القدس: كشفت جمعية quot;بتساليمquot; الإسرائيلية، التي تدعو للسلام مع الفلسطينيين، أن شريط الفيديو الذي عُرض في الآونة الأخيرة، ويُظهر أربعة مستوطنين ملثمين، ينهالون بالضرب على راعي أغنام فلسطيني، هو أحد نتائج برنامج كانت قد أطلقته قبل فترة، لتوزيع كاميرات على الفلسطينيين لتوثيق الاعتداءات الإسرائيلية عليهم.

وقالت الجمعية إنها وزّعت أكثر من مائة كاميرا على الفلسطينيين ضمن مشروع حمل اسم quot;شوتينغ باكquot;، الذي يمثل لعباً على الألفاظ (شوتينغ تعني إطلاق النار والتصوير أيضاً)، لتسجيل ما يقولون إنها quot;تحرشات يوميةquot; يتعرضون لها من جانب المستوطنين اليهود. ويُظهر شريط الفيديو، رغم اهتزاز صورته، أربعة شبان إسرائيليين مقنعين يحملون العصي والقضبان متجهين نحو رجل فلسطيني متوسط العمر، أثناء قيامه برعي الأغنام.

ويقترب الشبان الأربعة من الرجل بصورة استفزازية، ثم ينهالون عليه بالضرب المبرح. وقد صُور الشريط من قبل راعية أغنام فلسطينية كانت متواجدة على مقربة مع الحادث، الذي جرى بالقرب من مستوطنة quot;سوسياquot;، إلا أنها تعرضت هي الأخرى للضرب مع زوجها وشقيقها، وفق ما ظهر لاحقاً في الشريط أيضاً، إذ كانت عينها متورّمة، والخدوش تغطي وجهها.

وتقول الراعية، لدى تسليط الكاميرا عليها: quot;في البداية جاء اثنان من المستوطنين على جرار زراعي من مستوطنة سوسيا، وكنت أنا مع زوجي وشقيقه يوسف، وطلبت منهما على الفور مغادرة المكان.quot; وتضيف: quot;وبعد عشر دقائق، جاء ستة أشخاص، بينهما اثنان على دراجة، وكانوا يحملون العصي، وقد ضربوني على خدي وكسروا لي ذراعي.quot; وقدمت جمعية quot;بتسليمquot; الشريط الذي سُجل في الثامن من يونيو/ حزيران الجاري، إلى الشرطة التي استخدمته بمثابة دليل إدانة، وقامت باعتقال شخصين من المستوطنة ذاتها، يُعتقد أنهما شاركا بالاعتداء.

وقالت مديرة الجمعية، ساريت ميخائيلي إن الاعتقالات تؤكد إمكانية استخدام الكاميرا لإثبات الاعتداءات. وأوضحت أهمية ذلك بالقول: quot;نأمل أن يحطم ذلك (التصوير) المعادلة القائمة بين الفلسطينيين من جهة، والمستوطنين وعناصر الجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، فالشرطة الإسرائيلية تميل إلى تصديق المستوطنين والجنود، والتقليل من مصداقية شهادات الفلسطينيين لدى التبليغ عن اعتداءات مماثلة.quot;

بالمقابل، أشارت الشرطة الإسرائيلية إلى أن المستوطنين يتعرضون بدورهم لاعتداءات من قبل الفلسطينيين، منها إلقاء قنابل حارقة على سياراتهم خلال مرورهم في بعض مناطق الضفة الغربية. وزعم الناطق باسمها، ميكي روسنفيلد أن اعتداءات على غرار الحادث المسجل quot;لا تحصل كثيراًquot;، وقال إن الراعي quot;قد يكون استفز المستوطنين بمظهرهquot;، إذ أنه كان يرتدي ملابس عادية، وليس quot;الثياب العربية التقليديةquot;، على حد تعبيره.

وتأسست quot;بتساليمquot; عام 1989، ويعتبر هدفها الرئيسي تغيير أسلوب تعامل السلطات الإسرائيلية مع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، ورغم أن شريط الثامن من الشهر الجاري، يُعد أبرز نتائج برنامج توزيع الكاميرات، إلا أنه ليس يتيماً، فقد سبق أن رُصدت تعديات أخرى، خاصة في الضفة الغربية. ففي العام الماضي، استخدمت كاميرات quot;بتساليمquot; لتصوير اعتداء مجموعة من اليهود على عائلة فلسطينية في الخليل، حيث قام المستوطنون برمي الحجارة على المنزل، والبصق على أصحابه مهددين إياهم بـquot;الإبادة.quot;

وقد تسبب الشريط آنذاك بموجة غضب واسعة لدى شرائح عديدة في المجتمع الإسرائيلي، خاصة وأنه يُظهر بوضوح وقوف مجموعة من جنود الجيش الإسرائيلي مكتوفي الأيدي خلال الاعتداء، وقد أجبر ذلك رئيس الحكومة الإسرائيلية، أيهود أولمرت، على القول بأن ذلك جعله يشعر بـquot;العار.quot;