واشنطن: إستغلت واشنطن التجارب الإيرانية الأخيرة على إطلاق الصواريخ للتشديد على ضرورة توسيع منظومة الدرع المضادة للصواريخ في أوروبا، لكن عددا من الخبراء والمسؤولين الاميركيين ما زالوا يشككون في قدرة طهران الحقيقية على الضرب.واعتبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس هذا الاسبوع ان اطلاق الصواريخ الايرانية الاخيرة يشكل دليلا اضافيا على التهديد الايراني الوشيك. وقال quot;ان الواقع هو انهم قاموا لتوهم بتجربة صاروخ مداه كافquot;، مضيفا quot;عندما نتحدث عن الدفاع المضاد للصواريخ في اوروبا نقول انه تهديد حقيقي. ويبدو لي ان هذه التجربة تثبت هذا الامرquot;.

لكن البنتاغون يقر مع ذلك بان الدرع المقترح نصبها في اوروبا ليست معدة لرصد الصواريخ الايرانية شهاب-3. فهذه المنظومة الدفاعية يفترض ان تحمي من الصواريخ البالستية التي يفوق مداها الثلاثة الاف كيلومتر.

فضلا عن ذلك يؤكد خبراء ومسؤولون في واشنطن ان المناورات الايرانية الاخيرة التي اشتملت على اطلاق صواريخ من نوع شهاب-3 قادرة على بلوغ اسرائيل لم تكشف التقدم الحقيقي في البرنامج الايراني الصاروخي.

وخفف المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية جيف موريل من اهمية هذا الامر قائلا quot;ان كل هذه القدرات قد تمت تجربتها من قبل. ويبدو ان ذلك يهدف حقيقة الى التأثير على الجمهور اكثر من تجربة فعلية لهذه القدراتquot;. وترى وكالة الاستخبارات الاميركية ان ايران ستكون قادرة على انتاج صواريخ بالستية عابرة للقارات بحلول العام 2015 بامكانها بلوغ اوروبا.

ويقلق الغربيون من تقدم ايران في الصناعة البالستية خصوصا وان هذا البلد منكب في موازاة ذلك على تطوير برنامجه النووي. لكن بيتر كريل المحلل في منظمة مراقبة الاسلحة يؤكد انه quot;ما زال هناك عددا معينا من المراحل قبل ان يصلوا الى ذلكquot; وانه quot;لا يوجد اي دليل قاطع على انهم يملكون برنامجا سريعا (للتوصل الى صنع صواريخ بالستية عابرة للقارات) على الفورquot;. الا ان بعض الاشارات تميل مع ذلك الى التأكيد على ان ايران تذهب في هذا الاتجاه.

فقد قامت طهران في شباط/فبراير بتجربة اطلاق صاروخ فضائي بمساعدة صاروخ شهاب-3 مما دفع روسيا الحليف التقليدي للايرانيين في المنطقة الى التعبير عن quot;قلقهاquot; من هذا البرنامج الذي من شأنه ان يفضي الى اطلاق صواريخ بالستية طويلة المدى. وفي تشرين الثاني/نوفمبر اعلنت ايران عن صنع صاروخ بالستي جديد اسمته quot;عاشوراءquot; يصل مداه الى الفي كيلومتر مثل شهاب-3 لكن بطبقتين بدلا من واحدة.

الى ذلك تحدث مسؤولون عسكريون اميركيون عن تقرير اسرائيلي مفاده ان ايران اشترت صواريخ متوسطة المدى يجري تطويرها في كوريا الشمالية مستوحاة من الصاروخ السوفياتي للغواصة اس.اس.ان-6 المعروفة في الغرب باسم بي ام-25، وهي قادرة على حمل رأس نووية. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية طالبا عدم كشف هويته quot;نعلم انهم يعملون على نظام سيسمح لهم ببلوغ اوروبا. لكن متى، ليس بوسعي ان اقول لكم ذلكquot;.