فيينا: أعلنت سوريا ترحيبها بإعتزام الوكالة إيفاد مفتشين إلى أراضيها في ال 22 من الشهر الجاري للتحقق من صحة المزاعم الخاصة بمنشاة عسكرية سورية كانت اسرائيل قد قصفتها في سبتمبر الماضي بحجة انها مفاعل نووي قيد الانشاء. وقال مصدر دبلوماسي عربي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) يشارك في اعمال اجتماعي مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان سوريا ليست قلقة بالمرة من زيارة فريق المفتشين الى اراضيها لمدة يومين.

واشار المصدر الى ان موافقة دمشق تندرج في اطار تعاونها البناء مع الوكالة منذ سنوات طويلة من اجل تفنيد المزاعم الاميركية وتقديم تطمينات للمجتمع الدولي بأنها ملتزمة باحكام معاهدة عدم الانتشار النووي وليس لديها ما تخفيه عن الوكالة. واعرب المصدر عن اعتقاده القوي بان زيارة هذا الوفد ستؤكد للعالم مجددا ان سوريا ليس لديها أي منشآت نووية محظورة وان الموقع الذي قصف لم يكن موقعا نوويا قيد الانشاء كما زعمت التقارير الغربية بل عبارة عن منشأة عسكرية.

وفي هذا الخصوص طالب المصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بممارسة مهامها لاخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وعدم صرف النظر عن الترسانة النووية الاسرائيلية التي لا تخضع للرقابة الدولية مما يجعلها تشكل اكبر خطر على منطقة الشرق الاوسط برمته. وذكر بان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تنفرد بحيازة اسلحة نووية دون رقابة دولية محذرا من خطورة ذلك باعتباره يقوض الامن والسلم في المنطقة ويضع شكوكا في تطبيق معاهدة عدم الانتشار وعدم شمولها كافة الدول.

وردا على سؤال حول توقيت اثارة هذا الموضوع قال المصدر ان سوريا تتعرض منذ فترة طويلة لضغوطات اقليمية ودولية بسبب جملة من المواقف السياسية الثابتة لها بينها تاكيدها على دعمها لحق ايران في الحصول على تقنية نووية سليمة وفق معايير معاهدة منع الانتشار النووي. وقال المصدر quot; نحن نشعر بالقلق البالغ جراء محاولات التضييق على الدول الاعضاء في الوكالة وبخاصة النامية من اجل الحصول على الذرة للاستخدامات السلمية بحجة التحقق ومنع تدابير منع الانتشار النووي مشيرا الى ان ميثاق الوكالة ينص على حق كافة الدول النامية الحصول على تكنولوجيا نووية سلمية.

وذكر أن بلاده تدعو وباستمرار المجتمع الدولي الى نبذ التعامل بازدواجية المعايير في هذه المسائل وأن تفتح ملف التسلح النووي. وانتهى المصدر الدبلوماسي العربي الرفيع الى القول ان الدول العربية ما انفكت تدعو وفي كل مناسبة المجتمع الدولي الى نبذ التعامل بازدواجية في هذه المسائل وان تفتح ملف التسلح النووي دون أي انتقائية.

من جهة ثانية عزا مندوب الولايات المتحدة غريغوري شولتي في تصريح للصحفيين تاخر بلاده والدول العربية بمطالبة الوكالة ايفاد مفتشين الى سوريا للتحقق من الموقع الذي دمرته اسرائيل خلال غارة لها في سبتمبر الماضي الى ان واشنطن تركت الامر في البداية للوكالة من اجل التحرك الا انها لم تقم بما كان يتعين عليها القيام به في الوقت المناسب الامر الذي دعاها الى مطالبة الوكالة رسميا بايفاد مفتشين الى المواقع السورية المشتبه بها.

وكانت تقارير اعلامية نسبت الى مسؤولين غربيين مطلعين على المحادثات قد ذكرت بان سوريا ستسمح فقط للفريق الدولي بزيارة الموقع الذي تم تدميره عند نهر الفرات الا انها ترفض طلب الوكالة بتفتيش ثلاثة مرافق اخرى على الاقل تزعم الاستخبارات الاميركية انها قد تكون لها علاقة بمفاعل نووي و ببرنامج سري للاسلحة النووية.