عمان، القدس، اثينا:حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء من تداعيات شن هجوم إسرائيلي على قطاع غزة، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.
وبحسب البيان، اكد الملك عبد الله خلال استقباله الرئيس الفلسطيني ان quot;التصعيد الراهن في قطاع غزة والتلويح بشن هجوم عسكري واسع على القطاع واستمرار اسرائيل في سياساتها التي تستهدف بناء المزيد من المستوطنات وتكثيف التوسع الاستيطاني وبخاصة في محيط مدينة القدس يشكل خطرا كبيرا على امن واستقرار المنطقة ويلحق ضررا بالغا بمساعي تحقيق السلامquot;.
من جهته، قال الرئيس عباس quot;نتمنى الا يصل التصعيد لنتيجة مأساوية وفي نفس الوقت نتمنى ان تتوقف الصواريخquot;. واكد الملك وعباس quot;ضرورة التزام اسرائيل بالاتفاقيات الدولية في ما يخص بحث جميع قضايا الوضع النهائي وصولا الى ايجاد تسوية سياسية عادلة ودائمة للنزاع الفلسطيني الاسرائيليquot;.
وكانت قررت اسرائيل الاربعاء منح فرصة للجهود التي تبذلها مصر للتوصل الى تهدئة في قطاع غزة وطلبت في الان ذاته من جيشها الاستعداد لحملة عسكرية ضد حركة حماس في حال فشل هذه الجهود. وقال مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت quot;قررت الحكومة الامنية هذا الصباح دعم الجهود المصرية للتوصل الى تهدئة في الجنوب ولانهاء اطلاق (القذائف) على المدنيين الاسرائيليين من اراضي غزةquot;. واضاف في بيان quot;وبالتوازي مع ذلك طلبت الحكومة من الجيش مواصلة الاستعداد تحسبا لاحتمال فشل الجهود المصريةquot;. وعلى الفور اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان اعلان الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة quot;غير جديquot;.
وقال سامي ابو زهري الناطق باسم حماس لوكالة فرانس برس quot;ان الاعلان الاسرائيلي امر غير جدي لان الاحتلال يستمر في عدوانه اليومي ضد شعبنا الفلسطينيquot;. واضاف ان quot;الاحتلال يضع شروطا جديدة امام التهدئة مما يعني رغبته في عرقلة التهدئة ويعلن صراحة انه يحضر لعملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزةquot;. واكد ابو زهري quot;نحن في حماس لا نشغل انفسنا كثيرا بالحديث عن موضوع التهدئة ونؤكد جاهزيتنا لكلا الخيارين اما تهدئة بثمنها وقف العدوان ورفع الحصار واما مواجهة العدوان الاسرائيلي اذا استمر الاحتلال في التصعيد ضد شعبنا الفلسطينيquot;.
وجاء الاعلان الاسرائيلي عقب اجتماع مغلق استمر عدة ساعات للحكومة الامنية المصغرة وفي الوقت الذي ادت فيه عملية اسرائيلية الى سقوط المزيد من الضحايا في قطاع غزة. وقتل ثلاثة فلسطينيين بينهم طفلة في العاشرة من العمر واحد ناشطي حركة حماس في غارة اسرائيلية وقصف على قطاع غزة على ما افادت مصادر طبية فلسطينية الاربعاء. وقالت مصادر طبية ان quot;محمد عسليه استشهد واصيب اثنان اخران بينهما طفل في غارة اسرائيلية استهدفت سيارة مدنية شرق جباليا شمال قطاع غزةquot;.
وكان الطبيب معاوية حسنين صرح قبل ذلك ان quot;الطفلة هديل السميري (عشر سنوات) استشهدت واصيب اثنان من افراد عائلتها على اثر قصف مدفعي لمنازل المواطنين شرق بلدة القرارة جنوب قطاع غزةquot;. واضاف المصدر ذاته ان quot;ابراهيم محمود سعد (20 عاما) استشهد في قصف اسرائيلي على شرق بلدة القرارة جنوب قطاع غزةquot;. وقتل 497 شخصا على الاقل غالبيتهم من الفلسطينيين منذ اعادة اطلاق المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2007 في انابوليس بالولايات المتحدة.
وكان اولمرت اجتمع الثلاثاء تحضيرا لاجتماع الحكومة الامنية المصغرة، مع وزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني وقائد اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي ورئيس الاجهزة السرية الداخلية يوفال ديسكين. وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان باراك دعا الى ضبط النفس quot;وحين يكون الوضع ملائما سنرد (..) ومن الهام ان يستمع الوزراء لما يقوله الجيش بشأن ما يمكن وما لا يمكن الحصول عليه من هجومquot; على غزة.
واعتبر حاييم رامون المسؤول الثاني في الحكومة الاسرائيلية الاربعاء في تصريح لاذاعة الجيش ان الوقت لا يخدم اسرائيل quot;التي سيكون عليها عاجلا ام آجلا تنفيذ حملة عسكرية ضد غزة في ظروف تتزايد فيها المخاطرquot;. وكانت اسرائيل انسحبت بشكل احادي في 2005 من قطاع غزة الذي كانت احتلته في 1967 وذلك بعد ان اجلت ثمانية آلاف مستوطن منه. وهي تتردد في القيام بحملة عسكرية برية واسعة تضطرها الى اعادة احتلال قطاع غزة، على الاقل لفترة من الزمن.
وتأمل اسرائيل ان تضع التهدئة التي يجري التفاوض بشأنها بوساطة مصرية منذ اشهر، حدا للهجمات واطلاق القذائف من قبل المجموعات الفلسطينية في قطاع غزة وان تنهي تهريب الاسلحة الى قطاع غزة انطلاقا من سيناء بمصر. وقال الجنرال يوسي بيداتس المسؤول الكبير في المخابرات الاسرائيلية ان quot;المصريين كثفوا جهودهم لوقف تهريب الاسلحةquot; غير ان الامر يمثل quot;نقطة في بحرquot;.
وتطالب اسرائيل بتقدم quot;جديquot; في قضية الافراج عن الجندي الاسرائلي جلعاد شاليط الذي خطف في 2006 من قبل ثلاث مجموعات فلسطينية مسلحة بينها واحدة تابعة لحماس. وتريد حماس في المقابل رفع الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة وخصوصا فتح معبر رفح البري مع مصر. كما تطالب الافراج عن مئات الاسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الاسرئيلية.
حوار بين برلمانيين فلسطينيين واسرائيليين في اليونان
في سياق آخر التقى تسعة برلمانيين فلسطينيين واسرائيليين الاربعاء في رودس (اليونان) برعاية مجلس اوروبا للبحث في تطبيق quot;اجراءات ثقةquot; بين الطرفين، على ما افاد المجلس. واضاف المصدر ذاته ان هذا الاجتماع الذي يتواصل حتى الخميس ويضم خمسة من اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني واربعة من اعضاء الكنيست الاسرائيلي، يمكن ان يفضي الى quot;اعلان مشتركquot; خطي.
وسيبحث هذا المنتدى الاول الذي يشارك فيه ايضا نحو ثلاثين عضوا في الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا، عدة مسائل عملية للتعاون. ومن هذه القضايا التزود بالمياه والتخلص من المياه المبتذلة وعمل فلسطينيين في اسرائيل والتعاون في المجال الصحي ومكافحة تهريب السيارات والادوية.
ووجه المنسق الخاص للامم المتحدة للعملية السلمية في الشرق الاوسط روبرت سيري والمبعوث الاوروبي الى الشرق الاوسط مارك اوتي رسالتي تشجيع للنواب المشاركين في المنتدى.
وكان البرلماني اليوناني ارسطوتيليس بافليديس الذي يرأس اللجنة الفرعية للجمعية البرلمانية للشرق الاوسط، قال الاسبوع الماضي quot;نريد ان تكمل هذه المباحثات مفاوضات السلام الجارية على اعلى مستوى دون التداخل معهاquot;. والكنيست عضو مراقب في الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا ويشارك ممثلون فلسطينيون بانتظام في الدورات السنوية الاربع للجمعية في ستراسبورغ.
التعليقات