أحمد نجيم من الدار البيضاء، وكالات: سيمثل الأمير مولاي رشيد، أخ العاهل المغربي الملك محمد السادس، المغرب في قمة quot;الاتحاد من أجل المتوسطquot; التي ستحتضنها باريس. وعلمت quot;إيلافquot; أن هذا القرار اتخذ بعد أن كانت مشاركة الملك محمد السادس شبه مؤكدة في هذه القمة. وفي علاقة بالقمة، أعلن رجال أعمال الدول المغاربية أنهم يعولون كثيرا على المشروع الذي أطلقه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وذهب هؤلاء في تصريحات لهم لجريدة quot;لي زيكوquot; الاقتصادية الفرنسية أن quot;الاتحادquot; يمثل quot;أملا كبيراquot; لأرباب العمل بالمغرب العربي، ووصفوا الفكرة بquot;الذكيةquot; وquot;الرائعةquot;.
وقد أوضح مولاي حفيظ العلمي رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب أنه quot;لن يتم التوصل إلى شيء إذا لم يستوعب الأوروبيون مصلحتهمquot;، أما رئيسة جمعية الجزائريات رئيسات المؤسسات والمقاولات خديدجة بلهادي، فقالت إن quot; الشمال والجنوب محكوم عليهما العمل سوياquot;، ونبه هدي الجيلاني رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعة التقليدية من فشل القمة وقال quot;إذا لخص الاتحاد من أجل المتوسط في مجرد عروض جيدة ستختفي بعد13 يوليو فإن هذا لن يسفر عنه شيء يذكرquot;. وطالب بضرورة quot;مصاحبة المشروع بقدر أدنى من التمويلquot;.
وكانت شخصيات وقعت على رسالة اعتبرتها مشروعا ثانيا يخص التنمية البشريةquot;، ودعا الموقعون دول الضفتين الشمالية والجنوبية للمتوسط إلى فتح حوار صريح حول مسألة تنقل الأفراد، التي تعتبر quot;مسألة ذات أهمية أساسيةquot; بالنسبة لدول الجنوب، التي قالوا إنها لا تقبل ما هو قائم من حواجز أمام التنقل نحو أوروبا والسياسة المعتمدة في مجال الهجرة التي تحرمها من نخبها وحرمان طلبتها ورجال أعمالها وفنانينها ومثقفيها من التنقل.
كما طالبوا المؤسسات الاقتصادية في دول الجنوب بفتح رأسمالها أمام شركاء دوليين بما يعنيه ذلك من فتح للأسواق الداخلية أمام مصالح خاصة أجنبية.
ساركوزي يريد توطيد تأثير بلاده في الشرق الأوسط
هذا ومن المتوقع ان يستفيد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من اطلاق الاتحاد من اجل المتوسط في باريس نهاية هذا الاسبوع للقاء اللاعبين الاساسيين في نزاع الشرق الاوسط، على امل توطيد تأثير فرنسا واوروبا في هذه المنطقة التي تهيمن عليها الولايات المتحدة.
وستجمع هذه القمة التي تنظم وسط اجراءات امنية مشددة، بعد ظهر الاحد اربعين رئيس دولة وحكومة بينها اسرائيل وسوريا، حول شراكة اوروبية متوسطية جديدة ضمن مشروع بادر به الرئيس الفرنسي.
وبوصفه رئيسا لفرنسا وللاتحاد الاوروبي يتناول ساركوزي السبت طعام الغداء مع الرئيس المصري حسني مبارك الذي سيتولى معه رئاسة القمة قبل ان يستقبل الرئيس اللبناني ميشال سليمان والرئيس السوري بشار الاسد في لقاء يكرس عودة الرئيس السوري الى الساحة الدولية.
واثر هذه المباحثات يلتقي الرئيسان اللبناني والسوري والرئيس الفرنسي وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في اول لقاء رسمي يليه بيان صحافي، بحسب الرئاسة الفرنسية.
وبعد سبع سنوات من آخر زيارة لفرنسا يشكل قدوم الرئيس السوري الى باريس الجانب الابرز في اجندة الرئيس الفرنسي للشرق الاوسط وهو في الوقت نفسه الاكثر اثارة للجدل.
وكان الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك جمد كافة الاتصالات مع سوريا اثر اغتيال quot;صديقهquot; رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 وذلك بسبب شبهات قوية داخل المجتمع الدولي باحتمال تورط سوري في الاغتيال رغم نفي دمشق.
واعرب نيكولا ساركوزي العام الماضي عن امله في انهاء حالة التجميد هذه على امل التوصل الى حل للازمة اللبنانية. واثر انتخاب البرلمان الرئيس اللبناني الجديد ميشال سليمان وجه الرئيس الفرنسي دعوة للاسد لحضور قمة اطلاق الاتحاد من اجل المتوسط حرصا على quot;تشجيع حسن النيةquot; السورية.
غير ان زيارة الرئيس السوري الذي تقر حتى الرئاسة الفرنسية انه ليس quot;النموذج الامثل لاحترام حقوق الانسانquot; وتأكيد حضوره العرض العسكري للعيد الوطني الفرنسي الاثنين، اثار جدلا واعتراضا في فرنسا. ورأت المعارضة اليسارية والمنظمات غير الحكومية في ذلك تكرارا للزيارة الصاخبة للزعيم الليبي معمر القذافي لباريس في كانون الاول/ديسمبر 2007.
وتظاهر جنود فرنسيون سابقون في الامم المتحدة الجمعة بباريس منددين quot;بالتعدي على ذكرىquot; جنود فرنسيين قتلوا في 1983 في اعتداء بلبنان.
ورد ساركوزي على هذه الانتقادات الثلاثاء في قمة مجموعة الثماني باليابان من خلال الاشادة quot;بالاجماع شبه التام لشركائناquot; بشأن الدعوة التي وجهت الى الرئيس السوري. وقال quot;حتى ان اصدقاءنا الاميركيين اقروا بانه امر مفيدquot;.
واضاف ساركوزي quot;ان قراراتquot; ستعلن بعد المباحثات مع الاسد قد يكون بينها زيارة يقوم بها لسوريا اشير اليها على نطاق واسع في محيطه.
وفي مقابلة صحافية الثلاثاء اعرب الاسد عن الامل في ان تضطلع فرنسا بدور كبير في عملية السلام في الشرق الاوسط وتساعد الولايات المتحدة على فهم المنطقة بشكل افضل.
وعلى امل ملء الفراغ الذي تتركه واشنطن موقتا مع نهاية ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش يجمع الرئيس الفرنسي الاحد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
غير ان الوضع الذي تمر به عملية السلام يشير الى ان لقاء عباس واولمرت لن يتمخض عن اكثر من مصافحة امام الكاميرات.
بيد ان ساركوزي كان قال في اليابان انه quot;اذا كا بامكان فرنسا واوروبا القيام بدور لدفع السلام، عليهما بصراحة، القيام بذلكquot;. (أ ف ب)
التعليقات