الياس توما من براغ: أقرت الحكومة التشيكية استراتيجية عسكرية جديدة للبلاد أعدتها وزارة الدفاع استنادا إلى تحليلها للمخاطر والتهديدات التي يمكن أن تتعرض لها البلاد مستقبلا. وقد تضمنت الاستراتيجية الجديدة اتجاهات واولويات القطاع العسكري في العشرين عاما القادمة واعتبرت أن من الاحتمالات الضعيفة تعرض تشيكيا وبقية دول حلف الناتو لهجوم مكثف خلال العشرين عاما القادمة غير أنها رأت بان الاحتمال الأكثر واقعيا يكمن في تعرضها لأعمال إرهابية .
وقد رفضت وزارة الدفاع التشيكية في هذه الاستراتيجية أن تأخذ بعين الاعتبار ملاحظات وزارة الخارجية التي اقترحت جعل مخاطر تعرض تشيكيا لأسلحة الدمار الشامل أو لصواريخ بالستية في مقدمة الأخطار والتهديدات المستقبلية لتشيكيا بالنظر لانخراطها في مشروع الدرع الصاروخي الاميركي . وقد بررت وزارة الدفاع هذا الرفض بالقول بأنها صنفت المخاطر من العموميات نزولا إلى التفاصيل ولذلك فان إمكانية تعرض تشيكيا لخطر أسلحة الدمار الشامل أو للصواريخ البالتسية جاء في المراتب الأخيرة من حيث مخاطرها على تشيكيا .

وترى وزارة الدفاع أن الشكل الأكثر احتمالا لزج القوات المسلحة التشيكية سيكون من خلال إرسالها للمشاركة في مهام للناتو والاتحاد الأوربي تقع خارج نطاق هاتين المنظمتين والمشاركة في عمليات الحفاظ أو فرض السلام وفي عمليات إنسانية ..

ورأت الاستراتيجية العسكرية الجديدة أن الخصم المحتمل للجنود التشيك وبقية زملائهم من دول الناتو سيتم تحديد هويته والتعرف عليه بشكل أسوأ في المستقبل بالتوافق مع قانون الحروب لان مستواه الفني ومراميه ستكون اقل من إمكانيات وقدرات القوات المساحة التشيكية وسيكن خصم تشيكيا من النوع غير العادي الذي لن يحاول الانتصار في مواجهات مباشرة وإنما فرض قواعد إدارة الصراع الخاصة به وسيحاول هذا الخصم أيضا تهديد الأراضي التشيكية بشكل مباشر بهدف إلحاق الضرر الأكبر بين السكان وفي البني التحتية وسيفضل هذا الخصم حسب تصورات العسكريين التشيك القتال في المدن والجبال والغابات وليس في السهول والمناطق المفتوحة ، كما أن هجماته ستتركز على الأهداف المدنية وربما باستخدام أسلحة الدمار الشامل .

وترى وزارة الدفاع التشيكية أن الوسط الأمني سيتميز في العشرين عاما القادمة بالتغيرات الديناميكية وبالارتباط وبالشمولية مع العلاقات الدولية وستزداد أهمية اللاعبين من خارج الدول والإرهاب الدولي وستتعمق العولمة . كما سيرتفع معدل الأعمار في الدول المتقدمة ومنها تشيكيا وسيزداد أيضا تدهور الوسط الطبيعي وسيدعم نشوء صرا عات جديدة وجود دول ضعيفة وعلى حافة الانهيار وزيادة الطلب على المواد الاستراتيجية .

وستتألف القوات البرية التشيكية خلال العشرين عاما القادمة من أربع ألوية وفرقة خفيفة أو متوسطة سيكون بحيازتها عربات مدرعة خفيفة وعربات نقل مدرعة وعربات قتالية للأفراد أما سلاح الطيران فسيبقى يستخدم مقاتلات عابرة للصوت قادرة على المساهمة في حماية المجال الجوي للدول الأخرى ودعم العمليات البرية.

وقد انتقد وزير الدفاع في حكومة الظل للحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة بيتر هولينسكي هذه الاستراتيجية أخذا عليها كونها تهتم بالحدود الدنيا فقط بموضوع الدفاع الذاتي وبدلا من ذلك تعطي الأولوية لزج القوات التشيكية في الخارج بما فيها في الدول التي تقع خارج الاتحاد الأوربي وخارج إطار الناتو الأمر الذي اعتبره خطأ كبيرا ستكون له تداعيات واسعة حسب قوله .