عواصم: اهتمت صحيفة الاندبندنت الصادرة الاحد باحتجاز اسرائيل لنحو 75 مليون دولار من ايرادات الضريبة العائدة للسلطة الفلسطينية بسبب الحملة الدبلوماسية التي يقودها رئيس الوزراء الفلسطيني لوقف نشاطات التوسع في المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية.

وتقول الصحيفة ان احتجاز هذه الاموال يعتبر مؤشرا جديدا على التدهور الذي يعتري العلاقات بين الاسرائيليين والفلسطينيين الناجم عن عدم تحقيق تقدم في مباحثات السلام بينهما.

وتتهم اسرائيل، حسب الصحيفة، فياض، الذي يحظى باحترام واسع بين الحكومات الغربية، بالعمل على الاساءة لعلاقات اسرائيل مع اوروبا.

وتقول ان فياض وجه رسائل الى رؤساء حكومات الدول الاوروبية يدعوهم فيها الى تعليق خطط رفع مستوى علاقات الاتحاد الاوروبي مع اسرائيل حتى توقف الاخيرة quot;التلاعب بالتزاماتها الدوليةquot;، ومنها اقامة المستوطنات او توسيع القائم منها في القدس الغربية والضفة.

ومن المنتظر ان يناقش وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي هذه المسألة في اجتماعهم في لوكسمبورج في السادس عشر من الشهر الحالي، على خلفية انقسام سابق بينهم حول تعميق صلات الاتحاد الفنية والسياسية مع اسرائيل.

وتشير الصحيفة الى ان دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحوار مع حركة حماس ينظر اليها المسؤولون الغربيون على انها مؤشر مهم على الرغم من الاصرار الظاهر على مواقف الطرفين المتخاصمين داخل المعسكر الفلسطيني.
وتقول الصحيفة ان احدى التفسيرات تقول بان عباس بات مقتنعا من ان عدم التصالح مع حماس للحفاظ على ثمار مفاوضاته مع اسرائيل لم يعد سوى تهديد اسرائيلي فارغ، بعد ان تبين عدم وجود تقدم ملموس في محادثاته مع الاسرائيليين.

كما توسع الصحيفة دائرة اهتماماتها بالشأن الفلسطيني وتقول ان وزيرة الخارجية الامیركية كوندوليزا رايس ستعود الى الشرق الاوسط هذا الاسبوع في جولة جديدة من المحادثات المكوكية في محاولة لدفع مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المتعثرة.

لكن رايس لا تستطيع، حسب الصحيفة، تجاهل الملاحظات النقدية القوية التي ادلى بها الناطق السابق باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك، كما ان هذا الاسبوع يوافق الذكرى الاولى لسيطرة حماس على قطاع غزة، وهو ما قد يعني ان القطاع ربما اصبح عند حافة منعطف جديد.

كما يشهد هذا الاسبوع محاولات من الوزراء الاسرائيليين للبحث في الالتزام بهدنة مع حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة، والتنازل عن الشرط الفلسطيني بوقف عمليات الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية، وهو اتفاق تم عبر وساطة مصرية، لكن السيناريو الآخر يتمثل في قيام اسرائيل مجددا باحتلال كامل لقطاع غزة.

وتقول الصحيفة ان معظم الوزراء الاسرائيليين الاعضاء في اللجنة الوزارية الامنية المصغرة يرفضون هدنة كهذه، على الاقل من دون الافراج عن جلعاد شاليط لجندي الاسرائيلي المحتجز لدى جماعة فلسطينية مسلحة.

وتشير الصحيفة الى ان الجدل، مهما كانت نتائجه، ليس سوى شاهد على فشل سياسة الاغلاق والحصار الاسرائيلية ضد غزة، والمستمرة منذ نحو عام، حيث لا تمر سوى كمية محدودة جدا من المواد الاساسية كالغذاء وكميات محدودة من وقود الطاقة، وفيما عدا هذا لا يدخل اي شي الى غزة، رغم ان هذا لم يوقف سقوط الصواريخ على جنوبي اسرائيل.

تراجع تأييد القاعدة
اما في صحيفة التايمز فالحديث يتحول الى الارهاب والقاعدة، اذ تنشر مقالا هو في الاصل مقال منشور في صحيفة quot;ذا نيو ريبابليكquot; الامیركية تحت عنوان: تأييد القاعد يتراجع ويتصدع في البلدان العربية والاسلامية، وتتساءل ما اذا كانت هذه الميول ظاهرة ايضا في بريطانيا.

وينقل كاتب المقال مشاهد مصورة بالكلمات لامام جامع في شرقي لندن وهو يلقي خطبة عن آثام الخمر والمخدرات، وهي كلمات تعتبر خفيفة واقل حدة من تلك التي كانت يلقيها الامام السابق في جامع التوحيد في منطقة ليتون.

ويقول ان الامام الجديد يستخدم هذا المنبر للتحذير من مخاطر الانجرار وراء الارهاب، ومدينا زعيم القاعدة اسامة بن لادن ونائبه ايمن الظواهري، ويصفها بانهما مجرمين لا اسلاميين.

وتقول الصحيفة ان هجوم هذا الامام على هاتين الشخصيتين اثار حفيظة بعض رواد الجامع، واثار كراهية البعض له، واعتبره البعض انه من عملاء الحكومة البريطانية.

لكن الامام، واسمه حسن، لا يأبه بتلك المشاعر، وتعهد بالاستمرار في مواجهة المتطرفين، رغم اعترافه بانه صراع صعب.

وتنقل الصحيفة عن معطيات لاستطلاعات رأي تشير الى ان التأييد لبن لادن بدأ في التراجع في الشارع العربي، حيث لوحظ ان النسبة وصلت في الاردن اخيرا الى 20 في المئة، مقابل 56 في المئة عام 2003، ومن 20 الى واحد في المئة بين اللبنانيين المسلمين.

وتضيف الصحيفة انه على الرغم من عدم وجود معطيات احصائية دقيقة، لكن ما يتوفر من دلائل يشير الى ان المسلمين في بريطانيا بدأوا يسيرون في نفس الاتجاه، وصارت الحماسة السابقة لجهاديات بن لادن والظواهري في طريقها نحو الانحسار، لعد اسباب من ابرزها التحول الذي طرأ على تفكير الكثير من الجهاديين السابقين مما كانوا يناصرون توجهات التطرف والارهاب.

اطفال القطن المصريون
ومن السياسة والارهاب الى الاقتصاد والجوع، حيث تخرج صحيفة الاوبزيرفر بتحقيق صحفي يقول ان اطفالا بعمر السابعة يعملون في صناعة القطن في دلتا النيل لانتاج القطن العالي الجودة المصدر الى بريطانيا، والذي تصل قيمته فيها الى عدة مليارات من الجنيهات الاسترلينية.

وتقول الصحيفة ان مراسلها جال في حقول القطن المصرية ولاحظ وجود العديد من الاطفال يعلمون لعشر ساعات في الحقول لازالة دودة القطن، او يعملون في معامل مليئة بالمبيدات الحشرية السامة، ولاحظ ايضا ان الكثير منهم يعاني من متاعب في التنفس، وتبين من احصائية لصندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة (يونسيف) ان جميع الاطفال الذين شملهم الاستطلاع قالوا انهم تعرضوا للضرب واساءة المعاملة من رؤسائهم.

وتنقل الصحيفة عن صوفيا ميني، مؤسسة شركة التصاميم quot;بيبول تريquot; او شجرة الناس، المعنية بالاخلاقيات المهنية بالعمل، ان المستهلك البريطاني مستعد لدفع المزيد لضمان ان القطن الذي يستخدمه قادم من اماكن يعمل فيها بالغون قادرون وليس اطفالا قصر.

ازمة قناة الجزيرة
ومن القطن المصري واطفاله الى قناة الجزيرة وزعمائها، حيث تنفرد الاوبزيرفر بموضوع عن الفرع الانكليزي لهذه القناة، وبلوغ مديرها الجديد توني بورمان الستين عاما، والذي ربما سيجد نفسه مؤجلا لاي احتفال في هذه المناسبة.

فقناة الجزيرة الانكليزية لم تحقق النجاح الذي حققته شقيقتها الكبرى، الجزيرة العربية المثيرة للجدل، حتى بعد سنة من انطلاقتها.
عين توني بورمان، بعد 35 عاما في قناة سي بي سي الكندية التابعة للحكومة، مديرا تنفيذيا الشهر الماضي وكان امام تحدي رفع المعنويات الهابطة في القناة، التي صممت لكي تكون ممثلا للعرب داخل المنازل الامیركية، وهو امل لم يتحقق بعد الفشل في الحصول على ترخيص للدخول في الفضاء التلفزيوني الامیركي.

وتنقل الصحيفة عن توني قوله انه يشاطر زملاءه سخطهم لفشلهم في الانتشار كما كان مخططا له، لكن ذلك لن يوقف القناة من الاستمرار في المحاولة حتى تنفتح الابواب الموصدة، حسب قوله.

وتقول الصحيفة ان العالمين ببواطن الامور داخل قناة الجزيرة الانكليزية يزعمون ان محاولتها لتحقيق حضور في الغرب، حيث ينظر اليها بعض المشاهدين بريبة وحذر، وتعتبرها العديد من الحكومات عدوة لها، كشفت عن وجود توترات في قمة ادارتها التي ترغب في ان ينظر اليها على انها صوت quot;الشارع العربيquot;.

كما يزعم هؤلاء وجود ازمة ثقة داخل القناة بين موظفي ذراعها الدولي في الدوحة المصطدم مع الصحفيين المحليين والفنيين المحليين، حيث الاجواء مشحونة بعلاقات مسمومة بين النسخة الانكليزية والعربية من الجزيرة.

وتقول الصحيفة ان موظفي النسخة الانكليزية يشتكون من امتداد نفوذ زملائهم من الجزيرة العربية على عملهم التحريري، على الرغم من الاموال الضخمة التي ينفقها امير قطر عليها.

وتنقل الصحيفة عن احد الصحفيين في الجزيرة الانكليزية قوله انها quot;تحولت من فكرة عظيمة الى فرصة ضائعة، فهي قناة لا تعرف حدودا او قيودا مالية، وفيها مجموعة من المواهب الصحفية، لكننا لا نملك حضورا خارجيا يذكر خارج منطقة الشرق الاوسط، وهو ما اثر بشكل سلبي جدا على معنويات العاملين، ودفع العديد منهم الى الرحيلquot;.

وتشير الصحيفة الى انه في كل مؤسسة صحفية هناك اقلية من المتذمرين، لكن في حالة الجزيرة ليسوا هم الاقلية، وخصوصا بين الاجانب، وهي مشاعر عكست رفضا منتشرا على نطاق واسع في القناة.