لندن: تناولت الصحف البريطانية زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى إيران ومحاولته تبديد المخاوف الإيرانية من إمكانية أن تسمح الإتفاقية الأمنية الجاري التفاوض عليها بين العراق والولايات المتحدة باستخدام العراق قاعدة لمهاجمة ايران. وقالت صحيفة الفايناشيال تايمز ان يران تعارض بشدة ابرام مثل هذه المعاهدة لانها قد تؤسس لوجود عسكري امريكي طويل الامد مما يشكل تهديدا لايران.

وتضيف الصحيفة ان الايرانيين حريصون على عدم التدخل في الشأن العراقي الداخلي بشكل سافر لان ذلك سيؤدي الى تهميش الاطراف العراقية الموالية لهم وانها اقامت توازنا دقيقا ما بين استمرار دعمها للمليشيات الشيعية المعارضة للحكومة العراقية والحضور الدبلوماسي القوي وحتى الدعم المالي احيانا للحكومة العراقية.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول امريكي رفيع سابق القول quot;ان ايران قد خفضت من مستوى دعمها لنشاط المليشيات في العراق في الاونة الاخيرة بسبب الضغوط الاميركية بينما نجحت الولايات المتحدة في ابعاد المالكي عن دائرة النفوذ الايراني الى حد ماquot;.

وفي ذات الشأن نقلت صحيفة التايمز عن مسؤول عراقي رفيع ان المفاوضات بين الجانبين العراقي والاميركي بخصوص الوجود العسكري الاميركي في العراق وصلت الى مرحلة حرجة مما استدعى تدخل الرئيس الاميركي جورج بوش. فقد اتصل بوش بالمالكي يوم الخميس الماضي للتخفيف من التوتر بين الطرفين بهذا الشأن وليؤكد له ان الولايات المتحدة لن تحد من السيادة العراقية وانه سيتم اعادة النظر بالبنود المثيرة للخلافات من الاتفاقية.

واضافت الصحيفة نقلا عن المسؤول العراقي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان بوش اكد للمالكي خلال اتصالاتهما الاخيرة quot; انه سيتم اعادة النظر في البنود التي ترفضها الحكومة العراقية من الاتفاقية وان الهدف من الوجود العسكري الامريكي في العراق هو مساعدة الحكومة العراقية والتنسيق معهاquot;.

وتجرى المفاوضات بين الجانبين حول هذه الاتفاقية منذ اكثر من شهرين وقد اوفدت الحكومة العراقية وفودا الى اكثر من 80 دولة حول العالم مرتبطة بإتفاقيات مشابهة مع الولايات المتحدة للاطلاع على هذه الاتفاقيات.

وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي اميركي في بغداد قوله ان الاتفاقية بين البلدين ستكون مماثلة لاتفاقيات واشنطون مع هذه الدول لكن مع فارق وحيد هو حاجة القوات الاميركية في العراق الى خوض القتال في العراق.