الاميركي جورج بوش اعتذارا الى العراقيين عن تدنيس جندي اميركي للقرآن الكريم واعداً بتقديم quot;الجندي المسيءquot; الى المحاكمة .
وقدم الرئيس بوش اعتذاره الى العراقيين خلال اتصال مع رئيس الوزراء نوري المالكي حيث دان مجلس الوزراء العراقي بشدة quot;الاعتداء الآثم الذي ارتكبه أحد الجنود الاميركيين على حرمة القران الكريمquot;. وعد المجلس هذا العمل الآثم اعتداءً صارخاً على أهم مقدسات المسلمين وانتهاكا لمعتقداتهم . واضاف بيان رسمي عراقي ان المالكي قد ابلغ في اتصال هاتفي مع رئيس الولايات المتحدة الاميركية جورج بوش إستياء وغضب الحكومة والشعب العراقي من السلوك المشين لهذا الجندي حيث قدم الرئيس الاميركي إعتذار الولايات المتحدة للشعب العراقي واعداً بتقديم الجندي المسيء الى المحاكمة . وطالب مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت اليوم بمحاكمة الجندي المسيء وانزال اقسى العقوبات به محذراً من مغبة تكرار مثل هذه الافعال المشينة التي تسيء الى مشاعر المسلمين. ودعا المجلس القوة متعددة الجنسيات الى ضرورة توجيه وتثقيف جنودها على احترام الدين الاسلامي ومقدسات ومعتقدات وقيم الشعب العراقي .
كما قدم الجيش الأميركي اعتذاراً رسمياً عن الواقعة حيث أعرب الجنرال جيفري هاموند قائد القوات الأميركية في بغداد عن بالغ أسف الجيش بالنيابة عن الجندي الذي يقود وحدة القناصة التابعة للفوج المدرع الرابع والستين . وقال هاموند وهو محاط بزعماء العشائر في منطقة quot;الرضوانيةquot; في المشارف الغربية للعاصمة بغداد: quot;أتيت إليكم طلباً للصفح.. وأرجو أن تغفروا لي ولجنودي .
وأكد شهود عيان من المنطقة أن الجندي الذي بقيت هويته مجهولة تدرب على الرماية على المصحف في التاسع من الشهر الحالي واكتشف المصحف الذي استخدم كهدف بعد الحادث بيومين وفق إفادة الجيش الأميركي.
وفي وقت سابق قال رئيس quot;مجلس صحوة الرضوانيةquot; الشيخ إياد عبد الجبار إن quot;الاعتذار حال دون تعريض العلاقة بين الجيش الأميركي والمجلس المكون من مجموعات سنّية مقاتلة تقف إلى جانب القوات الأميركية في مواجهة تنظيم القاعدة للخطر. وساهم هذا التعاون مع الجيش الأميركي في استعادة الأمن في تلك المنطقة التي كانت واحدة من المعاقل القوية لعناصر تنظيم القاعدة في العراق.
وقد تمت اعادة الجندي الاميركي المسيء إلى بلاده بعد العثور على نسخة من المصحف في ميدان الرماية وبها طلقات رصاص. وقال متحدث عسكري أميركي إنه تم اتخاذ قرارات عقابية ضد الجندي وأعيد إلى الولايات المتحدة. واضاف إن الجيش الاميركي يحترم الاسلام والقرآن. واوضح انه تم إطلاع الجانب العراقي على نتائج التحقيق في الحادث .
والى جانب ابعاد الجندي من العراق لم تتضح الاجراءات العقابية الاخرى التي اتخذت ضده وقال زعيم مجلس عشائري في المنطقة ان اعتذار قادة عسكريين أميركيين كبار ساعد في تهدئة التوترات الناجمة عن الحادث.
التعليقات