تتضمن تعاونا امنيا واقتصاديا وتحديد دور القوات البريطانية
لندن لاتفاقية استراتيجية مع بغداد كمثيلتها مع واشنطن
أسامة مهدي من لندن :
بالتزامن مع مباحثات اجراها في لندن اليوم الرئيس الاميركي جورج بوش مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون للتأكيد على عدم سحب القوات البريطانية من العراق تم كشف النقاب عن سعي حكومة لندن لتوقيع اتفاقية شراكة امنية وسياسية واقتصادية مع الحكومة العراقية بنهاية العام الحالي تتضمن ايضا المساهمة في عمليات التنمية وتدريب وتأهيل القوات العراقية .

وتترقب الحكومة البريطانية باهتمام بالغ المفاوضات الشاقة بين العراق والولايات المتحدة
للوصول الى اتفاقية استراتيجية أمنية طويلة الامد من اجل التقدم نحو مفاوضات مشابهة مع العراقيين لتوقيع هذه الاتفاقية التي ستكون شبيهة بتلك التي ستوقع مع واشنطن نهاية الشهر المقبل لتشمل جوانب أمنية واقتصادية وتبحث بمصير 4200 عسكري بريطاني يتمركزون حول مدينة البصرة العراقية الجنوبية وتحويل واجباتهم الى إسناد القوات العراقية وتطويرها وتأهيلها .

واكد الناطق باسم الحكومة البريطانية quot;جون ويلكسquot; ان الحكومة البريطانية بانتظار ما ستتمخض عنه المباحثات بين بغداد وواشنطن بشأن الاتفاقية بعيدة الامد التي تجري مفاوضات بصددها حاليا حيث دخلت لندن بنقاشات مع الحكومة العراقية حول المرحلة المقبلة للعلاقات بين البلدين وقيام وفد بريطاني رفيع بزيارة الى بغداد خلال الشهر المقبل للبحث في امكانية توقيع اتفاقية شراكة بين العراق وبريطانيا قبل نهاية العام الحالي كمرحلة جديدة للتواجد العسكري البريطاني عقب انتهاء فترة تمركز القوات المتعددة الجنسيات الذي ينتهي مع نهاية العام الحالي بحسب قرار لمجلس الامن الدولي . وشدد ويلكس في تصريح خاص لصحيفة quot;الصباحquot; العراقية الحكومية اليوم على quot;عدم وجود أي جدول زمني لانسحاب قوات بلاده من العراق كونها متواجدة بطلب من الحكومة العراقية وحسب القرارات الدولية وان عدد القوات سيتغير حسب الظروف على ارض الواقعquot; .

وحول ما ستتضمنه اتفاقية الشراكة العراقية البريطانية المنتظرة اوضح ويلكس انها ستقرر إبقاء عدد محدد من افراد القوات البريطانية في العراق وفقا لظروف التطورات الامنية في البصرة والتي تشهد حاليا تحسنا ملحوظا quot;ما يفسح المجال للقوات البريطانية التحول الى مجال تدريب وتأهيل القوات العراقية وتقديم الاسناد والدعم اللوجستي لهاquot;. واكد ويلكس رغبة بلاده بتطوير علاقاتها مع العراق في مختلف المجالات سواء الامنية او الاقتصادية او الثقافية على الرغم من ان quot;الحديث عن جوانب متعددة في الاتفاقية مع العراق سابق لاوانه كون المفاوضات بين الطرفين لم تبدأ بعد رسميا quot; كما قال . واستعرض استراتيجية بلاده في العراق خلال العامين الحالي والمقبل فاشار الى انها تقوم على ثلاثة مستويات امنية وسياسية وتنموية . واوضح ان استراتيجية بلاده في المجال الامني تتركز على الاستمرار باداء دورها في جنوب العراق في اطار تدريب وتأهيل القوات العراقية فيما يتضمن الجانب السياسي مواصلة الاتصال مع جميع الاطراف والاحزاب والقوى السياسية العراقية وتشجيعهم على المصالحة والوفاق الوطني في ما بينهم بينما يتضمن الجانب التنموي التزام الحكومة البريطانية بالمساهمة ببناء قدرات مؤسسات الدولة سواء في البصرة او في مناطق اخرى ولاسيما ان التمويل الحكومي العراقي متوفر الا ان المشكلة تتعلق بنقص القدرات على انفاق الاموال في تنفيذ المشاريع . واضاف ان quot;الدور البريطاني في العراق عامل مساعد لتعزيز قدرات العراقيين في مختلف المجالات خاصة مع وجود استراتيجية للتنمية اذ ستقدم بريطانيا مساعدات كبيرة في المجال الفني وعلى صعيد الخبراء ومواصلة الجهود لبناء وتعزيز العلاقات بين البلدينquot;.

وحذر الرئيس الاميركي جورج بوش بريطانيا من التسرع بالاعلان عن جدول زمني لسحب قواتها من العراق . واكد عقب اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في لندن ان هذه المسألة يجب ان تستند فقط إلى تحقيق النجاح في العراق.
وقال بوش حول خطط بريطانية لسحب قواتها quot;ردنا هو انه يتعين عدم وضع جدول محددquot; لسحب القوات وأعرب بوش عن تقديره لبراون لبقائه على اتصال دائم بشأن quot;ما يفكر فيه وما يفكر فيه جيشه.quot;

ويأتي الكشف عن هذه الاتفاقية البريطانية العراقية المنتظرة فيما تواجه اتفاقية مماثلة مع واشنطن معارضة شعبية ورسمية واسعة خاصة ما يتعلق منها بقضايا السيادة والقواعد العسكرية وضمانات عدم الاعتداء على دول الجوار وهي أبرز نقاط الخلاف.
لكن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قال امس ان بلاده لاتزال في حاجة للقوات الأميركية للمساعدة في تأمين التقدم الذي أُحرز نتيجة لما سماه استراتيجية زيادة عدد القوات الناجحة التي اتبعتها الولايات المتحدة. واضاف في تصريحات لتلفزيون quot;سي ان انquot; الاميركي quot;نريد هذا الدعم المتواصل من القوات الاميركية ومن القوات متعددة الجنسيات لان المكاسب التي حققناها على الصعيدين الامني والعسكري والاقتصادي ما زالت عرضة للخطر.quot;

وأدت زيادة عدد القوات الاميركية منذ عام 2007 والتي يبلغ قوامها حاليا نحو 150 ألف جندي في العراق الى كبح العنف بشكل كبير حيث انخفضت اعماله الى حوالى 80 في المائة . وقال إن تحسن تدريب القوات العراقية سوف يقلل من اعتماد بغداد على القوات الأجنبية وسيمكنها في النهاية من الانسحاب.