مليون عراقي أحيوا بحذر في بغداد مراسم وفاة الإمام الكاظم
كركوك... أنقرة قلقة والمالكي يرسل قواتٍ ويعلن التأهب
أسامة مهدي من لندن: عبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أروغان عن قلق حكومته من أوضاع مدينة كركوك العراقية الشمالية إثر التفجيرات والإشتباكات التي شهدتها أمس، وأكد إستعداد بلاده للمشاركة في أي حوار لنزع فتيل الأزمة وإعادة تصويب قضية المدينة بما يخدم المصالح المشتركة... فيما أمر رئيس الوزراء نوري المالكي بإرسال فوج من قوات وزارة الدفاع إلى كركوك ووضع قوات الإحتياط المركزية في حال تأهب لمعالجة أي quot;حالة طارئةquot; هناك وسط مطالبات تركمانية بقوات دولية إذا تعذر إرسال عراقية... في وقت أحيا حوالى مليون عراقي وسط إجراءات أمنية مشددة مراسم وفاة الإمام السابع للشيعة موسى الكاظم في منطقة الكاظمية بضواحي بغداد الشمالية التي تم فيها فرض حظر شامل لتجوال المركبات والدراجات.
تركيا قلقة حول كركوك ومستعدة للمشاركة في حوار
وعبر اردوغان خلال اتصال مع نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي يرقد بمستشفى في انقرة إثر اجراء عملية جراحية الجمعة الماضي quot;عن قلق الحكومة التركية بصدد ما يحصل في كركوكquot;. وابدى استعداد الحكومة التركية المطلق لتقديم المساعدة والتخفيف من أثار الاحداث الدامية التي شهدتها كركوك أمس، وذلك بإرسال طائرتين لإخلاء الجرحى والمصابين، مطالبًا الهاشمي بالتوسط لدى الحكومة العراقية كي تقوم بتقديم جميع التسهيلات الادارية واللوجستية لتأمين هذه المهمة الإنسانية، كما قال مكتب المسؤول العراقي. وعلى الفور إتصل الهاشمي بالرئيس جلال طالباني ونائبه عادل عبد المهدي ورئيس الوزراء نوري المالكي،وعرض عليهم مبادرة الحكومة التركية واستعدادها لتقديم جميع انواع المساعدة والمشاركة في أي حوار لنزع فتيل الأزمة وإعادة تصويب قضية كركوك بما يخدم المصالح الوطنية المشتركة. وقد إتفق القادة مجتمعين على ضرورة quot;التصدي للأيادي الخبيثة التي تقف وراء الحادث الاجرامي الذي اصاب ابناء شعبنا في بغداد وكركوك في هذا التوقيت حيث كانت ملاحظات الجميع بهذا الصدد مشجعة للغاية وتدعو إلى الاطمئنانquot;.
وقد كلف الهاشمي نائبه في زعامة الحزب الاسلامي عبد الكريم السامرائي بأن يمثله في اجتماع القادة الخمسة اليوم للخروج بحل توافقي قدر تعلق الأمر بقضية كركوك. كما اجرى سلسلة اتصالات اخرى مع عدد من الاطراف في كركوك وبغداد وكردستان من اجل تخفيف التوتر والاحتقان وضبط النظام باسبقية لإيجاد مخرج سياسي والوصول الى توافق تام. وتمنى في سلسلة المكالمات الهاتفية التي اجراها ان يوفق العراقيون في الخروج من هذه الازمة الخطرة بإيجاد حل وطني توافقي يستند على مبادى الدستور والقانون.
المالكي يرسل قوات ويعلن الطوارئ
ومن جهته أمر، رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بإرسال فوج من قوات وزارة الدفاع إلى كركوك ووضع قوات الإحتياط المركزية في حالة تأهب لمعالجة أي quot;حالة طارئةquot; في المحافظة . وقال اللواء محمد العسكري، المستشار الإعلامي لوزارة إن المالكي يتابع باهتمام تطورات الأوضاع الأمنية في كركوك وأمر بإرسال فوج من قوات وزارة الدفاع إلى المحافظة ووضع قوات الإحتياط المركزي في حالة تأهب لمعالجة أي حالة طارئة فيها. وشدد على أن الوضع الحالي في المحافظة quot;مستقر وتحت السيطرةquot; كما نقلت عنه وكالة quot;اصوات العراقquot; في وقت متأخر الليلة الماضية.
ويتولى الامن في كركوك حاليًا قوات من الشرطة والجيش العراقيين كما توجد فيها قوات أمن كردية يطلق عليها quot;الأسايشquot; حيث تثير مسالة الأمن هذه حساسية بين الأطراف المختلفة في كركوك والتي تتبادل الإتهامات فيما بينها بشأن تحديد المسؤولية مع أي حادث عنف يقع في المدينة. وكانت خلية أزمة كركوك التي تضم عددًا من النواب العرب والتركمان قد طالبت في مؤتمر صحافي في بغداد امس الحكومة المركزية بإرسال قوات عراقية من الوسط والجنوب إلى كركوك. وأشارت الى أن عدم فرض الحكومة المركزية سيطرتها الأمنية على المحافظة سيؤدي إلى حدوث تدخلات أجنبية .
دعوات إلى إرسال قوات دولية الى كركوك
ومن جهتها، دانت الجبهة التركمانية الهجوم الذي تعرضت له مقرات رئاسة الجبهة وحزب توركمن ايلي ومقر السجناء السياسيين التركمان في كركوك ما ادى الى احراق هذه المقرات وفق بيان اصدرته الليلة الماضية. وطالبت مجلس الامن الدولي والامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي بالتدخل السريع وارسال قوات حفظ الامن الدولية الى الميدنة في حال تعذر ارسال عراقية quot; لإنقاذ سكانهامن احتمال اندلاع الاقتتال الداخليquot; عقب التفجير الانتحاري الذي استهدف تظاهرة للأكراد في المدينة ضد قانون انتخابات المحافظات، وأدى الى مقتل واصابة العشرات اعقبه اشتباكات بين مسلحين تركمان واكراد ادت الى مقتل شخص واصابة اربعة اخرين.
وقال مصدر امني في كركوك إن ثمانية من حراس مقر الجبهة التركمانية ما زالوا معتقلين لدى الأجهزة الأمنية بهدف التحقيق معهم حول الإحداث التي أعقبت حادث التفجير وذلك مع استمرار التحقيق حول حرق مقر الجبهة بهدف كشف الجناة . وكان رئيس الجبهة سعد الدين اركيج قد اتهم امس قوات الامن الكردية quot;الأسايشquot; بالاشتراك في الهجوم على المقر في حين اكتفت القوات الأمنية بالوقوف quot;موقف المتفرج على الأحداثquot; كما قال .
ومن جانبه، قال حزب توركمان ايلي quot;التركمانيquot; ان متظاهرين اكراد ضد قانون الانتخابات قاموا quot; بالاعتداء السافر على مقر رئاسة الجبهة التركمانية العراقية ومقر حزب توركمن ايلي ومقر سجناء السياسيين وعوائل الشهداء التركمان مما ادى الى احراق وتخريب هذه المقراتquot; . وطالب في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; مجلس الامن الدولي والامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجميع المنظمات الدولية في العالم بالتدخل السريع وارسال قوات دولية لحفظ الامن في كركوك لانقاذ سكان المدينة quot;من احتمال اندلاع الاقتتال الداخلي بما ان قوات شرطة كركوك لم تحرك ساكنًا ووقفت موقفًا متفرجًا في هذه القضية كما ان قوات الاميركية انسحبت من الشوارع ولم تتدخل في ايقاف هذه الاعتداءات على المقرات التركمانيةquot; كما قال الحزب .
رئاسة اقليم كردستان تؤكد الاصرار على كردستانية كركوك
وقالت رئاسة اقليم كردستان العراق ان التفجير الذي تعرضت له تظاهرة في مدينة كركوك ضد قانون انتخابات المحافظات لن تثني شعب كردستان عن تأكيد كردستانية كركوك وتنفيذ المادة الدستورية 140 لتطبيع الاوضاع فيها. واضافت انه تزامنًا مع المحاولات الجارية في بغداد الآن لمعالجة الوضع الناتج عن تمرير قانون مجالس المحافظات تظاهرت quot;الجماهير الوطنية الشريفة في كركوك وكموقف حضاري للتعبير عن رفضها للمادة 24 من القانون الخاصة بكركوك تجمع اكثر من 200 الف شخص في الشوارع والساحات والاماكن العامة في تظاهرة سلمية وهادئة واعلنت عن مطالبتهابتنفيذ المادة الدستورية 140 ورفض القانونquot;. وقالت quot; نحن نقيّم عاليًا هذا الموقف الوطني لانهم اكدوا مرة اخرى على التعايش الاخوي في المدينة ونشكر المتظاهرين وجماهير كركوك بجميع مكوناتها لكن للاسف وامام هذا الموقف الحضاري لجماهير كركوك لجأ الارهابيون مرة اخرى الى الاعمال الاجرامية ونفذوا تفجيرا وسط المتظاهرين وتزامن معه اطلاق اعيرة نارية على الجماهير المتظاهرة مما ادى الى استشهاد واصابة العديد من المدنيين وهذا العمل الارهابي دليل قاطع على انهم بدوأ بالتحضير له مسبقاquot;.
ودانت الرئاسة quot;هذا العمل الارهابيquot; وطالبت المؤسسات المعنية في المدينة بإجراء التحقيقات القانونية لكشف الارهابيين ومنفذي هذه الاعمال الارهابية. وقالت quot;نريد أن نطمئن الجميع أن هذه الإعمال الارهابية ومخططات الإعداء والذين يدعمون الارهابيين لن تثني من عزيمة ومطالب شعب كردستان التي أكدوا عليها في التظاهرة التي شهدتها كركوك، والتأكيد على عدالة القضية الكوردية، وتنفيذ المادة 140 الدستورية. وقتل 22 شخصًا وأصيب 180 آخرين في تفجير انتحاري استهدف تظاهرة دعت إليها الأحزاب الكردية للتنديد بقانون انتخاب مجالس المحافظات الذي صادق عليه مجلس النواب الثلاثاء الماضي.
مليون عراقي يحيون مراسم وفاة الأمام موسى الكاظم
أحيا مليون عراقي اليوم مراسم وفاة الامام السابع لدى الشيعة موسى الكاظم في منطقة الكاظمية في بغداد التي شهدت على مدى خمسة ايام مضت توافد حشود من مختلف المحافظات الاخرى وسط اجراءات امنية مشددة. وجرت المراسم وسط حظر لتجوال المركبات والدراجات بجميع انواعها في انحاء العاصمة بغداد اعتبارًا من الساعة الخامسة من صباح اليوم الثلاثاء وحتى الخامسة من صباح غد الاربعاء، عدا المصرح لها رسميًا بالتجول . وجاء الحظر اثر تفجير ثلاث إنتحاريات أنفسهن بأحزمة ناسفة امس في حشود العراقيين المتوجهين إلى منطقة الكاظمية في بغداد لإحياء مراسم وفاة الإمام الكاظم ما أسفر عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 109 آخرين على الرغم من حشد القوات العراقية جهودها لضمان إتمام مراسم إحياء هذه الذكرى بسلام بمشاركة ستة فرق عسكرية للجيش والشرطة وجهازي مكافحة الارهاب والاستخبارات ونشر 210 مفتشات أمنية نسوية وسط معلومات استخبارية عن استعدادات لعمليات ارهابية تستهدف الوافدين تراقبها طائرات القوات المتعددة الجنسيات.
ومن جهته، اعتبر المجلس الاعلى الاسلامي برئاسة زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم السيد عبد العزيز الحكيم هذه التفجيرات انها quot;تسجل رقمًا آخر لطبيعة الحقد والهمجية التي يتصف بها المجرمون من التكفيريون وحلفاؤهم من البعثيين الصداميين، وإنها رقم آخر من الأرقام الإجرامية التي طالت أتباع أهل البيت quot;عquot; وشعائرهم الدينية سواء في هذا اليوم المهيب أو طيلة الفترة السابقة حيث كان هذا ديدن العصابات التكفيرية واعداء الدين والشعبquot;.
واضاف المجلس في بيان له الليلة الماضية quot;لقد خبرنا هؤلاء المجرمين الذين لا يحترمون قداسةً لدم أو ارض ولا لزمن أو شعائر وكان هذا هو نهجهم على الدوام وأفعالهم التي تدّل على خساسة معدنهم وضحالة فكرهمquot;. وشدد على اهمية التمسك بالشعائر الدينية ومواصلة احيائها مهما كلّف الثمن quot;كما نؤكد على أهمية التحلي باليقظة والجاهزية والشعور بالمسؤولية بأقصى درجاتها والحفاظ على الوحدة والتماسك وتفويت الفرصة على الأعداء كما ونشد على أيدي القوى الأمنية والشعبية وكل المساهمين الخيرين في أحياء مراسم هذه الزيارة المليونية ليواصلوا عملهم في ضبط الأمن والحفاظ على ارواح الناس واماناتهمquot;.
وصادف اليوم الثلاثاء وفاة الإمام موسى بن جعفر بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين بن علي بن ابي طالب سابع الأئمة لدى المسلمين الشيعة ويلقب بالكاظم وكنيته أبو الحسن. وقد ولد الامام بمنطقة الابواء بين مكة والمدينة في السابع من شهر صفر من عام 127 للهجرة واستمرت امامته 35 عامًا وتوفي مسمومًا في السجن في شهر رجب عام 183 للهجرة (799 للميلاد) وعمره 55 اما بعد ان قضى فيه 15 عامًا ودفن في جانب الكرخ في المنطقة التي سميت باسمه الكاظمية ثم دفن بعده في المكان نفسه الامام محمد الجواد . ولقب الإمام موسى بن جعفر بالكاظم لكظمه الغيظ وعرف بالعلم والتقوى والزهد والصبر. وعاصر من الخلفاء العباسيين أبا جعفر المنصور والهادي وهارون الرشيد الذي توفى في زمانه .
وشهدت مراسم الزيارة نفسها في مثل هذه الايام من عام 2005 انهيار quot;جسر الائمةquot; الذي يربط منطقتي الكاظمية الشيعية بالاعظمية السنية وغرق 965 شخصًا في نهر دجلة المشيد عليه بينهم نساء وأطفال ورجال نتيجة للتدافع الشديد عليه بعد انتشار اشاعة بوجود مفجر انتحاري مما أثار الذعر بين الجموع وبسبب اكتظاظ الجسر بالمشاة و اغلاقه من أحد أطرافه بنقظة تفتيش سقط المئات من الزائرين في النهر أو دهسوا بسبب الفوضى التي عمت عقب انتشار الاشاعة. وقام أهالي الأعظمية على الطرف الثاني من الجسر بمساعدة الغرقى والجرحى وإنتشالهم من النهر وغرق على أثرها أكثر من عشرة غواصين معروفين من أهالي الأعظمية. وقد بلغ عدد الضحايا في هذه الحادثة الاليمة 965 شخصًا اضافة الى 600 جريح . ومن المنتظر ان يفتتح جسر الائمة قريبًا في احتفالية يشارك فيها أهالي منطقتي الاعظمية والكاظمية بعد انتهاء زيارة الامام موسى الكاظم الحالية .
التعليقات